كتاب "أدب التمرد"
يعد الكتاب رؤية عميقة للكاتبة عن مصر والمصريين في فترة ما بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير، وخلاصة محاوراتها للعديد من الأدباء والكتاب المصريين.
ولدت الكاتبة سوزان شاندا في هولندا وترعرعت في سويسرا، حصلت على الشهادة الجامعية في مجال دراسة اللغة الألمانية وآدابها عام ١٩٨٩، من ثم انشغلت في عملها بالصحافة لمدة ١٥عام في منطقة الشرق الأوسط.
وأثناء زياراتها المتعددة إلى مصر عملت مترجمة ومذيعة في محطة راديو القاهرة، كما أدارت حلقات نقاش مع أدباء مصريين بصفتها خبيرة بالساحة الأدبية.
وضحت الكاتبة سوزان شاندا في كتابها "أدب التمرد" الصادر عن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة عام 2014، كيف ساهم الأدب المصري في تهيئة الناس للثورة، وكيف أن الكتاب والأدباء المصريين قد مهدوا السبيل إليها منذ سنوات، كانت الكتب تناقش على مواقع التواصل الاجتماعي وقد اشعلت النقاشات العامة النقد الموجه ضد النظام وساعدت على التمهيد لإسقاطه، حيث خلق الكتاب في مؤلَّفاتهم أجواءً مشحونة.
تحدث ١٦ أديب وأديبة من أجيال مختلفة في هذ الكتاب عن الرقابة الذاتية والشجاعة الأخلاقية، ودور الكتابة في التأمل الذاتي والتحرر وأهمية المفكرين لعملية التغيير الاجتماعي.
لفتت الكتابة إلى أن الأدب بحد ذاته لا يغير المجتمع بطريقة مباشرة، إنما هو يعبر عن التغيرات التي تحدث بالفعل في المجتمع وفي إدراك الناس لأنفسهم ولعالمهم وطريقة تفكيرهم وأسلوب حياتهم، كما حدث في المجتمع المصري قبل انفجار الثورة عام 2011.
ركزت الكاتبة في كتابها على فكرة أن الأدب مرآة الشعوب وهو المؤرخ الحقيقي الذي لا يحمل بين طياته زيفًا، بل هو السبيل الأصدق للتعرف على ما يقوله الشارع وما يفكر فيه البسطاء، فالأدباء هم وقود الثورات لأنهم يصيغون إلى ما لا يستطيع العامة البوح به.