مصابات الزلزال تواجهن صعوبات في الحصول على العلاج

أكدت نساء إدلب المتضررات من الزلزال أنهن تعانين من صعوبة تأمين العلاج اللازم والأدوية المجانية في المشافي، وهو ما شكل لهن صعوبات عديدة ضاعفت من معاناتهن الناتجة عن الإصابات المختلفة.

هديل العمر

إدلب ـ تتفاقم معاناة المتضررات من الزلزال في ظل عجز المشافي عن تقديم الرعاية الصحية وتأمين ما يلزم المصابات من علاج ومستلزمات طبية، وعدم قدرتها على استيعاب المزيد من المصابين نتيجة أعدادهم الكبيرة، ما دفع قسم كبير منهن إما للانقطاع عن استكمال العلاج أو التوجه للمشافي والعيادات الخاصة والمأجورة.

انتقلت فاطمة عبد الرزاق (38 عاماً) وهي ناجية من الزلزال المدمر، الأسبوع الماضي إلى إحدى المشافي الخاصة والمأجورة، بعد أن تأزمت حالتها الصحية الناتجة عن كسور بالأطراف، نتيجة غياب الرعاية الصحية وتأمين العلاج والأدوية اللازمة.

وقالت فاطمة عبد الرزاق لوكالتنا إنها لجأت إلى المشافي الخاصة كحل بديل عن المشافي العامة التي بقيت فيها نحو 15 يوماً، دون أي فائدة تذكر، نتيجة أسباب عديدة أبرزها غياب العناية والأدوية، وهو ما أثر سلباً على حالتها الصحية، لتضطر لارتياد مشفى خاص علماً أن حالتها المادية لا تسمح لها بذلك.

وأضافت أنها استدانت مبلغ كبير من المال من أقاربها لإجراء الفحوصات والعمليات اللازمة، والتي من خلالها تبين للأطباء خطورة إصاباتها نتيجة تأخر العلاج المخصص في فترة مكوثها في المشافي العامة التي تفتقر لأدنى مستويات الرعاية الصحية والاهتمام.

وتعيش فاطمة عبد الرزاق أوضاع نفسية وجسدية صعبة بعد أن فقدت اثنين من أفراد عائلتها، بالإضافة لإصابة آخرين وذلك بعد انهيار المبنى الذي تقطنه بشكل كامل، والواقع في بلدة بسنيا في إدلب.

أما الناجية من الزلزال سميرة الدغيم (25 عاماً)، أجبرت على مغادرة المشفى العمومي ومتابعة علاجها في المنزل بإشراف ممرضين وعاملين في المجال الطبي، وعن وضعها تقول إن الأطباء أخرجوها من المشفى على اعتبار أن حالتها خفيفة مقارنة بباقي الحالات، إذ أنها مصابة بكسور عديدة في قدمها اليسرى، بالإضافة لكسور مماثلة في عظام الصدر.

وأضافت أن علاجها المنزلي أخر من عملية شفائها، في ظل غياب التجهيزات الطبية اللازمة، إذ أنها تضطر لشراء جميع الأدوية من الصيدليات، في حين تمتنع عن شراء أدوية أخرى نتيجة سعرها المرتفع والذي يفوق قدرة ذويها المادية بأضعاف.

وأشارت إلى أن علاجها المنزلي يتم بإشراف ممرضين، في حين تخضع لمعاينة الطبيب مرتين في الأسبوع، وهو ما ضاعف معاناتها وإصابتها نتيجة التنقل المستمر بين المشفى والمنزل، خاصة وأن حالتها الصحية لا تسمح لها بالحركة.

ولفتت سميرة الدغيم إلى أن ضيق الأحوال المعيشية والاقتصادية لم تسعفها في ارتياد مشفى خاص، نظراً لأجوره المرتفعة، وهو ما لا قدرة لذويها على تحمله، مما دفعها لاستكمال علاجها في المنزل.

وفي إطار ذلك، تواجه النساء اللواتي تعانين من أمراض مستعصية؛ صعوبة تأمين العلاج، نتيجة إغلاق تركيا حركة العبور باتجاه أراضيها على خلفية الزلزال، مما حرم العديد من النساء من استكمال علاجهن داخل المشافي التركية.

لم تتمكن رانيا الأحمد (38 عاماً) وهي نازحة مصابة بسرطان الثدي، من استكمال علاجها، بعد إغلاق الجانب التركي المعابر الحدودية في وجه المرضى، وتقول إن تأخرها عن تلقي الجرعات الكيماوية سيفاقم من أزمتها المرضية وسيؤدي لفشل العلاج الذي كانت تتلقاه على مدى ستة أشهر، مما سيعيدها إلى "نقطة الصفر" على حد وصفها.

وأشارت إلى أن استمرار إغلاق الحدود سيعرض حياة مئات النساء والأطفال المصابين بأمراض خطيرة ومستعصية للخطر، نظراً لعدم وجود أدوية ومشافي مخصصة لحالاتهم، وهو ما سيؤدي لحالات وفاة بينهم في حال بقيت الأوضاع على ما هي عليه لفترة طويلة.

من جانبها شددت الناشطة والمرشدة النفسية والاجتماعية وليدة تناري (25 عاماً) على ضرورة تقديم كافة سبل الرعاية الصحية والاهتمام للنساء المتضررات من الزلزال وذلك من خلال تخديم مراكز طبية مخصصة لهن في ظل الكثافة التي تشهدها المشافي العامة.

وأضافت أن عدم تقديم العلاج اللازم لهن سيؤدي إلى عواقب وخيمة والتي من الممكن أن تسبب وفيات وإعاقات دائمة وطويلة الأمد نتيجة التأخر في عمليات الاستجابة وبدأ مراحل العلاج.

ودعت وليدة تناري جميع المؤسسات الطبية والمنظمات الإنسانية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما تعانيه النساء الناجيات والمصابات من الزلزال، من صعوبة تأمين العلاج والأدوية اللازمة، من خلال تأمين غرف سريرية وكوادر طبية تضمن لهن العلاج بشكل مجاني وآمن.