ظل الحرمان يخيم على تعليم المرأة في قرى أورمية
لقد فشلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أربعة عقود من الزمن في توفير البيئة المناسبة لإرساء العدالة التعليمية، وتعد أورمية من الضحايا الرئيسيين في هذه القضية، حيث أن نقص المدارس والمعلمين والمرافق التعليمية، أدى إلى حرمان المرأة من حقها في التعليم.
كازويا ماكري
شنو ـ يمكن أن يكون لخصائص مساحات التعلم المدرسية تأثير كبير على جودة التعلم وتجربة الطلبة، إلا أن العديد من المدارس بحالة سيئة بمدينة أورمية، ونصيب الفرد من المساحة التعليمية أقل من المتوسط الوطني، وأكبر نقص وحرمان في هذه المدينة في القرى والمدارس الواقعة على أطراف المدينة، وخاصة بالنسبة للفتيات.
نقص المدارس... النساء هم الأكثر عرضة للخطر
هناك نقص في حوالي 5000 فصل دراسي في أورمية، حيث تعد مدن بيرانشهر وسردشت وأورمية وشيخان شنو ونقاده وخوي وبوكان من المناطق التعليمية التي لديها حاجة خاصة لتوسيع وتطوير الفضاء التعليمي، وهذا يعني بطبيعة الحال أن البيئة التعليمية في هذه المدن وصلت إلى حد الأزمة، ولكن هناك العديد من المشاكل المماثلة في أماكن أخرى.
ويواجه الطلبة في القرى مشكلة نقص المدارس، وخاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وفي مناطق خليفان "مهاباد"، وكوهسار "سلماس"، وسيلوانه "أورمية"، ولاجان "بيرانشهر"، وغيرها، تسببت هذه المشكلة في ترك العديد من الطالبات للمدارس، وفي عدد من القرى، تكون بعض المدارس مختلطة في التعليم الابتدائي والإعدادي، إلا أن الأسر تمنع الفتيات من الدراسة فيها، وخاصة في مرحلة الدراسة المتوسطة.
وقد تأثرت العديد من الفتيات بهذا النقص في المرافق منهن (سارة. ك) 17 عاماً، من قرية شيخان شنو الحدودية، حيث اضطرت لترك المدرسة الثانوية بعد أن درست المرحلة الإعدادية بصعوبة كبيرة.
وهو حال الطالبة (نظيمة. و) 20 عاماً، من قرية تسمى زينغو، وهي نقطة الصفر على الحدود الإيرانية التركية، حيث تلقت التعليم حتى الصف الخامس بسبب عدم وجود مدرسة متوسطة للفتيات حتى في القرى المحيطة بها.
كما أن (زارا. ك) 24 عاماً، من قرية دارسافين في سردشت، لم تتمكن من الدراسة أكثر من الصف الخامس بسبب بعدها عن المدينة، لكنها تقول إن شقيقها حاصل على دبلوم، إلا أن (مينا. م) 25 عاماً، من قرية يوسفكند، مهاباد، تحدثت عن إنشاء مدرسة متوسطة عندما وصلت إلى تلك المرحلة، ولكن مثل العديد من الفتيات الريفيات، أكملت تعليمها الثانوي في مدرسة داخلية.
من الدراسة في المساكن إلى المباني المتهالكة
وبحسب منظمة تجديد المدارس التعليمية والتدريبية فإن 55% من المساحة التعليمية في أورمية دون المستوى المطلوب، حيث تتضمن هذه المدينة 293 فصلاً دراسياً في مدارس تقليدية و320 مدرسة متصلة، منها 120 مدرسة تضم أكثر من 20 طالباً وطالبة، وبحسب أحد المعلمين من إحدى قرى كانكسي في خوي، فإنه على الرغم من الإعلان عن إغلاق مثل هذه المدارس التي تضم 10 طلاب، إلا أنها لا تزال تعمل في هواء الجبل البارد دون أي مرافق.
نقص المعلمين
لقد أصبح نقص الكوادر التدريسية أزمة ليس فقط في المناطق الريفية مثل أورمية ولكن في جميع أنحاء إيران، وفي السنوات الأخيرة، أغلقت بعض المدارس الريفية المحرومة من التعليم لفترة من الوقت بسبب نقص المعلمين، وفي بعض الأماكن تمت دعوة المعلمين الدينيين أو السكان المتعلمين للتدريس في المدرسة الابتدائية، وقد أدت هذه المشكلة نفسها، إلى جانب نقص المساحة، إلى توسع المدارس متعددة المراحل، مما أثر على جودة التعليم.
حرمان المرأة وعدم استمرارها في التعليم
وتحتل أورمية المرتبة الثانية في إيران من حيث عدد المتسربين من المدارس، بعد سيستان وبلوشستان، حيث تبلغ نسبة المتسربين من المدارس الثانوية 31%، وتسجل أعلى معدلات التسرب من الدراسة بين الفتيات في المناطق الريفية.
وكان أعلى معدل خلال تفشي فيروس كورونا، عندما ترك العديد من الطلاب المدرسة بسبب عدم توفر الإنترنت والأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب والهواتف المحمولة، في هذه الحالة، كانت الطالبات المقيمات في القرى، خاصة الحدودية، الأكثر تضرراً، ولا تزال هذه المشكلة قائمة بالنسبة لطلاب المناطق الريفية عندما تصبح الفصول الدراسية افتراضية.
إن التوزيع الغير العادل والمحدود للمرافق، وعدد ونوع المدارس، ونقص المعلمين، والمشاكل البنيوية، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية، والمفاهيم الثقافية الخاطئة، وما إلى ذلك، في حلقة مترابطة، تؤثر على تعليم المرأة في المناطق المحرومة.
كل ما سبق يؤدي إلى دفع النساء في هذه المناطق، في ظل الحرمان، إلى الانقطاع عن التعليم تحت ضغط الأسرة، والوقوع ضحية لزواج الأطفال، والفشل في تحقيق الاستقلال المالي، وعدم الوعي حتى بحقوقهن الأساسية كنساء، وتؤدي هذه الأضرار أيضاً إلى زيادة حدة العنف ضد المرأة في كافة جوانبه.
بعد أربعة عقود من الزمن، لم تتمكن الجمهورية الإسلامية من تهيئة البيئة المناسبة لإرساء العدالة التعليمية، وتم بناء معظم المدارس والمكتبات في أورمية، من قبل المانحين والمنظمات غير الحكومية، كما أن العديد من مدارس البنات في المدن والقرى محرومة من المرافق مثل المختبرات والصالات الرياضية والأنظمة الذكية وغيرها.
وبالنسبة للعديد من هؤلاء النساء، فإن الذهاب إلى الجامعة والحصول على تعليم أكاديمي محفوف بالعقبات التي تمنعهن حتى من حضور الفصول الدراسية، في المقام الأول بسبب استمرار وجود النظام الإيراني.