خديجة الجرف: الاعتراف بالأحزاب السياسية ضرورة ديمقراطية

في ظل ما تشهده سوريا مؤخراً من تطورات وتغيرات سياسية، يعتبر وجود الأحزاب السياسية في المنطقة ضرورة لإرساء مبدأ التعددية.

نور الأحمد

الرقة ـ تشهد سوريا حالة من التخبط والتقلبات على الساحة السياسية، والتي تعتبر مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا ورسم مستقبلها الجديد، والتي سيتم فيها تحديد الأعمدة الأساسية في بناء سوريا، مع استمرار المفاوضات بين الأطراف المعنية.

مفاوضات وفد الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية مع الحكومة السورية المؤقتة تبحث عن الاعتراف الرسمي والشرعي والقانوني بتعدد الأحزاب السياسية التي باتت تمثل جميع المكونات السورية وصوت الشعب ومطالبه في تحقيق التعددية.

 

ترسيخ مبدأ الديمقراطية

وتصف الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل بمقاطعة الرقة خديجة الجرف ما تمر به سوريا بالمرحلة التاريخية، وتؤكد على ضرورة الاعتراف الرسمي بالأحزاب السياسية في المنطقة، ولما لمشاركة المرأة من أهمية في ترسيخ مبدأ الديمقراطية للشعب السوري.

وبينت أن تشكيل الأحزاب السياسية في المنطقة جاء لحاجة ضرورية وملحة خاصة عقب 14 عاماً من الأزمة "لتكون الأحزاب السياسية الأرضية السياسية لإقليم شمال وشرق سوريا التي انطلقت فيها ثورة عظيمة وهي ثورة 19 تموز، لتكسر الركود السياسي الذي رافق تاريخ المنطقة الحديث".

وأسست العديد من الأحزاب منها حزب الخضر الديمقراطي، وحزب اليساري وحزب الديمقراطي وحزب سوريا المستقبل، والهدف كما توضح خديجة الجرف ترسيخ مفهوم الديمقراطية بجميع أشكالها، لتكون صوت الشعب ضد القمع والاستبداد الذي يتعرض له، ولإيصال صوتهم ومطالبهم أو اعتراضهم على أي قانون تفرضه السلطة الحاكمة.

والبرامج السياسية للأحزاب يجب أن تكون قائمة على مبدأ تأمين الحياة الكريمة على جميع الأصعدة والتمثيل العادل على الساحة السياسية "تشكيل الأحزاب السياسية ساهم في ترسيخ مبدأي الديمقراطية والتعددية، فلقد عاصرنا نظام البعث البائد الذي منع أي تمثيل لحزب سياسي خارج إطار سلطته، والتعددية الحزبية شكلية ليس لها دور على الأرض، وتخدم أجندة الدولة فقط، على عكس الأحزاب السياسية التي تتواجد اليوم لترسخ مطالب الشعب فلطالما كان شعار حزب سوريا المستقبل ترسيخ التعددية واللامركزية في سوريا الجديدة وذلك وفقاً لتعدد المكونات والأطياف في البلاد، والذي يعتبر مصدر نجاح مشروع الأمة الديمقراطية في المنطقة".

وعن دور المرأة في الأحزاب السياسية أكدت أنه "لم يكن هناك تمثيل سياسي عادل لتمثيل المرأة وتم تهميش دورها عن أي وجهة سياسية عبر ترهيبها بالملاحقة والاعتقالات التعسفية أما اليوم لعبت دور ريادي على الساحة السياسية، وأخذت مناصب سياسية وأماكن مرموقة في العمل السياسي كالرئاسة المشتركة، وأثبتت دورها ورؤيها السياسية ومثلت صوت المرأة والشعب وبدورنا كنساء في الأحزاب السياسية عملنا على تنظيم ونشر الوعي السياسي للمرأة".

 

 "المفاوضات خطوة إيجابية ومهمة في رسم مستقبل سوريا"

وأحدث سقوط النظام البعثي العديد من المستجدات المفصلية على الساحة السياسية في سوريا، فاللقاءات والمفاوضات مستمرة بين ممثلي الإدارة الذاتية وممثلي الأحزاب السياسية والعسكرية والحكومة المؤقتة في دمشق.

وأضافت "لدينا العديد من المكاتب التي افتتحناها مؤخراً في كل من مدن درعا وحلب ودير الزور فنحن نعمل بجد لترسيخ مبدأي الديمقراطية والتعددية لجميع المكونات على الجغرافية السورية وليس فقط إقليم شمال وشرق سوريا، عانينا كسوريين من أشكال الاضطهاد ودفعنا العديد من التضحيات والشهداء من بينهم الشهيدة هفرين خلف التي باتت مصدر إلهام لجميع نساء سوريا".

وتأمل خديجة الجرف أن يكون لوجود جميع الأحزاب السياسية دور أساسي ومفصلي في سوريا المستقبل، وأن يكون لها دور كذلك في ترسيخ العدل والمساواة، وأن تكون صوت جميع المكونات السورية، لبناء سوريا الحرية والكرامة.