بطلات الكاراتيه... رغم المعوقات طموحهن يعلو كل يوم للمشاركة في البطولات العالمية

رغم صغر سنهن، إلا أنهن يخضن تحديات يومية ضد المجتمع والاتحاد الفرعي للكاراتيه للاستمرار في ممارسة اللعبة، وطموحهن يعلو كل يوم من أجل المشاركة في بطولات عربية وعالمية

ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، ولن يتوقف حلمهن حتى يصلن للعالمية بحسب قولهن، أنهن بطلات لعبة الكاراتيه بأكاديمية روح الرياضة بمدينة بنغازي.
 
 
تقول رئيس مجلس أكاديمية روح الرياضة بمدينة بنغازي الأستاذة عائدة بوغالية "رغم شمولية الأكاديمية التي تأسست عام 2018، إلا إنها تركز وبشكل كبير على جانب تدريب الفتيات في المرحلة العمرية من 5 إلى 18 سنة، في رياضات مثل الجمباز الإيقاعي، والكاراتيه، ورياضة السباحة، وزومبا للفتيات الصغيرات اللاتي يعانين من زيادة الوزن مع وجود إخصائية تغذية ترافق برنامج تدريبهن".
وأوضحت "في الفترة السابقة فتحنا مجال للعبة "البالية"، ولكن لا يوجد إقبال عليها من قبل الفتيات حيث تتجه أنظارهن أكثر إلى الجمباز الإيقاعي لأنه أكثر نشاط وحيوية بينما البالية "رتمه بطيء جداً"، حيث دخل الجمباز الإيقاعي مؤخراً إلى ليبيا فأردنا أن نتميز به، وتتولى التدريب فيه مدربات شابات".
 
ظلم كبير يقع على الفتيات اللاتي يمارسن هذه الألعاب
وأضافت عائدة بوغالية أن لعبة الكاراتيه من أهم الألعاب المختصة في الفنون القتالية التي تعد الركيزة الأساسية للأكاديمية، وكانت الفتيات لديهن رغبة كبيرة لدخول هذه اللعبة، وهناك فتيات وصلن للمنتخب الليبي في هذه اللعبة، وحصلن على قلائد ذهبية وعلى البطولة في المنطقة الشرقية في لعبة الكاراتيه، وكان من ضمهن اللاعبة سما الفريطيس التي ترشحت للمنتخب الليبي.
وأشارت إلى أنه هناك ظلم كبير يقع على الفتيات اللاتي يمارسن هذه الألعاب ويتم تجاهلهن حين تقام بطولات خارج ليبيا، والتي من ضمنها البطولة الأفريقية للعبة الكاراتيه، التي شاركت بها فتيات من مختلف الدول العربية، ولكن اتحاد الكاراتيه هنا لم يرسل أي فتاة من بنغازي للمشاركة في البطولة، للأسف في ليبيا هناك بعض العقليات التي تحطم الفتيات وتحطم أحلامهن، ولكن نحن بكل ما نملك نقوم بمواجهة هذه العقليات، وتحديها حتى نثبت وجودنا، وأن الفتاة مثلها مثل الشاب وقد تكون في كثير من الأحيان أفضل منه.
 
"رؤية أفضل لمستقبل الفتيات في هذه الرياضات القتالية"
وحول كيفية المواجهة والتحدي لهذه العقليات قالت "لقد قمنا بتغيير الاتحاد باتحاد الكاراتيه الليبي الموحد، فهو لديه رؤية أفضل لمستقبل الفتيات في هذه الرياضات القتالية ويراهن عليهن في البطولات العربية والعالمية، وبالتأكيد نحن لدينا فتيات بطلات فعلاً في هذه اللعبة فمن غير المنصف أن يتم دفنهن ومنعنهن من المشاركة في البطولات العربية والعالمية بحجة أنها فتاة أو بنت".
وعن العمر المحدد لتوقف الفتاة عن ممارسة هذه الرياضة تبين "فيما يخص الأكاديمية نحن نعتبر حديثي النشأة لم نتجاوز الخمس سنوات، وبالتالي وضعنا في مخططنا أن نلغي فكرة أن هذه الرياضات تقتصر على عمر معين ومتى وصلت الفتاة لسن الرشد لن تمارسها، نسعى عندما تصل الفتاة لسن معينة على تهيئتها كمدربة مبدئياً، ويتم دعمها كمدربة تفيد وتستفيد، فنحن نواجه في بنغازي مشكلة كبيرة في إيجاد مدربات في مثل هذه الرياضات، ويكون لهن اسم يشرف بنغازي".
 
