منظمة "تراث بابل" للتنمية والتعليم بقيادة نسوية وهدف مجتمعي
أكدت المدير التنفيذي لمؤسسة "تراث بابل" للتنمية والتعليم همسة كريم، على أنهم يسعون من خلال مؤسستهم تنمية قدرات الفئة الشابة والأطفال وتمكينهم وإكسابهم المهارات التي تساعدهم على التفكير الإيجابي
غفران الراضي
بغداد ـ .
بنشاط مختلف لا يقتصر على دعم المرأة فقط، تأسست مؤسسة "تراث بابل" للتنمية والتعليم في عام 2021، التي تستهدف الفئة الشابة بدعم تنموي علمي وقيادة نسوية.
تقول المدير التنفيذي لمؤسسة "تراث بابل" للتنمية والتعليم همسة كريم أن أساس عمل المؤسسة جاء مكملاً للجهود الحكومية ومسانداً لها "من أهم أعمال المؤسسة تنمية قدرات الفئة الشابة ودعم الفكر الإيجابي خاصةً وإن نسبة الأمية ضمن صفوف تلك الفئة وصلت لمستويات عالية في السنوات الأخيرة".
وأشارت إلى أن "التحكم بتفكير الشباب والشابات من الجانب العلمي والثقافي يجنب وصولهم إلى مرحلة الانحلال أو التأثر السلبي بسبب الوضع الاقتصادي المتردي والاستسلام للصعوبات".
وتركز المؤسسة على زرع فكرة الكتاب في صفوف الشباب والشابات لاكتساب أفكار جديدة، ويتم ذلك من خلال توفير كتب بعناوين مختلفة مناسبة للفئة الشابة وتوزيعها عليهم، كما أوضحت همسة كريم.
وحول التفاعل مع المؤسسة أشارت إلى أنه "في البداية وجدنا أن التفاعل مع نشاطات من هذا النوع قد تجده الفئة الشابة أو المجتمع غير مفيد لتغيير حياتهم لكن شيئاً فشيئاً أصبح هناك إيمان بالفكرة"، لافتةً إلى أنه "علينا أن لا ننسى السنوات الأخيرة التي شهدت توجه شبابي نحو الثقافة والكتاب وهذا عامل مساعد مهم في نجاح حملاتنا".
وإلى جانب ذلك دعمت المؤسسة الفئة الشابة للعودة إلى مقاعد الدراسة "بفعل حالة اليأس التي أصابت الشباب/ات بسبب البطالة وسوء الوضع الاقتصادي وعدم توفر فرص عمل، ترك الكثير منهم مقاعد الدراسة بذريعة أنه لم يعد للتعليم فائدة، لذلك عملنا على محاولة الوصول لتلك الفئة ضمن ورش محفزة وحملات توعية ليعود الكثير منهم إلى مقاعد الدراسة"، مشيرةً إلى أن المؤسسة ساندت "الطلبة في المراحل الإعدادية والمتوسطة من خلال توفير أساتذة لشرح وتدريس بعض المواد التي يواجهون فيها صعوبة في الفهم لاختيار الامتحان المركزي".
وتجد همسة كريم أن الاهتمام بالجانب الأكاديمي مهم، "للشباب/ات الجامعيين أيضاً نصيب من نشاطاتنا حيث نركز على تنمية القدرات بما يتناسب مع سوق العمل لتكملة الشباب/ات للعمل خاصةً بعد أن أصبحت هناك منافسة في القطاع الخاص والعام لإيجاد فرصة عمل".
وأكدت على أن "بعد تطور عالم العمل والاقتصاد والمؤسسات أصبح من الواجب تهيئة الفئة الشابة للتعامل مع هذا العالم وتمت الاستعانة بمدربين من القطاع الخاص وكذلك من المؤسسات الحكومية لتدريبهم"، مشيرةً إلى أن "التدريب النظري مهم جداً خاصةً في مجال التهيئة العملية، لكن نسعى للتدريب العملي المهني ونسعى لتوفير ذلك في الفترة القادمة من خلال ورش خاصة بكل تخصص لخريجي الجامعات".
ولفتت إلى أنهم يتواصلون بشكل مستمر مع المنظمات المجتمعية والجهات المعنية لتحقيق بعض الأهداف المشتركة في تنمية الفئة الشابة، وتقديم الدعم لهم.
وعلى الرغم من أن المؤسسة تأسست قبل عام فقط إلا أنها حققت أعمال مهمة جداً "عام من العمل المتواصل الدؤوب حصلنا من خلاله على ثقة عدد لا بأس به من الفئة الشابة من خلال تواصلهم وحضورهم للورشات والندوات حيث بلغ عدد الذين حضروا الندوات ما يقارب الـ ٢٠٠ شاب وشابة، ولنا تواصل عن بعد مع ضعف هذا العدد".
ونوهت إلى أن "التواصل الإلكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي جعلنا نقدم الدعم النفسي والمعنوي وبث المعلومة للفئة الشابة، ليبقى عدد كبير منهم على تواصل معنا ليشاركونا التقدم والتغير الإيجابي في حياتهم".
وأكدت المدير التنفيذي لمؤسسة "تراث بابل" للتنمية والتعليم همسة كريم في ختام حديثها على أن هدفهم من تأسيس مؤسسة بابل "تحقيق فكر شباب إيجابي ومؤثر في المجتمع وإثبات أن المرأة قادرة على قيادة المجتمع نحو بر الأمان، وأن دورها في منظمات المجتمع المدني لا يقتصر على الدفاع عن حقوقها فقط بل تبني حقوق وقضايا مجتمع بأكمله".