تكتل نسوي بمدينة تعز... إيقاف الحرب أهم اهدافه

لم تقف النساء عاجزات أمام الحرب التي خلفت العديد من الضحايا، ورغم أن المرأة كانت هي الطرف الأكثر تضرراً من الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015، لكنها انتفضت بكل قوتها حاملة راية السلام وفي رؤيتها المصلحة للجميع.

رانيا عبدالله

اليمن ـ كون النساء لا مصالح لهن أو أهداف من استمرار الحرب، تشكلت تكتلات نسوية لها رؤية، ونظرة ثاقبة حول ما يدور في اليمن، وكان تكتل نساء السلام بمدينة تعز جنوب غرب اليمن أحد هذه التكتلات.

 

توحيد الجهود

عن حاجة النساء الماسة لتكتل يجمع جهودهن ويوحد صفوفهن تحدثت سكرتيرة التكتل النسوي الأستاذة هدى عبده قحطان "الظروف التي دعت إلى تشكل التكتل الحاجة الماسة إلى وجود تكتل في مدينة تعز، حيث نسعى في هذه المرحلة إلى بناء مجتمع السلام والتنمية ويعتبر هذا هو الهدف الذي توافقت عليه نساء التكتل، فنحن بحاجة إلى تكتل لتوحيد جهود المرأة في مدينة تعز لإيصال المرأة وقضاياها إلى مراكز صنع القرار، وإظهار التأثر الذي وقع على المرأة منذ عام 2011 حتى هذه المرحلة ومازالت بسبب الفرقاء السياسيين".

وأوضحت "هذه التكتلات سبقه تكوين تكتلات أخرى مثل تكتل نساء الحياة في تعز، ورابطة نساء السلام، وهناك مبادرات كثيرة ونحن ندعو كافة النساء الفاعلات في محافظة تعز إلى تشكيل تكتلات أخرى أو الانضمام إلى هذا التكتل حتى نتمكن من تشكيل قوة ضاغطة لمناصرة قضايا المرأة وإيصال صوتها إلى الجهات المعنية لأن قضية الصراع في اليمن طال أمدها، ومن ثم طالت  آثارها على الإنسان ومعاناتها واضحة أكثر على المرأة والطفل، فالحرب مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت البنية  التحتية وأوقفت التنمية المستدامة وهدمت كل شيء جميل ومزق الوحدة الوطنية وله آثار كثيرة في جانب الاقتصاد".

وأضافت "نحن سئمنا الحرب ونريد السلام لليمن وللجميع، والمرأة هي المعنية أكثر من أي شريحة أو فئة داخل المجتمع بالسلام لأنها هي المتضررة من نتائج الحرب سواءً بفقدان الزوج أو الأب أو الأخ أو الأبناء".

 

 

صوت النساء

ومن جانبها قالت منسقة التكتل النسوي شيناز الأكحلي "قام هذا التكتل النسوي ليكون صوت للنساء ومرجعية كبيرة لتوحيد جهود النساء المتفرقة في مدينة تعز، هذا التكتل سيقوم بتصدير صوت النساء وإيصال أصواتهن إلى مواقع صنع القرار السياسي وإلى المنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تعنى بالحرب الدائرة باليمن وبالملف السياسي، ونسعى من خلال هذا التكتل أيضاً لإيقاف الحرب الدائرة بين الفرقاء السياسيين".

وعن تشكيل التكتل أوضحت "مر هذا التكتل بعدة مراحل تم تشكيل نساء من فئات متعددة منهن ناشطات حقوقيات محاميات اكاديميات صحفيات بالإضافة إلى عاملات في مجال السلام ووسيطات محليات".

 

 

إيقاف الحرب

 بينما قالت عضوة التكتل نوره علي حجيرة "نحن عبارة عن 15 ناشطة وحقوقية وقانونية من مختلف التوجهات، هدفنا أن نصل إلى إيقاف الحرب باليمن وبناء السلام قد يكون هدفنا نوعاً ما فضفاض لكن هذا ما تتمناه كل امرأة يمنية، تم إنشاء التكتل لدعم قضايا المرأة وعرض اتجاهاتها وبخلق رسالة للفرقاء السياسيين حول أهمية توقف الحرب، لأن هذا مطلب شرعي لكل يمنية ويمني، ونحن كنساء التكتل سعينا في كتابة رؤيتنا وأهدافنا وأنشطتنا على هدفنا الأوحد الذي هو المساهمة على إيقاف الحرب وبناء السلام".

 

 

 الألف ميل

وقالت الصحفية وعضوة التكتل سميرة الفهيدي "لقد طال أمد الحرب وزادت أوجاعه وتأثر المجتمع، وكذلك تأثرت المرأة وتأثرت تعز وتأثر الجمهور اليمني، ولابد أن تتحرر تعز ونساء تعز لذلك جاءت فكرة إنشاء هذا التكتل للمحاولة للحد من تداعيات هذه الحرب والحد من تلك النزعات الموجودة على الساحة".

وأوضحت أن "العالم أصبح يتفرج أكثر مما يعمل لإيقاف هذه الحرب، لذا لابد من قرارات وطنية بحتة سواءً في المستويات العليا أو في المستويات الأدنى أو في المستويات الوسطية أمام المجتمع أو الأحزاب، ولابد من إيجاد تحركات وإيجاد حلول لإيقاف هذه الحرب ولن نيأس فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوه لذلك كان لابد من توجيه جهود المرأة لإيقاف هذه الحرب وتوجيهها للعمل الإنساني والايجابي للصالح الوطني لإيقاف الحرب وإحلال السلام".

 

 

صوت مسموع

وقالت مديرة إدارة المكتبات في جامعة تعز وعضو التكتل افتهان المشهري أنه "تم اقامة هذا التكتل وجاءت فكرته نتيجة لمعاناة المرأة التعزية بشكل خاص كون صوتها لم يكن مسموع لجهات كثيرة مثل حقوق الإنسان، مجلس الأمن وكذلك في مجلس المبعوث الأممي، فوجدنا أن فكرة تشكيل هذا التكتل هي البداية والانطلاقة الأولى لإقامة تكتلات كثيرة وإيصال صوتها بشكل أو بآخر عبر مجموعة من طرح القضايا التي تمسها بالدرجة الأولى وتمس المجتمع بشكل عام".

وأوضحت "اعتقد أن المرأة أخذت نصيبها الأكبر جراء هذه الحرب وكان لها دور فاعل وإيجابي لا يمكن أن ينسى أو يترك جانباً، فجاءت فكرة إقامة هذا التكتل لرفع صوتها بشكل كبير حتى تثبت المرأة أنها موجودة ولتطرح قضاياها بشكل شفاف وعميق كما كانت تود أو كما تتمنى أن تكون لذلك كانت بداية هذا التكتل".