مفوضية اللاجئين... مساعدة اللاجئات وتخفيف معاناتهن
تعمل منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مساعدة النساء والفتيات اللاجئات وتخفيف معاناتهن
مركز الأخبار ـ .
تتفاقم مشاكل النساء وتتأزم أوضاعهن في فترات النزوح واللجوء فكان من أولويات عمل منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تخفيف هذه المعاناة.
بطلب من الأمم المتحدة من أجل حماية ودعم اللاجئين واللاجئات تأسست منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 14 كانون الأول/ديسمبر1950، وتُعرف أيضاً باسم "مفوضية اللاجئين"، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة جنيف السويسرية، ولها مكاتب في العديد من البلدان حول العالم، وقد حصلت على جائزة نوبل للسلام، في عامي 1954 و1981.
عمل المنظمة
انشأت المفوضية في أعقاب الحرب العالمية الثانية بهدف التخفيف من آثار الحرب على اللاجئين والنازحين ثم نشطت في مساعدة اللاجئين حول العالم. وتم اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين في 28 يوليو/تموز من عام 1951، التي تعدّ النظام الأساسي لعمل المنظمة.
تساهم المفوضية وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة في إتمام عودة اللاجئين وفق رغبتهم إلى أوطانهم، أو الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها أو إعادة توطينهم في بلد ثالث.
وقد صادقت عليها 145 دولة، وهي تحدد مصطلح "اللاجئ"، وتوضح حقوق اللاجئين إضافة إلى الالتزامات القانونية التي تقع على عاتق الدول من أجل حمايتهم.
ويتمثل المبدأ الأساسي في عدم الإعادة القسرية، والذي يؤكد على أنه لا ينبغي إعادة اللاجئ واللاجئة إلى بلد يمكن أن يواجه فيه تهديداً خطيراً لحياته أو حريته، ويعتبر ذلك قاعدة في القانون الدولي العرفي.
وتسعى المفوضية بصفتها الوصية على اتفاقية 1951 وبروتوكولها لعام 1967، ووفقاً للتشريعات من المفترض أن تتعاون الدول مع المفوضية لضمان احترام وحماية حقوق اللاجئين واللاجئات.
جهود لمساعدة اللاجئات والنازحات
تواجه النساء بشكل عام العديد من التحديات وتزداد معاناتهن من التمييز والعنف خلال حالات النزوح، وتشكل النساء والفتيات حوالي 50 بالمئة من النازحين واللاجئين.
وتتعرض العديد من النازحات واللاجئات للتحرش الجنسي والابتزاز ويجبرن على ممارسة الدعارة من أجل تأمين الغذاء، كما تواجه القاصرات الزواج القسري، وتتعرض ذوات الاحتياجات الخاصة للاغتصاب.
على ذلك تضمن إعلان نيويورك الصادر عام 2016 من قبل الأمم المتحدة من أجل اللاجئين التزامات بالمساواة بين الجنسين (بالنسبة للمهاجرين والمهاجرات)، وذلك بشأن القضايا الجندرية كحماية النساء من العنف، وتوفير المكان الآمن والذي يضمن لهن الخصوصية الكافية كمرافق الصرف الصحي المنفصلة وكذلك المستلزمات الصحية، إضافة لتقديم المساعدة وتنظيم مشاريع وبرامج خاصة تساعد المرأة في اكتساب الخبرة والتعليم لإيجاد فرص عمل.
في عام 2007 شكل الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة لمكافحة العنف الجنسي في حالات الصراع تجمع مفوضية اللاجئين مع وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات المرتكبة بحق المرأة وتوعية النساء من أجل وضع حد للانتهاكات الجنسية.
المهمات العامة للمفوضية
أما المهام العامة للمفوضية فإنها تشمل توفير الحماية القانونية والجسدية والرعاية الطبية، في أعقاب أي نزوح جماعي.
وتوفر المساعدة الإغاثية المنقذة للحياة من مأوى وطعام وغذاء ومياه وتعليم، كما تسجل اللاجئين وتقدم لهم المشورة بشأن طلبات اللجوء والتعليم والإرشاد.
وأطلقت المفوضية في عام 2009، تقييماً للاحتياجات العالمية على المستوى العالمي، بهدف تحديد الاحتياجات الحقيقية للاجئين والنازحين داخلياً، وكذلك تلبية تلك الاحتياجات والعواقب المترتبة على أي ثغرات، كما يعد هذا التقييم جزءاً من النهج الذي تتبعه المفوضية في رسم وتخطيط عملياتها في كافة أنحاء العالم.
