جوانا عبد الباقي: النساء في سجون حزب PDK محرومات من جميع الحقوق

في الثالث من آب/أغسطس عام 2021، أي في ذكرى هجمات داعش على شنكال، ذهب وفد من الناشطات من منظمة نساء كوردستان الحرة (RJAK) مؤلف من جوانا عبد الباقي وخولة محمد حسن وسيران أحمد حسن إلى شنكال لدعم نسائها ومشاركتهن آلامهن

صرحت جوانا عبد الباقي عضوة RJAK أن النساء في سجون إقليم جنوب كردستان يتعرضن للتعذيب والاعتداء "من أجل كسر إرادة النساء وفرض الأشياء التي يريدونها عليهن يبدئون في تعذيبهن بشدة، وعندما يجدون أنهن لا يستسلمن يقومون بالاعتداء عليهن. لقد أجبروني على التجسس وعندما رفضت تعرضت للتعذيب حتى فقدت وعيي".
توار بينجوين
السليمانية ـ . وفي الخامس من آب/أغسطس، اعتقلتهم قوات الأمن التابعة لحزب PDK في نقطة تفتيش كيليك التابعة لمدينة هولير وهم في طريق عودتهم. لم يستطيع المحامون وأهاليهم من مقابلتهن بعد أن تم اعتقالهن ورفضت قوات الحزب طلباتهم. وبعد شهر، تم الإفراج عن خولة محمد حسن وسيران أحمد حسن، لكن لم يُطلق سراح جوانا ليتم احتجازها في السجن لمدة 71 يوماً.
 
"لم نكن نعرف إلى أين سيأخذوننا"
وصفت جوانا عبد الباقي من مواليد عام 1996، اعتقالها من قبل حزب PDK "عندما وصلنا إلى نقطة تفتيش كيليك بالقرب من مدينة هولير أوقفتنا قوات الأمن ثم قالوا "سنأخذكم إلى مقر الأمن العام، ونطرح عليكم بعض الأسئلة ونطلق سراحكم". بقينا هناك من الساعة 12 ظهراً حتى الخامسة مساءً. لم نكن نعرف إلى أين سيأخذوننا بعدها. جاء أشخاص بملابس مدنية وحققوا معنا. لم يفعلوا شيئاً لبضعة أيام، ثم بدأوا في التحقيق بعدها. قالوا "إذا اعترضتم على العقوبة التي سنصدرها بحقكم، فسوف تتعرضون للضرب والتعذيب". أرادوا بذلك إسكاتنا".
 
"وضعوني بين سجينات داعش"
أفادت جوانا عبد الباقي أنها نقلت بعد التحقيق من مقر الأمن العام إلى إصلاحية النساء "في البداية اعتقلونا بتهمة التهريب ثم أضيفت المخدرات إلى ملفنا. كانت هناك نساء داعشيات أيضاً في ذلك السجن. كان هذا بمثابة حرب نفسية ضدي. لقد فعلوا كل شيء لخلق حرب بيني وبين هؤلاء النسوة. في البداية هاجمتني تلك النسوة. لذا تحدثت إليهن بهدوء وقلت إننا نناضل من أجل النساء وأن ألم كل النساء هو ألمي أيضاً. لم يعجب هذا الأمر قوات الأمن وحاولوا خلق الحرب والنزاعات بيننا. ولكن بعد أن تحدثت مع تلك النساء، توقفن عن مهاجمتي".
 
"لا توجد أي حقوق قانونية أو إنسانية في سجون حزب PDK"
تحدثت جوانا عبد الباقي التي اعتقلت لمدة 71 يوماً في سجن حزب PDK عن حقوق السجناء وقالت "لا توجد لا توجد حقوق قانونية في سجونهم أبداً. لا يمكن للسجناء طلب أي شيء. عندما كانوا يأخذوننا للتحقيق كان من أجل أن نقبل بالتهم التي لفقوها ضدنا. أضيفت المادة 298 إلى ملفي بالإضافة إلى المادة 406 التي أضافت القتل والإدمان على المخدرات. لم تكن هذه التهم صحيحة، ولأنني لم أقبل بها قاموا بتعذيبي إلى أن فقدت وعيي. توجد 350 امرأة و50 طفلاً تراوحت أحكامهن بين 14 و70 عاماً، اعتقلت بعض تلك النسوة بتهمة تعاطي المخدرات لكنهن يقلن إن تجار المخدرات هم المسؤولون أنفسهم، إنهم محرومون من جميع حقوقهم القانونية والإنسانية في ذلك السجن. لم تكن هناك مستلزمات صحية وكان يتوجب على من يحتاجها أن يدبرها بنفسه".
وتعليقاً على النهج الأمني لحزب PDK تجاه النساء المعتقلات قالت جوانا عبد الباقي "طلبت أن أرى شخصاً، فأحضروا عضواً في البرلمان عن الحزب الإسلامي، أحضر القرآن وقال لي سمي باسم الله وضعي يدك فوق القرآن وسنطلق سراحك. أخبرت البرلماني أنني أريد حقوقي، أنا ناشطة ولدي إذن للعمل في هولير. قال لي البرلماني أن النشطاء لهم الحق في العمل في هولير لكن ليس لديك الحق".
 
"يعتدون على النساء لكسر إرادتهن"
وعن التعذيب الذي تتعرض له النساء في السجن تقول "في البداية كان التعذيب بالضرب، ثم الصعق بالكهرباء ومن ثم الاعتداء الجنسي. عند التعذيب، تصطحب النساء إلى غرفة فيها كاميرا لكنهم يغطون الكاميرا بحيث لا يمكن التعرف على الرجل المعتدي. كان كل ما كانوا يفعلونه من أجل كسر إرادة النساء وإخضاعهن. ومن أجل إجبارهن على قبول التهم الملفقة ضدهن".
 
"كنت أفقد وعيي بسبب التعذيب"
أفادت جوانا عبد الباقي أنهم أرادوا أن يفرضوا عليها عدة عقوبات مثل المادة 298 والمادة 406 من قانون القتل والمخدرات، واتهامها بتلك المواد وإبقائها في السجن، "كانوا يحضرون الهيرويين إلى السجن ويقولون للمسؤولين هناك هذا سكر، كان واضحاً من هذا أيضاً أنهم هم أنفسهم وراء تجارة المخدرات. عندما تم استجوابي طُلب مني التجسس. لقد تعرضت للتعذيب لأنني لم أقبل طلبهم حتى فقدت الوعي. كنت أفقد وعيي كثيراً بسبب التعذيب ولكن لم يتم إعطائي أي حل صحي، ويقولون فقط فقدت الوعي. ويتركونني في تلك الحالة إلى أن استعيد وعيي. إنني أحث هؤلاء النساء في السجون على تقوية إرادتهن والصمود بغض النظر عن الضرب والتعذيب. لأن تلك السجون هي لكسر إرادة المرأة وضياعها وطمس أفكارها. بصفتي ناشطة في مجال حقوق المرأة، سأواصل العمل من أجل النساء وأنا على استعداد للمساعدة أينما احتاجتني امرأة".