"محامية الفقراء"... الجرأة والصمود والثبات أبرز صفاتها
عادت من آخر محطات مسيرتها لتوافيها المنية في طريق العودة إلى تونس، الناشطة والحقوقية نعمة النصيري التي كانت آخر مشاركاتها ضمن المسيرة الدولية للنساء اللاتي تعرضن للمتاعب الصحية، تعد من أبرز الشخصيات في رابطة حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات في تونس
مركز الأخبار ـ تركت الحقوقية التونسية نعمة النصيري رئيسة فرع صفاقس للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بصمة خالدة في تاريخ حقوق الإنسان والنسوية، الوجهة الأخيرة في مسيرتها كانت خير دليل على تكريسها لجهودها في نيل النسوية المكانة التي تليق بها.
الموت يغيبها والعالم يأبى أن ينسى نضالها
خسرت الأسرة الحقوقية والنسوية صوتاً من الأصوات المدافعة عن الحقوق والحريات، المحامية التونسية والناشطة الحقوقية نعمة النصيري التي وافتها المنية في 21 أيار/مايو 2024 إثر وعكة صحية خلال تواجدها على متن طائرة في رحلة العودة من العاصمة الايفوارية ابيدجان، بعد مشاركتها في تظاهرة نسوية لها صلة بالمسيرة الدولية للنساء.
لقد شكلت وفاتها صدمة للمدافعين/ات عن حقوق الإنسان والمرأة، بعد أن شغلت منصب رئيسة فرع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بصفاقس وعضوة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس الجنوبية، لقبت بمحامية الفقراء والمستضعفين ومحامية عوائل الشهداء وجرحى الثورة التونسية.
اتصفت بالجرأة والصمود والثبات في اتخاذ قراراتها وكانت منحازة لقضايا الشعوب المضطهدة، لقد عبرت عن ذاتها عندما حملت صفة النسوية، وواجهت الكثير من التحديات في طريقها لتكون تونس بلداً تحترم فيها الحريات وتقدس ولكونها امرأة تصارع من أجل أن يحصل كل ذي حق على حقه منذ بداياتها حتى وفاتها، حيث قالت فيها الأستاذة سناء بالحاج اللطيف "نعمة النصيري هي الوحيدة التي واجهت بشير التكاري وجهاً لوجه دون خوف عندما كان وزيراً للعدل، نعمة دافعت بكل قوة وجهد عن أبناء الشعب حينما كانت تعمل كاتبة في المحكمة".
المرأة ونصرة قضاياها من أولياتها
بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الريفية عام 2022 في حديث لها مع وكالتنا قالت أنها تعمل باسم الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بمحافظة صفاقس على تحسين أوضاع النساء دون تمييز وإقصاء، كما أنها تناضل من أجل مناهضة العنف، وتدعو إلى النظر في مسألة المساواة في الإرث لنيل النساء حق تملك الأرض والتمتع بخيراتها وذلك بهدف تأمين العدالة الاجتماعية والمساواة في تقسيم الثروة نظراً للتمييز والحيف في مسألة التملك التي لا زالت المرأة التونسية تعانيها، مطالبةً بالخروج من العدالة الاجتماعية الشكلية في المنح، وإعطاء المرأة الفرص وحق العمل والولوج إلى الخدمات الاجتماعية وخاصة ضمان حقها في الصحة، إضافة إلى مسألة المساواة في الضرائب الاجتماعية والتمتع بثروات البلاد الطبيعية التي باتت حكراً على الرجال أو فئة البرجوازية في تونس.
وفي آخر لقاء لها مع وكالتنا في التاسع من آذار/مارس 2024، قالت "حين لا نجد المجال للتعبير عن آرائنا السياسية واختلافاتنا ونقدنا لا يمكن أن نتقدم ونخطو خطوات إيجابية إلى الأمام ولن نحقق النتائج التي نريدها، اليوم عدنا إلى نقطة الصفر وبتنا نراجع مقومات الديمقراطية والحقوق الإنسانية والدستورية كحرية التعبير وحق الاختلاف والمحاكمة العادلة وأيضاً مبدأ التناصف فحين يتم القضاء على هذا الحق يتم المس بكل مكسب ثوري".
وفي يوم وفاتها نعتها العديد من المنظمات الحقوقية النسوية منها حركة المرأة الحرة (TJA) حيث أكدت أن نعمة النصيري، ناضلت وكافحت لسنوات طويلة من أجل حرية المرأة والمساواة في تونس والشرق الأوسط، لافتةً في رسالتها "لإيماننا بالحرية والمساواة لجميع نساء العالم سرنا معاً بشعار مسيرة المرأة وعملنا معاً على العديد من المنصات، لقد كان لحركتنا صداقة قوية مع نعمة النصيري، نعدك أننا سنضع مقاومتنا وصداقتنا في قلوبنا، وكحركة المرأة الكردية في الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم، نؤكد أننا سنستمر في مسيرتنا حتى تصل كل النساء إلى مرافئ الحرية".