مقاتلات مجلس منبج العسكري: نسعى لحماية أرضنا وتحرير مجتمعنا
النساء اللواتي تأثرن بوحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، نظمن أنفسهن في المجالس العسكرية وأصبحن مثالاً لغيرهن.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ اقتداءً بمقاتلات وحدات حماية المرأة بشمال وشرق سوريا، نظمت النساء العربيات في مدينة منبج أنفسهن لتحاربن مرتزقة داعش وتتحدين المجتمع، لتتبعهن نساء الطبقة والرقة ودير الزور، راسمات بمسيرة نضالهم ملاحم ثورة المرأة في الشمال السوري.
شاركت وحدات حماية المرأة بشكل بارز في حملة تحرير مدينة منبج التي بدأت في حزيران/يونيو 2016، واستطاعت المقاتلات خلال الحملة التي استمرت 73 يوماً تحرير نساء المدينة من ظلم داعش، مواقف عديدة شهدت عليها نساء مدينة منبج دفعهن للانخراط في صفوف مجلس منبج العسكري وتشاركن في حملات محاربة مرتزقة داعش.
تقول المقاتلة علا يحيى التي انضمت لصفوف مجلس منبج العسكري بداية عام 2022 "بهدف حماية أرضنا وتحرير النساء انخرطت في المجال العسكري، كان لبداية تحرير مدينة منبج تأثير كبير على حياتي وانضمامي إلى القوات العسكرية، عندما شاهدت للمرة الأولى فتيات تسندن السلاح على كتفهن بينما ضفائرهن منسدلة على الكتف الآخر اندهشت وتساءلت كيف لامرأة تحمل السلاح وتدافع عن النساء وتحميهن؟".
وأوضحت أنه "عندما رأيت مقاتلات وحدات حماية المرأة اعتقدت أن النساء الكرديات وحدهن من تحملن السلاح، لم أدرك أن النساء العربيات أيضاً قد انخرطن في هذا المجال وبدأن بالمشاركة في المعارك وتحاربن في الصفوف الأولى، لقد شكل ذلك حافزاً قوياً لدي لانضم إلى مجلس منبج العسكري وأدافع عن النساء".
وأضافت "انضمامي لصفوف مجلس منبج العسكري كانت نقطة تحول في حياتي، لأني أدركت أهمية الحياة الحرة بالسير على نهج وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، لقد سلكت هذا الطريق ولن أعود منه حتى نصل لأهدافنا ونحرر جميع النساء"، مشيرةً إلى أنها تعرضت للكثير من الضغوطات وعدم التقبل من قبل المجتمع، إلا أنها لم تستسلم لذلك.
من جانبها قالت الإدارية في مجلس المرأة العسكري فاطمة محمد "جميع مقاتلات مجلس منبج العسكري اللواتي انضممن لصفوفه لشدة تأثرهن بنضال المرأة في وحدات حماية المرأة، الأمر الذي أحدث تحولاً جذرياَ في حياتهن"، مضيفةً "يضم المجلس العسكري مقاتلات من جميع مكونات منبج من عرب وكرد وشركس وتركمان، ولم يتم تهميش أو استثناء أي مكون".
وأكدت على أن المقاتلات استطعن إثبات دورهن رغم كافة التحديات التي تواجهنها في المجتمع بالإضافة إلى الهجمات التركية "جميع تلك التحديات لم تكن سوى الدافع لنحقق أهدافنا ونحمي أرضنا وتحرير مجتمعنا".
وأوضحت أن "مقاتلات مجلس منبج العسكري شاركن في أغلب الحملات ضد مرتزقة داعش مقتديات بوحدات حماية المرأة، كانت النساء العربيات أول من انخرطن في صفوف المجلس العسكري، لقد باتت نساء منبج مثالاً تقتدي بهن نساء الرقة والطبقة ودير الزور، وأثبتن قدرتهن على الإدارة واتخاذ القرار من خلال الانضمام لكافة المجالات".