نازحات عفرين: اتفاق العودة الآمنة لا تطبيق فعلي له

تعيش الآلاف من عائلات عفرين المحتلة حياة النزوح بحيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب السورية، منتظرات تطبيق اتفاق العودة الآمنة.

سيرين محمد

حلب ـ رغم توقيع اتفاق العودة الآمنة للنازحين من المناطق التي هاجمها الاحتلال التركي ومرتزقته قبل سنوات إلا أنه لا تطبيق فعلي له وقد واجه العائدون انتهاكات متعددة.

شمل اتفاق العاشر من آذار/مارس الماضي الموقع بين رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد الشرع "الجولاني"، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بنداً يضمن عودة جميع النازحين السوريين إلى بلداتهم وقراهم، مع توفير الحماية اللازمة من قبل الحكومة السورية.

 

إلى متى؟

ولكن المدينة المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها منذ ربيع العام 2018 تفتقد للأمن، ولا يقبل المرتزقة إعادة الممتلكات إلى أهاليها وتقول صباح خليل التي اتجهت في نزوحها الثاني إلى حي الأشرفية أن كل أهالي عفرين يرغبون بالعودة الآمنة إلى أراضيهم وبيوتهم وأملاكهم وتراثهم وحياتهم، مبينةً أن الانتهاكات بحق الأهالي والعائدين مستمرة "يقتلون المدنيين وينهبون الأملاك والأراضي والبيوت والمَحال التجارية"، متسائلةً "كان هناك اتفاق ينص على خروج المرتزقة من عفرين لكن إلى الآن لم يخرجوا، لماذا وإلى متى؟".

"أليست هذه أرضنا وبيوتنا لماذا لا يخرجون منها؟"، سؤال تطرحه كبقية النازحين الذين ملوا حياة الخيم وينشدون الاستقرار في منازلهم "تعرضنا للنزوح مرتين، المرة الأولى عام 2018 عندما احتلت الدولة التركية ومرتزقتها بما يسمى الجيش الوطني مدينة عفرين وقراها، والمرة الثانية عام 2024 بعد سقوط نظام البعث عندما هاجم مرتزقة الاحتلال التركي الشهباء واخرجوا أهالي عفرين منها صوب مناطق إقليم شمال وشرق سوريا".

وتفتقد صباح خليل للاستقرار فقد أرهقتها الحرب وترى أن الكرد مستهدفون "لكل دولة رئيس يُعطي لشعبه حقوقهم، عندما خرج القائد عبد الله أوجلان ونادى بحرية الشعب الكردي وطالب بحقوقهم وشجعنا على التكلم والتمسك بلغتنا الأم الكُردية تم اختطافه ووضعه بسجن إمرالي لقمع القضية الكردية".

ومهما طال الألم يبقى الأمل مصحوباً بالإرادة والعمل من أجل عودة طوعية كريمة وحياة مستقرة، قائلة "يجب أن يعلم كل المرتزقة من فِرق العمشات والحمزات الذين يحتلون عفرين أننا لم ولن نتخلى عن أرضنا وأملاكنا، نحن مُصرّين على العودة إلى عفرين، من طفل السبع سنوات حتى المُسن ذو الـ 70 عام سنناضل من أجل العودة لعفرين".


         


        

"يقطعون شجر الزيتون لقهر الأهالي"

الشابة هيفي محمد قالت "هناك الكثير من الانتهاكات التي تطال الأهالي والمدينة من قتل وخطف وسرقات وحتى تخريب وتدمير للطبيعة، يقوم المُرتزقة بقطع أشجار الزيتون التي يبلغ عمرها مئات السنين لقهر الأهالي".

المرتزقة في المدينة ينادون بحرية الإسلام، لكن كما تقول هيفي محمد تصرفاتهم وانتهاكاتهم عكس ذلك تماماً ولا تُمت للإسلام بصلة "هم الآن مُحتلين لمنزلنا وأرضنا في عفرين ولا يقبلون بإعادتها لنا. الكرد في مدينة عفرين لا يسلمون من اعتداءات المرتزقة ولا من انتهاكاتهم، وهذا يُعد أكبر ظلم وقهر يتعرضون له".