ويتم تمويل المفوضية بشكل شبه كامل من خلال تبرعات مباشرة وطوعية، تمنحها بعض الدول التي تستخدم لتغطية التكاليف الإدارية، بالإضافة إلى مساهمات المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص بما فيها المؤسسات وشركات الاستئمان.
ويقضي هدف المفوضية في إيجاد حلول دائمة من شأنها السماح للاجئين بإعادة بناء حياتهم بكرامة وسلام، حيث تعمل على تحقيق العودة الطوعية إلى الوطن، والاندماج المحلي، وإعادة التوطين في بلد ثالث في الحالات التي يستحيل فيها على الشخص العودة إلى دياره أو البقاء في البلد المضيف.
وتساعد المفوضية في كل عام على تحقيق هذه الحلول الدائمة للاجئين في كافة أنحاء العالم، غير أن هذه الحلول لا تلوح في الأفق بالنسبة لملايين اللاجئين وعدد أكبر من النازحين داخلياً.
وتتصدى المفوضية في أي وقت من الأوقات لأي حالة طوارئ جديدة ومفاجئة، والتي تتطلب استجابة فورية، وتأمين المساعدات والخبراء بشكل عاجل في المناطق المتضررة دون أي تأخير، يطال تأثيرها ما يصل إلى 500 ألف شخص، كما يمكن للمفوضية حشد أكثر من 300 موظف مدرب في غصون 72 ساعة.
ووضعت المفوضية أيضاً آليات للتعبئة الفورية للموارد المالية، للمساعدة على تلبية احتياجات الاستجابة لحالات الطوارئ دون أي تأخير.
أماكن النشاط
تعمل المفوضية في 123 بلداً في 124 موقع عمل كالمكاتب الإقليمية والفرعية إضافة إلى 272 مكتب ميداني في المناطق النائية في بلدان العالم.
ويعمل موظفو المفوضية بشكل وثيق مع الحكومات لضمان احترام اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، كما يقدمون المساعدات المباشرة إلى المستضعفين من ضحايا النزوح.
ويقوم المقر الرئيسي مع المركز العالمي للخدمات في بودابست بالمجر، بتأمين الدعم لباقي مكاتب المفوضية، بما في ذلك المهام الإدارية الرئيسية، ويتمركز العدد الأكبر من عمليات المفوضية في أفغانستان وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وباكستان وسوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق.
ويتمركز عمل المفوضية في مساعدة "اللاجئين وطالبي اللجوء والأشخاص النازحون داخلياً وعديمي الجنسية"، التي تقوم على حمايته وتأمينه.
وتسعى المفوضية لضمان قدرة كل شخص على ممارسة حقه في التماس اللجوء، والعثور على مأمن أمن في دولة أخرى، مع إمكانية اختيار العودة الطوعية إلى الوطن أو الاندماج محلياً أو إعادة التوطين في بلد ثالث، حيث تكمن غاية المفوضية الأساسية في حماية حقوق ورفاه اللاجئين.
وتقضي ولاية المفوضية بقيادة وتنسيق العمل الدولي الرامي إلى حماية اللاجئين، وحل مشاكلهم في كافة أنحاء العالم، والتي عملت على مدى أكثر من خمسة عقود بتوفير المساعدة لعشرات الملايين من الأشخاص على بدء حياتهم من جديد
وقدمت بداية القرن الحادي والعشرين المساعدات الإنسانية للاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال، كما وسع عمل المفوضية بشكل أقل وضوحاً دورها في مساعدة الأشخاص عديمي الجنسية الذين حرموا من الحقوق الأساسية.
سفيرات النوايا الحسنة
يتم تعيين السفراء والسفيرات من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، وعادة ما يوقع هؤلاء عقداً لعدد معين من السنوات، ورغم قلة عددهم إلا أنهم يساعدون المفوضية للوصول إلى كافة أنحاء العالم من خلال شهرتهم وشعبيتهم.
ولتولي هذا المنصب يتطلب امتلاك الرغبة الحقيقة في مساعدة الأشخاص المحتاجين.
وتتمتع المبعوثة الخاصة أنجلينا جولي، التي زارت أكثر من 20 بلداً منذ تاريخ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة في عام 2001، بشهرة وانتشار عالمي.
ويتم تعيين النساء كسفيرات للنوايا الحسنة من مختلف أنحاء العالم ومن كافة المجالات، وفي الوطن العربي عُينت السباحة السورية "يسرى مارديني" في عام 2017. وقبل ذلك تم تعيين الكويتية ريما الصباح في عام 2015.