أخصائية: التونسيات تعانين من نقص الوعي وغياب الثقافة الصحية

أكدت الأخصائية في الصحة الإنجابية رحاب البليدي، إن النساء في تونس تفتقرن للثقافة الصحية والوعي بأهمية الوقاية من العديد من الأمراض التي تترك آثار نفسية وجسدية عليهن.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ غالباً ما تواجه النساء العديد من الأمراض التي تحتاج إلى تكاليف علاج باهظة وتترك آثار على نفسيتهن نتيجة غياب الوعي الصحي والقدرة على مراجعة الطبيب المختص بشكل مبكرة.

"إن الكشف المبكرة عن الأمراض يساهم في معالجة الأمراض بشكل أسرع" بهذه الكلمات بدأت الأخصائية في الصحة الإنجابية رحاب البليدي حديثها قائلة "لاحظنا أن المرأة التونسية تحتاج للتوعية بالثقافة الصحية وأهمية الكشف المبكر عن العديد من الأمراض على غرار مرض سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وبعض الأمراض المنقولة جنسياً"، مشيرةً إلى أن هذه الأمراض لها تداعيات جسدية ونفسية وخيمة على المصابة بسبب ارتفاع كلفة العلاج والخوف من فقدان الشخص.

وأشارت إلى أن المرأة ليس لديها المعلومات الكافية للوقاية من الأمراض وليس لديها فكرة حول الأعراض وكيفية التعامل معها في حال الإصابة بأي مرض "بالنسبة لسرطان الثدي لا تعلم العديد من النساء كيفية الفحص الذاتي والتقصي المبكر عن المرض وفي أغلب الأحيان تصلن إلى مرحلة متقدمة تستوجب الاستئصال وفي هذه الحالة تزداد كلفة العلاج وتصبح إمكانية الشفاء أقل".

وأوضحت أن إصابة المرأة بهذا المرض الخطير تترك تداعيات مادية وجسدية كارتفاع كلفة العلاج وازدياد الوهن والمرض، إضافة إلى تدهور حالتها النفسية، لأن المرأة تتحول من السياق التقليدي المتمثل في أنها تقدم الرعاية للأسرة إلى شخص يحتاج إلى الرعاية.

ونوهت إلى أن التأخير في التشخيص هو السبب وراء غياب الثقافة الصحية والقدرة على مراجعة الطبيب المختص بصفة مبكرة وبالتالي يمكن أن يؤثر على أمل الحياة بدرجة أولى بعد الإصابة وعلى جودتها بدرجة ثانية.

وقالت رحاب البليدي مادامت المصابات تجهلن كيفية التعامل مع الأمراض وضرورة معالجتها فإن ذلك سيؤثر على رفاه الحياة، وقدمت مثال على ذلك الأمراض الجنسية التي لا تتم معالجتها والتي تؤدي إلى مشاكل بين الزوجين وعندما تكون الزوجة غير قادرة على تفسير المفاهيم وعلى التوجيه ومعرفة الخدمات فلا يمكن أن تنقلها إلى من هم أصغر سناً فينعكس ذلك سلباً على المحيط الأسري.

وأضافت "عندما تغيب المعلومة ويغيب الاطلاع وعدم التوجه إلى المختصين/ات واستشارتهم في العديد من المسائل الصحية فإن ذلك يقلل من حسن تعاملنا مع الأمراض كمرض بطانة الرحم المهاجرة هو مرض يصيب النساء في أي مرحلة من مراحل العمر التي تترك مشاكل صحية وتداعيات على الخصوبة بينما المطلوب أن نعالج الأشكال بصفة مبكرة ونقوم بتفسير الأمر لأشخاص آخرين".

وأكدت أن نقص المعلومات يؤثر بشكل سلبي على جودة الحياة الجنسية والعلاقات بين الأشخاص في المحيط الاسري "كلما كان للمرأة اطلاع على المعلومات الدقيقة كلما كان هناك فرصة للبحث والاستشارة حتى تقوم بسلوكيات تتماشى مع الوضع الصحي كمرض سرطان الثدي أو عنق الرحم، وكلما كان التقصي مبكراً كلما كان العلاج أفضل، كما أنه عندما يتم نقل المعلومات ونشرها كلمات تم التأثير بشكل إيجابي على نساء تجهلن الوعي الصحي والمعلومات".