نساء كوباني تطالبن بتسليم أسيرات وحدات حماية المرأة
يعتبر رفض الحكومة المؤقتة في سوريا تسليم مقاتلات وحدات حماية المرأة ضمن اتفاقية تبادل الأسرى تهديد بشكل مباشر لثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا.

نورشان عبدي
كوباني ـ أكدت نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات، أن موقف الحكومة المؤقتة في دمشق حيال رفض تسليم أسيرات وحدات حماية المرأة يعتبر بالنسبة لهن استهداف مباشر لهوية وإرادة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، مشددات على أن مقاتلات وحدات حماية المرأة هن صوت وإرادة وهوية النساء في المنطقة.
اعتبرت نساء مدينة كوباني رفض تسليم الحكومة المؤقتة أسيرات من مقاتلات وحدات حماية المرأة تهديد بشكل مباشر على هوية وكيان ووجود النساء في سوريا، ومن خلال هذه الممارسات تعمل الحكومة المؤقتة عبر فكرها المتشدد الجهادي إلى إمحاء هوية المرأة وتهميش دورها في المجتمع.
أبرمت اتفاقية بين المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية والحكومة المؤقتة قبل فترة وجيزة تتضمن تبييض السجون وتسليم الأسرى، ففي 28 أيار/مايو الماضي، أعلنت اللجنة المكلفة بتطبيق بنود الاتفاقية عن تأجيل عملية تبادل الأسرى بسبب رفض الحكومة المؤقتة إطلاق سراح مقاتلات وحدات حماية المرأة مع الأسرى الأخرين وأيضاً لأنها أخلت ببنود الاتفاقية مثل تبييض السجون.
وتحدثت نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا عن موقفهن حيال عدم تسليم أسيرات مقاتلات وحدات حماية المرأة من قبل الحكومة المؤقتة.
"وحدات حماية المرأة تمثلنا"
أعربت نجمة إبراهيم من مدينة كوباني في مقاطعة الفرات عن موقفها تجاه عرقلة عملية تبادل الأسرى "بعد الاتفاقية التي تم التوصل إليها بين الحكومة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية، والتي تضمنت بنداً يتعلق بتبييض السجون، كان لدينا أمل في بناء سوريا لامركزية وديمقراطية تشمل جميع مكوناتها وتضمن حقوق النساء، بالإضافة إلى حقوق الشعب السوري بشكل عام لكن، كما رأينا، فإن عرقلة الحكومة لعملية تبادل الأسرى وعدم تسليم مقاتلات وحدات حماية المرأة سيؤديان إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في سوريا، مما قد يدفع البلاد نحو وضع أسوأ".
وطالبت بتسليم مقاتلات وحدات حماية المرأة، معتبرة موقف الحكومة المؤقتة في هذا الشأن "اعتداءً مباشراً" على نضال المرأة وهويتها وثورتها التي تخوضها منذ سنوات، مضيفةً "قدمنا العديد من التضحيات لنصل كنساء إلى هذه المرحلة".
وأضافت "أي اعتداء على قواتنا النسائية يشكل تهديداً مباشراً لوجود وهوية المرأة، فمقاتلات وحدات حماية المرأة هن مصدر قوتنا، ومن خلال نضالهن وثورتهن، حققنا العديد من الانتصارات. كل مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة تسجل تاريخاً جديداً لكل امرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، بل وفي الشرق الأوسط بشكل عام. إن وحدات حماية المرأة تمثل كل امرأة تتعرض للعنف وتُسلب حقوقها، وستظل هذه الوحدات القوة الوحيدة القادرة على حماية وجود وهوية النساء في مناطقنا".
وفي ختام حديثها، أعربت نجمة إبراهيم عن أملها في أن تصل سوريا، بعد سنوات من الحروب والنزاعات، إلى بر الأمان والسلام، مؤكدة أن الحروب التي عانى منها الشعب السوري منذ بداية الأزمة يجب أن تنتهي، مشددة على أن السلام والأمان في سوريا سيتحققان من خلال الاتفاق بين أبناء الشعب السوري، بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
"إرادة وحدات حماية المرأة ورؤيتها تخيفهم"
من جانبها، لفتت آلماز حسو النازحة من مدينة عفرين إلى كوباني إلى أن "السبب وراء عدم قبول تسليم أسيرات مقاتلات وحدات حماية المرأة هو خوف الدول والمجتمع الدولي من إصرار هذه القوة على تحقيق الانتصار. إن إرادة وحدات حماية المرأة ورؤيتها تخيفهم، فهي القوة الوحيدة التي تقاتل من أجل الدفاع عن جميع النساء ومنح كل امرأة حقوقها في المجتمع".
وأضافت "نحن كنساء نعيش اليوم بسلام وأمان بفضل تضحيات مقاتلاتنا من وحدات حماية المرأة، وعلينا أن نقف بجانب قواتنا ونطالب بحريتهن".
وأشارت إلى أن الحكومة المؤقتة في سوريا "تتبنى فكراً متشدداً يسعى إلى تهميش وإلغاء دور المرأة في المجتمع، حيث يهدف دائماً إلى إبقاء النساء مقيدات ومحصورات في المنازل، بالمقابل، تمثل وحدات حماية المرأة القوة التي تكافح هذا الفكر وتسعى لتحرير النساء. اليوم، تخوض هذه الوحدات ثورة في إقليم شمال وشرق سوريا، ولهذا السبب ترفض الحكومة تسليم الأسيرات".
في ختام حديثها، أكدت آلماز حسو "نحن كنساء في إقليم شمال وشرق سوريا نعتبر ما يحدث لمقاتلات وحدات حماية المرأة تهديداً واستهدافاً لنا ولثورتنا التي بدأت بفضل هذه القوة، فالوحدات تمثلنا وتجسد ثورتنا وإرادتنا ووجودنا".