مبادرة لتمكين النساء اقتصادياً وتوعيتهن ضد الاستغلال في مخيم نوروز

أطلقت منظمة سارة مبادرات شاملة في مخيم نوروز, تشمل التوعية بمخاطر الاستغلال وتدريب النساء على مهارات مهنية لتحقيق الاستقلال المالي ودعم الأسر في ظل ظروف النزوح الصعبة.

أسماء محمد

قامشلو ـ تقوم منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا بتنظيم جلسات توعوية وأنشطة تدريبية للخياطة لضمان بيئة آمنة لدعم النازحات وتمكينهن من الاعتماد على أنفسهن.

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها النازحات داخل مخيم نوروز، تبرز جهود منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة التي تعمل على توفير الدعم النفسي والتوعوي والاقتصادي, لتمكين النساء والفتيات من حماية أنفسهن وبناء مستقبل أفضل رغم ظروف النزوح القاسية، من خلال مبادرة أطلقتها في تموز/يوليو ولا تزال مستمرة تحت شعار "بيديك إبرة تحيي الأمل وتنسج الحلم".

 

تعزيز وعي النساء وتمكينهن من حماية أنفسهن

وأكدت فاطمة محمد شيخي النازحة من مدينة رأس العين وهي أيضاً إدارية في منظمة سارة، إن المنظمة تولي اهتماماً خاصاً لتوعية النساء داخل المخيم حول مخاطر الاستغلال الجنسي والإلكتروني من خلال جلسات حوارية منتظمة.

وأضافت أن عمل المنظمة لا يقتصر على التوعية فقط، بل أطلقت مبادرة تعليم الخياطة التي توفر فرص تدريبية لتمكين النساء ومساعدتهن على تحقيق استقلال مالي تستطعن من خلاله دعم أسرهن.

وبينت أنه في مخيم نوروز "نحرص على تقديم التوعية الشاملة للنساء من خلال جلسات حوارية وتوعوية منتظمة. حالياً نركز جهودنا على توعية النساء بمخاطر الاستغلال الجنسي والاستغلال الإلكتروني، وذلك لتعزيز وعيهن وتمكينهن من حماية أنفسهن، بما يضمن وصول هذه الحماية لأكبر عدد ممكن من النساء داخل المخيم".

ولفتت إلى تقديم "جلسات توعوية للآباء حول أشكال الاستغلال الذي تتعرض له النساء بشكل عام، وذلك لتمكينهم من فهم هذه القضايا بشكل أعمق، ليكونوا قادرين على التعامل مع أي موقف قد تواجهه النساء في هذا السياق بوعي وثقة. فحرية المرأة كما تحدث عنها القائد عبد الله أوجلان، حيث أشار إلى أهمية أن يكون للمرأة دور مهم وفعال في المجتمع، وأن تتمتع بالحرية الفكرية لتتمكن من الاعتماد على نفسها وتكون ريادية في مجتمعها".

وتعمل منظمة سارة على حماية النساء وخاصةً الفتيات "بعد انسحاب المنظمات من المخيم، قمنا بمبادرة لإحياء النشاط الاقتصادي للنساء عبر توفير ماكينتي خياطة لتدريبهن وتمكينهن من دعم أسرهن والاستقلال مالياً. نركز على الفتيات لحمايتهن من الاستغلال".

 

"نسعى لأن نكون الحلقة الأقوى رغم كل المعاناة"

وأشارت إلى أنه رغم التحديات المالية "نستمر في توسيع فرص التعليم والتدريب للنساء داخل المخيم, ونحن هنا لدعم جميع الفتيات في المخيم، لكيلا يشعرن بأنهن فقدن حق العيش الكريم مثل غيرهن. نساندهن لنفتح لهن آفاقاً أوسع ونساعدهن في الوصول إلى أحلامهن التي عرقلتها الحرب والنزوح. نسعى لأن نكون الحلقة الأقوى رغم كل المعاناة، بإرادتنا وصمودنا وإصرارنا".

ولتحقيق هذه الأهداف تم إطلاق مبادرة "أطلقنا مبادرة تتمثل في مشروع تعليم الخياطة للنساء ليكون مصدر رزق لهن. كما ننظم نشاطات ترفيهية داخل المركز لتجديد الإرادة لدى النساء، ونقدم جلسات توعوية عن المخاطر داخل المخيم، ليكن مستعدات تماماً لحماية أنفسهن, وتضم المبادرة التي قدمناها أكثر من 60 امرأة، مقسمات إلى 4 مجموعات، بإشراف 4 خياطات مختصات يعملن بشكل تطوعي ودون مقابل. كما نوفر مساحة آمنة لجميع النساء المتواجدات ضمن المخيم، ليكن في بيئة داعمة ومحفزة".

 

مساحة آمنة للتعلم والتفاعل الاجتماعي

ومن جانبها، أوضحت المتطوعة نورا إسماعيل الأحمد أن المبادرة منحت النساء مساحة آمنة للتعلم والتفاعل الاجتماعي، مشيرةً إلى أهمية استمرار الدعم لتوسيع هذه المبادرة وفتح مجالات عمل جديدة للنساء في المخيم.

واعتبرت أن المبادرة التي قامت بها منظمة سارة مهمة جداً لنساء المخيم "المبادرة تمثل مشروعاً اقتصادياً للمرأة، وبدوري أقوم بتدريبات الخياطة لكافة النساء من مختلف الفئات العمرية، لأساندهن في تطوير مهاراتهن الإبداعية, والنساء سعيدات جداً بهذه المبادرة، إذ منحتهن فرصة للترفيه عن أنفسهن بعيداً عن ضغوط المنزل. حضورهن للتدريب وفر لهن مساحة آمنة ليكتسبن صداقات جديدة، ويتعرفن على أفكار بعضهن، ويقدمن الدعم المتبادل. هذه المبادرة شجعت النساء على الاستمرار في السعي وعدم التوقف عن تحقيق أحلامهن وأهدافهن. الإقبال عليها كان جميل جداً، وأنا سعيدة للغاية لأنني استطعت مساعدة الكثير من الفتيات على تقوية إرادتهن".

وأكدت أنه على جميع المنظمات والجهات المعنية تقديم الدعم للمخيم "الدعم يمكننا من توسيع هذه المبادرة وإضافة مجالات عمل متنوعة تتيح لجميع النساء الانخراط في المهن التي يفضلنها، لتصبحن متمكنات اقتصادياً ويتمكنّ من دعم عائلاتهن وأولادهن وتلبية احتياجاتهن الخاصة".