بالرغم من جميع الصعوبات فنانات تبدعن بإقامة معارضهن التشكيلية

على الرغم من العدد المحدود للفنانات التشكيليات إلا أنهن تنطلقن بفنهن في الفضاء التشكيلي وتقمن المعارض وتبدعن في مختلف الفنون.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ وجود معرض فردي لفنانة تشكيلية، هو بحد ذاته تحدياً للصعوبات التي تواجهها الفنانات التشكيليات في ليبيا، اللواتي بمجرد ظهورهن تختفين مرة أخرى مثلما ظهرن، ولكن ذلك لم يمنع الفنانة التشكيلية صابرين الفيتوري من تجربة الانطلاق في هذا العالم.

تهوى الفنانة التشكيلية صابرين الفيتوري الرسم منذ الصغر، وسعت لصقل هذه الموهبة وتطويرها من الجانب الأكاديمي، فتوجهت لدراسته في المرحلة الثانوية بجمهورية مصر، ومن ثم استكملت دراساتها الجامعية بكلية التربية، قسم التربية الفنية، جامعة بنغازي.

 

"دراسة لا مستقبل لها"

وعن توجهها لدراسة الفن التشكيلي في المرحلة الجامعية ونظرة المجتمع لها بأن هذا التخصص ليس له مستقبل في ليبيا قالت "الجميع قال لي أن هذا التخصص ليس له مستقبل في ليبيا، ولكن عندما درست في الكلية تعرفت وتعلمت جميع الفنون بمختلف أشكالها، وهذا أتاح لي فرصة إقامة معارض خاصة بي، أو افتتاح مشروع فني خاص، أما فكرة التوجه للتعليم فلم اتقبلها لأنه يقتل الموهبة التي تعبت كثيراً من أجل تنميتها وصقلها".

وحول فكرة إقامة معرضها الفردي الأول أوضحت "كنت أقوم بالرسم طيلة فترة دراستي حتى في فترة كورونا لم أتوقف عن الرسم، وأصبح بذلك لدي مخزون من اللوحات، فأقترح الفنان التشكيلي وأستاذي في الجامعة الأستاذ جمال الشريف أن أقوم بعمل معرض فردي في عام 2021 ولكن أخبرته سأقوم به بعد التخرج، خاصة وأنني كنت أرسم، ولم أتوقف أبداً ودائماً ما أقول بأن لدي هدف كبير سأحققه من خلال لوحاتي، وبعد تخرجي عام 2023 أقمت معرضي الفردي الأول، وشجعني الفنان التشكيلي جمال الشريف على أن يكون فردي لأن لوحاتي مكتملة وناضجة للظهور بها وحدي في معرض خاص".

وعن الإمكانيات المادية التي تعمل بها وجودة الأدوات التي تعمل عليها بينت "أحضرت جميع أدوات الرسم الخاصة بي من مصر، خاصة نوع الورق الذي يتم الرسم عليه لم أجده في ليبيا، لأنه يظهر الشفافية وتتداخل الألوان، لذلك حرصت على أن تكون جودته عالية، لذلك دائماً ما أحضره من مصر، وكذلك الألوان والفرش".

وأكدت أن المرأة تستطيع إثبات نفسها في مجال الفنون التشكيلية على الرغم من أن الأسرة والاهتمام بها قد يعيق الرسم أو ينقص الاهتمام به، فهي تقول إنها كانت متفرغة للرسم تماماً إلى عام 2022 عندما أنجبت طفلاً "كنت أحاول أن أوفق بينه وبين الدراسة والرسم الذي لم أرغب أن يتوقف أبداً، فكنت استفاد من فترة نوم طفلي وأرسم".

ولفتت إلى أن "اقتصار ظهور الفنانات على فترات متباعدة ثم اختفائهن لم يثنيها عن خوض تجربة إقامة معرض فردي، فالدعم هي النقطة المهمة والتي يتم البناء عليها".

وأوضحت أنها ستسمر في الرسم بالمائي ولا تعتبره بداية لفنون أخرى وإنما هو شغف وحب، فهي رسمت بالزيتي، ولكن ميولها كان للمائي، فهو يتميز بالبساطة والشفافية والألوان الساحرة، "أستطيع أن ارسم لوحات تشكيلية متكاملة إضافة إلى البورتريه"، مشيرة إلى صعوبة الرسم بالألوان المائية "تكمن الصعوبة في الرسم بالمائي أن اللمسة الأولى هي اللمسة الأخيرة، ولا يمكن التعديل في اللوحة لو حدث بها خطأ، فهو له خصوصيته".

وحول الحضور الذي حظي به معرضها الأول قالت "حظي المعرض بحضور لا بأس به من الفنانين/ات التشكيلين/ات الذين أبدوا اعجابهم باللوحات، وكذلك كان هناك حضور من خارج الوسط الفني، ونالت اللوحات إعجابهم، فالإقبال على المعرض كونه الأول لي كان جيد ويعد فخر بالنسبة لي".