نساء الجنوب اللبناني بين العودة والأنقاض... آمالهن ومعاناتهن بعد الحرب

بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الجنوبية في لبنان، وعوة الأهالي إلى منازلهم تجد الكثير من العوائل نفسها أمام واقع مؤلم ومنازل مدمرة، وأحلام تبعثرت بين الركام، رغم ذلك متأملين العيش بسلام واستقرار.

فاديا جمعة

لبنان- في ظل الحروب التي شهدتها المناطق الجنوبية في لبنان والحروب التي اندلعت بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، شهدت المنطقة توترات كبيرة في الفترات الأخيرة، وبعد الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، عادت الآلاف من الأهالي المهجرة من تلك المنطقة إلى منازلهم وأعينهم مليئة بالفرح والحزن معاً، آملين العيش بأمان واستقرار.

عن المشهد التي تم رؤيتها في القرى المدمرة نتيجة الحروب، والتي كانت شبيهةً بصفحة جديدة في كتاب لم تُكتب تفاصيله بعد، كانت للنساء العائدات إلى منازلهم قصص مختلفة عن المواجهة، العودة والتأقلم. وعدن إلى قراهن لتجدن منازلهن تحت الأنقاض، ورغم ذلك تفاوتت ردود أفعالهن بين الصدمة، والإصرار، والتحدي.

شريفة هاشم من سكان قرية الناقورة في الجنوب اللبناني، كان بيتها ركام تحت الأنقاض، أوضحت أن التضحية التي بذلها أبنائهن في مواجهة القوات الإسرائيلية هي التي حررت أراضيهن "نحن سعيدين جداً بالعودة إلى منازلنا، حتى لو كانت مدمرة سنظل على أرضنا".

على عكس شريفة هاشم أبدت نجمة الفرح وهي من أهالي قرية علما الشعب في جنوب لبنان حزنها لتدمير منزلها "كل شيء مدمر في القرية"، مضيفة "لا تستطيع الكلمات أن تصف الآلام التي نشهدها الآن ونحن واقفين أمام منازلنا وقريتنا ونراها مدمرة، فكل زاوية من قريتنا مليئة بالذكريات الجميلة التي بُنيت بجهد كبير".

وبينت أن ما يشهده الجنوب اللبناني اليوم هو نتيجة سياسات ممنهجة تسعى إليها السلطات "كان الشعب ضحية لهذه السياسات التي لا تخدم سوى مصالحه".

صابرين فنش من أهالي قرية الضهيرة الحدودية تحدثت عن آمالهن في العودة إلى منازلهن وقلوبهن مليئة بالسعادة والفرح، مناشدة الحكومة اللبنانية لإعادة إعمار المنطقة.

وأكدت على أهمية التكاتف بين الدول العربية لدعم الشعب اللبناني الذي عانى الكثير من ويلات الحرب أثناء الهجرة، مشددة "نحن النساء مصممين على النضال ومواجهة جميع الممارسات التي تنتهك حقوقنا".