إقليم كردستان... مصير مجهول ينتظر برلمان عمره 32 عاماً

مر 32 عاماً على الانتخابات البرلمانية الأولى في إقليم كردستان وكان من المقرر إجراء انتخابات الولاية السادسة في حزيران/يونيو من هذا العام، لكن العوائق أخرت ذلك مرة أخرى.

لافا كردي

السليمانية -أصدرت حكومة إقليم كردستان خمسة مراسيم خاصة بالدورة السادسة للانتخابات البرلمانية بعد الانتخابات البرلمانية الأولى في الإقليم عام 1992، ومع ذلك لم يتم إجراء أي من الانتخابات البرلمانية في موعدها وتأخير انعقاد هذه الجلسة للبرلمان، بالمحصلة وضع البرلمان بخطر فلم يعد للقائمين عليه صلاحية إجراء الانتخابات.

من خلال بيان قيل إن هناك العديد من الأسباب التي دفعت لتأجيل الجولة السادسة لكن من الممكن حل كل هذه العراقيل في أشهر قليلة.

 

اختيار الدورة

عقدت الجولة الأولى في 19 أيار/مايو 1992 بقرار من الجبهة الكردستانية، وجاءت الجولة الثانية في أعقاب اتفاق واشنطن عام 1998 بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تم بموجبه تعيين أعضاء جدد في البرلمان دون انتخابات في عام 2002 لشغل المقاعد البرلمانية، وبعد سقوط نظام صدام حسين، تقرر عقد الجلسة الثانية لبرلمان كردستان في 30 كانون الأول/ديسمبر 2005، تزامناً مع انتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس المحافظات العراقية، وأجريت الجولة الثانية من الانتخابات بعد 11 عاماً.

الجلسة الثالثة، طلبت رئاسة الجلسة الثانية لبرلمان حكومة إقليم كردستان في رسالة من رئيس الجمهورية إجراء الانتخابات البرلمانية في 19 أيار/مايو، ثم، وبموجب مرسوم من حكومة إقليم كردستان، تم تحديد 25 تموز/يوليو 2009 موعداً لانعقاد الجلسة الثالثة وبناءً على ذلك التاريخ، فإن موعد الجولة الثالثة من الانتخابات متأخر ستة أشهر وخمسة أيام.

وقالت حكومة إقليم كردستان في بيان إن الجولة الرابعة من الانتخابات البرلمانية أجريت في 21 أيلول/سبتمبر 2013، وتأجلت الجولة الرابعة من الانتخابات لمدة شهرين وأربعة أيام، وقررت حكومة الإقليم تمديد الموعد النهائي لانعقاد الدورة الرابعة لمدة عامين، وتم إغلاق البرلمان خلال هذين العامين، وبسبب أحداث الاستفتاء، تم تقسيم صلاحيات رئيس حكومة إقليم كردستان عام 2017 وأعطيت سلطة تحديد موعد الانتخابات لرئاسة مجلس الوزراء، وأصدر رئيس وزراء الإقليم، مرسوماً في 30 أيلول/سبتمبر 2018، لإجراء انتخابات الدورة الخامسة لحكومة إقليم كردستان وتأجيل موعد انعقاد الجلسة الخامسة للبرلمان لمدة عامين.

 

تأخرت الجولة السادسة عن موعدها سنتين وأربعة أشهر

ومنذ انعقاد الجلسة الأولى لبرلمان الإقليم، تم تأجيل الانتخابات 12 مرة، خمس منها في الدورة السادسة، ومدد برلمان كردستان فترة ولايته ثماني مرات لنحو ست سنوات وكان آخرها تمديد الولاية الخامسة التي انتهت في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري لكن في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2022، مددت جلسة البرلمان السادسة حتى نهاية 2023.

ورغم الذرائع التي قدمت لتأجيل الانتخابات فإن الأسباب الخفية ظهرت للعيان، أحدها أن المحكمة الاتحادية العليا في العراق كانت قد قررت في وقت سابق تخفيض عدد مقاعد برلمان كردستان إلى 100 مقعد والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وبناءً على هذا القرار، وزعت المقاعد على محافظات الإقليم على النحو التالي "أربيل 34 مقعداً، السليمانية 38، دهوك 25 وحلبجة 3" ثم عادت خمسة مقاعد من أصل 100 مقعد للبرلمان إلى الشكل النهائي، وتوزعت "مقعدان لأربيل، ومقعدان للسليمانية، ومقعد واحد لدهوك".

 

مقاطعة الانتخابات

وبحسب المرسوم الرابع، فقد تقرر إجراء الجولة السادسة من الانتخابات النيابية في 10 حزيران/يونيو 2024، لكن الانتخابات لم تجرى للمرة الرابعة فالحزب الديمقراطي الكردستاني PDK قاطع الانتخابات وقال إنه لن يشارك فيها وأثار ذلك رد فعل بين مؤيديه فهو بعد أربع سنوات وشهرين من التأجيل يرفض المشاركة بانتخابات ديمقراطية.

إن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتولى السلطة في إقليم كردستان، هو المسيطر على كل ما يحدث، وهو المسؤول عن تأجيل الانتخابات، فالحزب الذي طالما حقق رغبات أعدائه، قاطع هذه المرة لإقناع الدولة التركية.

الأحزاب السياسية في إقليم كردستان وتأجيل الانتخابات البرلمانية ستساهم في تنفيذ مؤامرة الأعداء على أراضي إقليم كردستان بشكل أكبر، كل هذا سيكون ضاراً بالشعب الكردي، لذلك فإن ما يفعله حزب العمال الكردستاني هو مواجهة العدو، وخاصة الدولة التركية.

 

الاحتلال التركي

وبعد فشل الانتخابات البرلمانية الكردستانية في حزيران/يونيو الماضي وفي ليلة 23 منه، تم إرسال رتل من جيش الاحتلال التركي مزود بأسلحة ثقيلة وعربات مدرعة إلى حدود بلدة العمادية من منطقة برواري بالا. إنهم يمرون بشكل علني عبر بلدات ومدن دهوك ولم تتخذ الحكومة العراقية ولا حكومة إقليم كردستان أي موقف ضد هذا التدخل التركي السافر.

وقالت لجنة منع التعذيب الأمريكية إنه بعد أن أقام الجنود الأتراك نقاط تفتيش وطلبوا من الناس بطاقات شخصية دخل جنود الجيش التركي إلى قرية دارغالي ميسا بك على سفوح جبل ماتينا في منطقة كاني ماسي وأخبروا القرويين أنهم إذا لم يغادروا القرية خلال 24 ساعة سيتم إجلائهم بالقوة وقصف القرية، فاضطر أهل القرية إلى المغادرة وتم إخلاؤها بالكامل في شهر حزيران/يونيو.

وفتح الفشل في إجراء الانتخابات البرلمانية الكردستانية، والذي يحول دون حدوث أي تغييرات سياسية في الإقليم، المجال أمام دخول المزيد من القوات التركية إلى إقليم كردستان. إن مصير المنطقة البالغة من العمر 33 عاماً والتي خلقتها الانتفاضة الشعبية؛ في خطر، وقد استولت الدولة التركية على نصف الإقليم بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأصبح الرئيس الأمريكي جو بايدن تحت سيطرتها بالكامل، وكلما قُمت بزيارة أربيل ودهوك وزاخو كمواطن من إقليم كردستان، سترى أن الدولة التركية تسيطر على هذه المناطق.

ونشر الاحتلال التركي85 قاعدة وآلاف القوات في إقليم كردستان. إن وجود قوات أجنبية على أراضي أي دولة خارجة عن القانون الدولي أمر غير مقبول.