شغفها وحبها للتعلم دفعها لافتتاح مكتبة رغم كبر سنها
رغم أنها تجاوزت الستين من عمرها إلا أن شغف صالحة حيدوري في كسب العلم ونشر المعرفة، دفعها لفتح مكتبة بمنطقة العمران بمساعدة الحقوقية لينا بن مهني.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ الظروف والأسباب التي تحول النساء إلى مكافحات كثيرة وتختلف من امرأة إلى أخرى وتتعلق أحياناً بشخصية المرأة وميولها أو خصوصيات الجهة التي تنتمي إليها وبظروف العائلة التي نشأت داخلها، وصالحة حيدوري إحداهن.
تبدأ ظروف صالحة حيدوري من العائلة التي حرمتها من الدراسة، ولم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة على غرار شقيقاتها وظل حب الدراسة عالقاً بداخلها إلى أن تم فتح قسم لمحو الأمية وتعليم الكبار بالمنطقة، فالتحقت به إلا أن فرحتها بالتعليم سرعان ما تلاشت بسبب إغلاق القسم بعد عام واحد من فتحه. كانت تشجع أبناءها على التعلم لكي ينهلوا من التعليم ما حرمها منه القدر.
التقت صالحة حيدوري بالحقوقية لينا بن مهني التي اقترحت عليها إنشاء مكتبة عمومية لشباب ونساء وأطفال منطقة العمران، لما لاحظته عليها من شغف كبير بالتعليم، فكانت فرحتها لا توصف، وتم إنشاء المكتبة في المنطقة بهدف نشر ثقافة المطالعة لدى الناشئة وكل الشرائح الاجتماعية.
وحول المكتبة قالت صالحة حيدوري أن "هدف المكتبة الأساسي تحقيق التعليم للجميع وارجاع البرنامج الوطني لتعليم الكبار في الأرياف والمناطق النائية حتى تتمكن الفتيات اللواتي لم يزاولن التعليم واللواتي انقطعن عن الدراسة والنساء الكادحات الراغبات في التعلم بتحسين مستواهن من خلال التعليم واكتساب المعرفة. ونتمكن أيضاً من مساعدة الأطفال الصغار على حب المطالعة وقراءة الكتب".
وأوضحت أن المكتبة يرتادها أكثر من 60 طالب/ة و13 امرأة من الريف، و18 شاب، وتضم 530 كتاباً بمحتويات مختلفة تتوزع بين قصص لطلاب المرحلة التحضيرية وقصص لطلاب المرحلة الابتدائية بالعربية والفرنسية ومجلدات وكتب تاريخية ودينية وكتب متنوعة ومجلات قانونية واجتماعية وثقافية.
وطالبت صالحة حيدوري في ختام حديثها بإعادة برنامج محو الأمية وتعليم الكبار بالمنطقة وتحسين أوضاع المرأة الريفية بتوفير النقل وتهيئة الطرقات وتوفير فرص تدريب، مشيرة إلى أن المنطقة خارج سياق الزمن وكل المرافق الضرورية لحياة البشر منعدمة.