بطلة ليبيا في الكاراتيه ولاعبة المنتخب
 
 
وبوجود أهالي الفتيات التقينا مع بطلة ليبيا في الكاراتيه ولاعبة المنتخب اللاعبة سما سهيل الفريطيس ذات 16 ربيعاً، وعن دخولها لهذه اللعبة قالت "بدأت في ممارسة هذه اللعبة منذ كان عمري 10 سنوات، وقد شجعتني عائلتي كثيراً على ممارستها لأنني من عائلة رياضية".
وعن الصعوبات التي واجهتها خلال ممارستها للعبة أوضحت "لم أواجه صعوبات كثيرة أثناء التدريبات، ولكن واجهتني مشكلة وحيدة وهي عندما فزت ببطولة ليبيا في اللعبة، وتأهلت للعب في المنتخب الليبي، عندما قامت البطولة العربية للبنات لم يأخذوني معهم بحكم أنني فتاة وهذا كان أيضاً بسبب رفض الاتحاد الفرعي للكاراتيه لمشاركتي في البطولة لأنني فتاة، وعلى الرغم من أنني العب الكاراتيه منذ خمس سنوات لم يحصل معي مثل هذا الموقف الذي زادني تحدي وإصرار على مواصلة اللعبة حتى أصل إلى المشاركة في البطولات العربية والعالمية".
وأكدت على أنها لن تتوقف عن ممارسة اللعبة "حتى لو خضت مجال التدريب لن أتوقف وسأستمر كلاعبة، وسوف أشجع الفتيات على ممارسة اللعبة، وعدم التوقف مهما صادفن من تحديات، لأن عائلتي دائماً تشجعني على الاستمرار وعدم التوقف مهما حصل".
 
"أحب هذه اللعبة ولا أهتم لما يقوله الناس"
 
 
من جانبها تقول اللاعبة ميرا حسن بادي البالغة من العمر 13 عاماً عن ممارستها لهذه اللعبة "دخلت مجال اللعبة منذ 5 سنوات من أجل الدفاع عن نفسي والمشاركة في بطولات عربية وعالمية، بالإضافة إلى خوضي مجال التدريب في اللعبة فيما بعد".
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء ممارسة هذه اللعبة تقول "دائماً ما يقولون لي أن هذه اللعبة للشباب وليست للفتيات، ولكن أنا أحب هذه اللعبة منذ البداية، وقد شاركت في عدة بطولات وفزت في عدد منهن وأنا مستمرة حتى أشارك في بطولات عربية وعالمية عن طريق المنتخب الليبي".
ووجهت ميرا حسن بادي نصيحة للفتيات قائلة "على الفتيات أن يمارسن الرياضات اللاتي يحبنها، ولا يستمعن إلى كلام الناس، ويبتعدن عن مواقع التواصل الاجتماعي والجلوس عليها طوال الوقت".
 
 
فيما تقول بتول سهيل وعمرها عشرة أعوام عن هذه اللعبة "دخلت لهذه اللعبة لأني أحبها وأحب أن ادافع عن نفسي فأنا أمارسها منذ ثلاثة سنوات، وأتمنى أن استمر في هذه اللعبة كلاعبة، وقد شاركت في عدة مباريات على مستوى بنغازي".
 
أصغر فتاة ليبية حاصلة على الحزام الأسود
 
 
وقالت لاعبة الكاراتيه وأصغر فتاة حاصلة على الحزام الأسود في ليبيا اللاعبة آمال العقوري البالغة من العمر 10 سنوات "دخلت هذه اللعبة لأني أحبها وشجعني خالي على دخولها ولأن عائلتي عائلة رياضية".
وأكدت بأنها ستستمر في هذه اللعبة "أتمنى أن أكون بطلة عالمية فيها، وأشارك في بطولات، فأنا لا أرغب في خوض مجال التدريب بل الاستمرار كلاعبة".