'جينا أميني الشرارة التي فجرت الثورة النسائية في إيران'
منذ أكثر من 40 عاماً عانت الايرانيات نتيجة سيطرة نظام أبوي سلطوي على الحكم، وشكلت جريمة مقتل جينا أميني دافعاً لانتفاضة الشعبين الإيراني والكردي ضد الظلم والقهر.
سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ لطالما شهدت إيران وشرق كردستان انتفاضات شعبية جراء سيطرة نظام ديني أدى بالبلاد إلى طريق مسدود، وبات التضييق على الحريات واستهداف النساء سمة أساسية فيه. ولأن السيطرة على المجتمع تبدأ من السيطرة على المرأة اتخذ النظام الإيراني هذه السياسة لتقوية دعائم حكمه.
مقتل الشابة الكردية الإيرانية جينا أميني "مهسا" في 16 أيلول/سبتمبر الماضي أدى لانتفاضة تضامن معها العالم بأسره لضمان حقوق نساء العالم. وحول هذه الانتفاضة التي قادتها المرأة قالت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها زهيدة إسحاق أن الإيرانيات اتكأن على ميراث من سبقنهن.
وترى أن الحركة النسوية مترابطة في جميع أنحاء العالم، مبينةً أن "الإيرانيات استفدن في ثورتهن من تجارب النساء اللواتي سبقنهن، كنسرين سوتوده التي احتجت على الحجاب الإلزامي، ونرجس محمدي وكذلك الرجال الذين ناهضوا الحجاب الإلزامي، وتم معاقبتهم بالسجن لعشرات السنوات بالإضافة لعقوبات مادية، فالإيرانيات يجب أن تستفدن من هذا المقاومات، وعليهن أن تقاومن لإنجاح ثورتهن".
وأشارت إلى أن النساء لا يستسلمن بل تواجهن التحديات، وهذا ما جعل ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا تنجح "نساء شمال وشرق سوريا عانين كثيراً من الظلم والاستبداد، فقد تعرضن للظلم وللتهميش والقتل ومختلف الانتهاكات، لكنهن لم تستسلمن وقدن الثورة مستفيدات من تجارب المناضلات".
وبينت زهيدة إسحاق أن على الإيرانيات المقاومة لأن ثورتهن وصلت أصدائها إلى العالم الذي تضامن معهن، "على الإيرانيات ألا تتراجعن، وأن تتخذن خطوات أكبر لتنظيم حركة المرأة، والحماية الجوهرية مهمة أيضاً لضمان نجاح ثورتهن، فالتدريبات والمقاومة دون التراجع في الأيام القادمة أمر مهم للغاية، لأنهن تضعن الأرضية لثورتهن، وإذا استمرين على هذا النهج ستنجح ثورتهن".
وأشارت إلى أن الثورات السابقة كانت ثورات اقتصادية، أو سياسية، أو طلابية، أما الآن الثورة ثورة اجتماعية نسائية ضد الظلم "لضمان نجاح الثورة يجب الالتزام بمبادئهم، وآرائهم، ومجتمعهم، ويكون التنظيم الركيزة الأساسية للحفاظ على هذه الثورة، والسلمية شرط أساسي لنجاح الثورة".
وعن الدافع الذي جعل النساء تنتفضن بوجه النظام الإيراني قالت "النساء عانين كثيراً من النظام الديني الأبوي، الذي همش شخصية المرأة وحرمها من أبسط حقوقها، ولعل قضية الحجاب الإجباري أحد الانتهاكات الواضحة لحقوق النساء، فمن كانت ترفضه تعامل كمجرمة، لكن مقتل جينا أميني كان الشرارة لانتفاضة النساء ضد هذه القوانين، كما لا يمكننا حصر حقوق المرأة بالحجاب فهنالك زواج القاصرات، وتعدد الزوجات، وزواج المسيار، والزواج المؤقت".
وأكدت "على المحتجين/ات نشر الوعي، والثقافة، لأن الثورة لا تقوم على أساس الجهل الثوري يجب أن تدعم بالعلم والرأي".