رواية "نسر بجناح وحيد"
تناقش قضايا إنسانية تحكي معاناة الإنسان المعاصر كالفقر، الشقاء، والحاجة
للروائية والدكتورة هيفاء باسيل بيطار، تعمل طبيبة مختصة في أمراض العيون وجراحتها، من واليد مدينة اللاذقية عام 1960، كما انها عضو جمعية القصة والرواية في سوريا، ولها إنتاج قصصي وروائي غزير.
هيفاء بيطار امرأة واسعة الاطلاع في علم النفس وعلم الاجتماع، جمعت نماذج مختلفة من تجارب حياتية وإنسانية من هذا العصر وطرحتها في روايتها "نسر بجناح وحيد".
صدرت رواية "نسر بجناح واحد" عام 1998، وهي رواية تعري الشقاء والبؤس والفقر والحاجة، وتفضح كل أساليب الاستغلال والتغول الوظيفي والإداري، وفقدان الحس الإنساني والجشع والاستغلال، فهي حالات من واقع معاش يمثل الإهمال والبطالة واللامبالاة والمعاناة والحرمان.
حيث جسدت هذه الحالات في الأناس الذين يشترون ملابسهم من سوق البالة ذات الماركات الأجنبية للتمويه أمام الأصدقاء وإخفاء الحالة الاجتماعية البائسة التي يعيشها الفرد في سوريا، والفتيات المتسولات في شوارعها، اللواتي يتعرضن للإهانة والذل لا طموح يشغلهن غير لقمة العيش، فهن بجناح واحد منكسرات.
وعبرت عن الفراغ وإضاعة الزمن من خلال مقهى الرصيف فهي المكان الذي كان يدخله الناس على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية فقط للتسلية ومراقبة الناس وإضاعة الوقت.
كما تحدثت عن أحلام الشباب الدارسين التي ذهبت جهودهم سداً في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، ولم تسعفهم ليحققوا لو جزء من أحلامهم، كما أن نظرت المجتمع تغيرت فأصبحوا ينظرون للمثقفين والمتعلمين باستهزاء، وعدم وجود أي قيمة لهم في مجتمعهم، وعدم مساندتهم من قبل الجهات الحكومية لرفع من شأنهم ليصبحوا قدوة للأجيال اللاحقة، أما غير المتعلمين الذي سعوا وراء المادة بطرق غير مشروعة فقد وصلوا بأسرع وقت ممكن، وحققوا أحلامهم بالحصول على ثروات الحياة.
وأعطت مساحة لتعبر عن مكانة المرأة العربية المهمشة في ظل الفقر المدقع، فغاصت في أعماق أحاسيس النساء اللواتي يعانين الظلم والقهر والإهانة، وإعلاء أصواتهن على الملأ، وخاصة النساء العربيات المنحدرات من المجتمعات المعدومة، فقد أظهرت آلامهن ومكانتهن الاجتماعية في المجتمع المجحف في حقوقهن الأساسية، فهن قوة كامنة تحاول دائماً دون ملل لاختراق ظلمات الجوع، وإشعال شمعة تنير بها دربها لتكمل حياتها.