سودانيات: كلما طال أمد الحرب كلما أصبح وضعنا أسوأ

دخلت الحرب في السودان عامها الثاني دون وجود أي أفق لإطفاء نيرانها، وجلبت المعارك الكثير من الانتهاكات الجسيمة بحق النساء، ولاسيما فيما يتعلق بجرائم الاغتصاب والترويع والزواج القسري.

ميساء القاضي

السودان ـ يعيش أهالي السودان منذ عام من الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم وأكثرها تعقيداً، حيث تجاوز عدد السودانيين النازحين أكثر من 8 ملايين شخص.

ملاذ عصام صحفية وكاتبة نسوية نزحت إلى بلد آخر بعد اندلاع المواجهات المسلحة في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، أوضحت أن تأثير أحداث الخامس عشر من نيسان عليها تتمثل في توقف عملها ومغادرة منطقتها "بداية حياة جديدة في منطقة أخرى ليس أمراً سهلاً خصوصاً أن الانتقال حدث بشكل مفاجئ".

وبينت أن آثار الحرب ما زالت مستمرة وتتضاعف وقد طالت كل السودانيين، لكنها كانت مضاعفة أكثر على النساء فالكثير منهن موجودات الآن في دول مجاورة في معسكرات اللجوء "النساء في المعسكرات تواجهن العنف الجسدي والتحرش وعدم قدرتهن على توفير أساسيات الحياة بما فيها الأكل، وهنالك نساء غير قادرات على الخروج من مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور والجزيرة هؤلاء ما زلن يواجهن الرصاص والاعتداءات الجنسية وحياتهن وحياة أطفالهن معرضة للخطر".

وأضافت "النساء في ظل فترات الحرب تزداد الأعباء الواقعة على كاهلهن فبالإضافة إلى زيادة نسبة العنف الواقع عليهن، تقل فرص تلقي الدعم التي كانت قبل الحرب ضئيلة، كما أن حماية الأطفال تقع على عاتق الأمهات، فطريق النزوح مليء بالمخاطر التي تواجهها النساء والأطفال لوحدهما، بالإضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية بما فيها العلاج والغذاء".

محاسن أحمد إعلامية ومذيعة تلفزيونية وناشطة في مجال حقوق الإنسان لجأت أيضاً إلى بلد آخر بعد أحداث الخامس عشر من نيسان، تقول أن الأوضاع في البلد الذي لجأت إليها أيضاً صعبة، فهنالك صعوبات في التأقلم مع البيئة، ومصاعب في الحصول على عمل، والحصول على سكن جراء غلاء الأسعار، فليس هنالك ما يجعل شخص يعيش كما كان يعيش في السودان، الوضع اختلف تماماً وهنالك من يقطن في المعسكرات في ظل ظروفاً صعبة، حتى أن هناك معسكرات لا تصلح للسكن ولكن ليس هنالك أي حل سوى التأقلم".

كانت محاسن أحمد تعيش في العاصمة الخرطوم بعد أن نزحت من دارفور بسبب الحرب التي اندلعت هناك في العام 2003 وها هي مرة أخرى تضطر للمغادرة بسبب الحرب ولكنها هذه المرة غادرت البلاد، لتقول "نحن شهدنا الحرب في العام 2003 في دارفور لكننا لم نتوقع أن تندلع في الخرطوم العاصمة، انتقلنا إلى الخرطوم لمتابعة الدراسة والحصول على فرص عمل والحصول على الأمن والاستقرار، لكن بعد حرب الخامس عشر لم يعد هناك مكان آمن للاستقرار فيها".

وعن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء بينت "خلال فترة تواجدي في الخرطوم عايشت معاناة النساء، ذهبت إلى مستشفى الولادة ووجدت عدد كبير من الحوامل والأطفال يقفون في صفوف الانتظار للدخول إلى المستشفى لاحظت عدم وجود كوادر طبية ومعظم الخدمات قد توقفت وأن وجدت فتكون بسعر خيالي".

وعن غياب القانون وزيادة الانتهاكات أوضحت "تتعرض النساء لانتهاكات مختلفة وليس هناك أي آلية أو قانون لإيقافها، كما أن القانون 1325 غير مفعل لدينا، بالإضافة إلى أن النساء غير متواجدات على طاولات التفاوض لإبداء آرائهن في المفاوضات الجارية أو التي يمكن أن تحدث مستقبلاً، فنحن ليست لدينا أجندة واضحة وكلما طال أمد الحرب كلما أصبح وضعنا أسوأ".