مشروع "مركز حياة" ملجأ المعنفات في قطاع غزة
استقبل مركز حياة الذي يعتبر ملجئ للمعنفات منذ بداية العام 305 حالة منهم 200 في قسم إدارة الحالة و50 طفل و170 معنفة تلقين خدمات مختلفة بين الدعم النفسي والقانوني.
رفيف اسليم
غزة ـ "مشروع حياة" أول مركز في قطاع غزة تم تأسيسه لتقديم خدمات الحماية والتمكين للنساء والفتيات ضحايا العنف والناجيات منه، والفقيرات في المناطق المهمشة.
يعتبر إجبار الأهل لابنتهم على الزواج قسراً نوع من أنواع العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي لم تكن تعرفه إحدى الفتيات المتوجهة لطلب الحماية من "مشروع حياة" لحماية وتمكين النساء والعائلات، ظناً منها أن مفهوم العنف هو فقط الاعتداء الجسدي الذي يلحق الأذى بالنساء كنتيجة لعدم انصياعهن للأوامر الصارمة التي تتنافى مع حقوقهن وتتوافق مع عادات المجتمع البالية.
تقول عبير المشهراوي مديرة الحالة في "مشروع حياة" أنه أول مركز في قطاع غزة أسس لتقديم خدمات الحماية والتمكين للنساء والفتيات ضحايا العنف والناجيات منه، والفقيرات في المناطق المهمشة، مستدركةً أن تلك الحماية لن تتحقق إلا بإزالة المفاهيم الخاطئة لدى النساء والفتيات وتوعيتهن حول مفهوم وأشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي قد يتعرضن له، حينها سيدركن حقوقهن ويستطعن المطالبة بها.
وتشير عبير المشهراوي أن الثقيف هو القاعدة الأساسية التي ارتكز عليها مركز حياة منذ تأسيسه في عام 2011، والذي يحوي قسم لإيواء المعنفات اللواتي تتعرضن لخطر شديد قد يودي بحياتهن كالقتل أو الاغتصاب، مضيفةً أن هناك شروط للاستضافة خلال المدة التي لا تتجاوز الستة أشهر وهي ألا تكون المرأة أو الفتاة مصابة بمرض معدي وخطير.
وتلفت عبير المشهراوي أن المركز يقدم خدمات متعددة القطاعات للأطفال أيضاً باعتبارها فئة هشة تحتاج للحماية، أهمها خدمة إدارة الحالة للتعامل مع المشاكل النفسية والسلوكية التي يتعرضون لها نتيجة انفصال الوالدين أو تعرضهم لأحد أنواع العنف ومشاهدة الطفل من قبل أحد الوالدين الغير حاضن، لافتةً أن تلك الخدمات تقدم للذكور حتى سن 10 سنوات بشرط أن يكونوا مصحوبين من قبل الأم أو الأب.
بالرجوع للنساء توضح عبير المشهراوي أن مركز حياة يقدم خدمات الاستشارات القانونية منها التمثيل أمام المحاكم في قضاياهن المختلفة كالطلاق والنفقة وعفش البيت، إضافةً إلى خدمات الدعم النفسي والجلسات الاستشارية مع العديد من المختصات، مبينةً أن هناك خدمات صحية متمثلة بإحالتهن الى خدمات الرعاية الصحية وتوفير العلاج، وخدمات التمكين الاقتصادي المقدمة كتتمة للخدمات السابقة خاصة أن المرأة المعنفة تحتاج للاستقلال اقتصادياً.
واستكمالاً لما سبق يقدم مركز حياة زيارات منزلية اجتماعية لتقديم الدعم النفسي والاطمئنان على الناجية من العنف انطلاقاً من دوره في التأكد من إزالة الضرر الواقع عليها بالاتفاق مع العائلة والجهات الأمنية، مشيرةً أن الحالات التي يتم استقبالها تكون محولة من قبل مؤسسات المجتمع المدني المختلفة والجهات الأمنية كمراكز الشرطة والنيابة إضافة للنساء والفتيات اللواتي تتقدمن للمركز كي تطلبن الحماية.
ولا تنكر عبير المشهراوي أن التعامل مع الحالات يكون صعب في البداية فليس من السهل أن تتحدث المرأة أو الفتاة عن تفاصيل العنف الذي تعرضت له خاصة إذا ما كان جنسي، لكن التعهد الذي يبرمه المركز بعدم الافصاح عن المعلومات يجعلهن يتشجعن لرواية قصتهن والبدء بخطة علاج طويلة المدى قد تستمر لعدة أشهر، فيتم التعامل سنوياً مع 400 حالة 50 لـ 100 يحولون لقسم الإيواء.
أما بالنسبة لهذا العام تفيد عبير المشهراوي أن المركز استقبل منذ بداية العام 305 حالة منها 200 في قسم إدارة الحالة و50 طفل و170 تلقين خدمات مختلفة بين الدعم النفسي والقانوني، موضحةً أن المركز يستقبل يومياً من 5 إلى 6 حالات فأكثر ويكون ارتفاع تلك الحالات مرهون بحدوث الطوارئ كفترة العزل التي فرضها فيروس كورونا أو ازدياد مدة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
ولفتت إلى أن مركز حياة يركز على النساء لأنهن القاعدة الأساسية في بناء وانهيار الأسر لذلك يتم تدريبهن على التعامل مع المشكلات وكيفية حلها مع حماية أنفسهن بالدرجة الأولى، مبينةً أنه عندما تكون تواجه الحالة خطر على حياتها تنصح بتقديم شكوى في دائرة حماية المرأة والطفل لرفعها إلى النيابة العامة ومعاقبة الجاني أو الوصول لحالة تسوية بين الطرفين تضمن حق الضحية.
وتتضمن تعهدات الحماية تلك بحسب عبير المشهراوي ألا تتعرض الضحية لأي شكل من أشكال العنف، كالعنف النفسي المتمثل بالسب والإساءة والإهمال والعنف الجسدي كالضرب والركل واستخدام أداة حادة، والإهمال، والاجتماعي كإجبار الفتاة على الزواج من شخص لا تريده والحرمان من التعليم، والجنسي كالاغتصاب والتحرش، والصحي كالحرمان من العلاج والاقتصادي كالحرمان من الميراث أو التحكم براتبها والقانوني كالحرمان من النفقة والالكتروني كالابتزاز.