رواية "اللغز الأنثوي"
يعتبر الكتاب من أهم كتب الموجة النسوية الثانية في الولايات المتحدة، عرض فكرة أن دور المرأة كربة منزل وزوجة لا يكفي المرأة نفسياً ولا يغنيها عن باقي أدوارها، كما أنه يرجح امكانية فقدانها لهويّاتها وسعادتها.
بيتي فريدان (1921 ـ 2006) كاتبة وناشطة نسوية أمريكية، وتعتبر شخصية بارزة في الحركة النسوية بالولايات المتحدة، ويعود لها الفضل في إشعال موجة النسوية الأمريكية الثانية في القرن العشرين، شاركت عام 1966 في تأسيس المنظمة الوطنية للنساء، وانتخبت أول رئيسة لها، وكان هدف المنظمة "أن يتم إدخال النساء إلى التيار المجتمعي الأمريكي بالتساوي وبالتشارك مع الرجال".
باعتبارها كاتبة ومفكرة مؤثرة في الولايات المتحدة، ظلت ناشطة في السياسة والتحزب حتى أواخر تسعينات القرن العشرين، وكتبت خلال ذلك ست كتب، من أهمها "اللغز الانثوي" هو كتاب تم نشره عام 1963، وصدرت الترجمة عنها عام 2017، كانت قد بدأت بكتابته عام 1957 بعد أن طلب منها القيام بعمل دراسة استقصائية على النساء، ونتيجة لتلك الدراسة وجدت أن الكثير منهن غير سعداء في حياتهن، وهذا يعود لكونهن ربّات منزل، وهذا دفعها لبدء رحلة بحث ودراسة خاصة حيث قامت بإجراء الكثير من اللقاءات الشخصية مع ربّات منزل من الضواحي، إلى جانب البحث في مجالات علم النفس المرئيات والمسموعات وكذلك الدعاية والإعلان.
يبدأ الكتاب بمقدمة تعريفية عما أسمته الكاتبة بـ "المشكلة التي لا اسم لها"، والتي تتحدث عن التعاسة الشديدة التي أصابت النساء في الفترة من خمسينات وحتى ستينات القرن العشرين، ناقشت فيها حالة العديد من النساء اللاتي يعشن في الولايات المتحدة الأمريكية وتكون حياتهن عبارة عن كونهن ربات منزل يشعرن بالتعاسة بالرغم من أنهن متزوجات ولديهن أطفال.
وجهت الكاتبة أصابع الاتهام إلى مجلة المرأة ونظام التعليم الأنثوي والقائمين على الدعاية والإعلان في أنهم السبب في نشر تلك الصورة عن المرأة، والآثار السلبية التي نتجت عن تلك الصورة هي أنه تم حصر المرأة في الأدوار المنزلية فقط، وبناء عليه فقدت الكثير من النساء هوياتهن الفعلية في الحياة.
سلطت الكاتبة الضوء في الفصل الأول على أن متوسط عمر الزواج في انخفاض مستمر وحاد، ونسبة دخول النساء إلى الجامعة تقل أيضًا، ومعدل المواليد للنساء زاد بشدة، خصوصًا في خمسينات القرن العشرين، وذلك نتيجة أصرار الثقافة الأمريكية على أن الرضا والإنجاز الأكبر في حياة المرأة يكون بالزواج وبكونها ربة منزل صالحة.
أشارت الكاتبة في الفصل الثانية من الكتاب إلى أن الإجراءات التعديلية والتحريرية بالمجلات التي تتحدث عن المرأة يتم عملها في الأغلب عن طريق رجال، هؤلاء الرجال الذين أصروا على نشر مقالات تقول إن المرأة عبارة عن ربة منزل سعيدة.
أما الفصل الثالث فقد روت فيه الكتابة عن قرارها الخاطئ بالتخلي عن مجالها التخصصي المُبشر في علم النفس من أجل تربية أطفالها، وأشارت إلى أن العديد من النساء الصغيرات الآن تُعانين من مرحلة اتخاذ القرار من العدم، الكثير من النساء تركن المدرسة مبكرًا من أجل الزواج، كما ناقشت أن المشكلة ترجع إلى أن النساء في حاجة للنضج والعثور على الهوية الذاتية.