كومين الأطفال "شلير" يسعى لخلق جيل واعي ومثقف

تفادياً لحرمان الأطفال من أبسط حقوقهم بسبب الأزمة الخانقة التي تعيشها سوريا، تم تأسيس كومين الأطفال "شلير" بهدف دعمهم وتوعيتهم وتنمية مواهبهم.

سيبيلييا الإبراهيم

حلب ـ لاستعادة حقوقهم التي فقدوها في ظل الأزمة، افتتح مؤتمر ستار بمدينة حلب كومين الأطفال "شلير" بهدف تنمية مواهبهم وتثقيفهم وترفيههم.

قام مؤتمر ستار في مدينة حلب بافتتاح كومين الأطفال "شلير" في الثاني عشر من آذار/مارس الماضي، بهدف تنمية مواهب الأطفال وتعليمهم وترفيههم، ولكون الأطفال من فئات المجتمع الأساسية والتي يجب التركيز والاهتمام بها أكثر، فبعد تشكيل الإدارات الذاتية والمدنية افتتحت العديد من المؤسسات التي تهتم بالشؤون الاجتماعية والنسوية فلم يكن هنالك مؤسسة أو مكان يحتضن الأطفال ويعلمهم ويرفههم.

بعد ملاحظة مؤتمر ستار الحاجة الملحة لافتتاح مؤسسة تهتم بشؤون الأطفال في ظل الأزمة التي امتدت لأكثر من أحد عشر عاماً حرم خلالها الأطفال من أبسط حقوقهم وعلى رأسها التعليم والحصول على حياة أكثر أماناً خاصة أن العديد منهم فقدوا أمهاتهم أو آباءهم أو كليهما، قام بتأسيس كومين الأطفال بحي الشيخ مقصود بحلب الذي شكل محطة مهمة في كافة جوانب حياتهم.

وفي هذا السياق قالت الإدارية في كومين الأطفال "شلير" بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب سميرة بكر "قمنا بافتتاح هذا الكومين لتعليم وتثقيف الأطفال كما أنه عبارة عن مؤسسة ترفيهية أيضاً، عندما زرنا الأهالي لحثهم على إرسال أبنائهم لاقت هذه الفكرة ترحيباً كبيراً من قبلهم، في البداية كانت نسبة الإقبال ضعيفة لكن اليوم الكومين يستقبل أعداد كبيرة من الأطفال الذي يرتادون إليه بعد إنهاء يومهم الدراسي".

وأضافت "هنالك الكثير من العوائل التي تثني على عمل الكومين والجهود التي تبذل من أجل أطفالهم، ويؤكدون أن هذه المؤسسة استحوذت على أوقات الفراغ التي كان أطفالهم يقضونها في الشوارع والأماكن العامة للقيام بأمور لا تدر عليهم بالنفع كما أنها تكسبهم سلوكيات غير مرغوب بها، أما بعد افتتاح شلير بات أبنائهم يتعلمون ويحصلون على الترفيه أيضاً".

وعن المواضيع التي يركز عليه الكومين نوهت سميرة بكر إلى أنهم يقومون بتنمية السلوكيات الحميدة لدى الأطفال "نقوم بتعليمهم كيفية التعامل مع ذويهم وأساتذتهم وكذلك الأطفال الذين من أعمارهم، وإعطائهم دروس عن النظافة الشخصية والعامة، نسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال وذلك من خلال افتتاح المزيد من الكومينات في حي الشيخ مقصود، نريد أن نكون قريبين من كل أطفال الحي بهدف إنشاء جيل واعي ومثقف يتمتع بالقيم الحميدة".

وأضافت "لاحظنا خلال قيامنا بتنفيذ برامج التنمية أن الاطفال يميلون أكثر للرسم والغناء والرقص، أنهم دائماً يسعون لإتقانها، كل طفل ميوله الخاص وموهبته التي يسعى لتنميتها، ونحن بدورنا نقوم بتوفير عدد من المختصين لمساعدة الأطفال على متابعة هواياتهم، وإلى جانب ذلك نعلمهم اللغة الكردية وتعريفهم بثقافة وتاريخهم، ونتيجة دعمنا للأطفال خلق لديهم شعور بالسعادة كما أنهم باتوا يفضلون البقاء أطول وقت ممكن في الكومين وتعلم شيء جديد فهم دائماً ما يؤكدون على ذلك".

أما عن شروط الانضمام إلى كومين الأطفال قالت "نستقبل الأطفال من عمر 7 سنوات إلى عمر 13 عاماً، نقوم بإعداد أرشيف لكل طفل يتضمن الاسم والعمر وكذلك صورة شخصية له ومكان السكن، أما بالنسبة للدوام فهو متاح صباحاً ومساءً عدا يومي الاثنين والجمعة".

وفي نهاية حديثها قالت الإدارية سميرة بكر "نسعى دائماً لتطوير برامج عمل الكومين واستقطاب عدد أكثر من الأطفال منهم الأيتام الذين ستكون هذه المؤسسة بمثابة عائلة لهم تحتضنهم وتعلمهم، نتمنى من كافة الأهالي تشجيع أطفالهم لارتياد كومين الأطفال لتنمية مواهبهم وتثقيفهم بهدف إنشاء جيل مثقف يعرف نفسه وتاريخه ويكون واعي لكل ما يدور حولهُ".