حياة مريرة تعيشها اللاجئات في مخيم اليوناني بالرقة
تواجه اللاجئات اللواتي لا معيل لهن خيارات قاسية، فمؤشرات الفقر والعوز تدق ناقوس الخطر نتيجة غياب المساعدات الإنسانية.
ريم محمد
الرقة ـ تتقاذفهن الظروف الاقتصادية وتجبرن على البحث في مكب النفايات عن قطع البلاستيك وغيرها لتأمين قوت يومهن، هذا هو حال اللاجئات في مخيم اليوناني بالرقة.
يعيش في مخيم اليوناني في الريف الجنوب لمدينة الرقة بشمال وشرق سوريا ما يقارب ١٢٦ عائلة معظمهم من الرصافة وتدمر وحماه ودير الزور، لجأوا إلى المخيم بعد تهدم منازلهم جراء الحرب، حيث يقطنون في بقعة صغيرة بالقرب من نهر الفرات.
قالت فهيمة المحمود التي تبلع من العمر 68 عاماً وهي من سكان منطقة الرصافة أن "أوضاعنا صعبة وهناك من يتحسن علينا بلقمة الخبز، لا يوجد مكان نعمل فيه فنبحث في مكب النفايات والشوارع عن قطع البلاستيك وعلب الكولا ونبيعها من أجل تأمين طعامنا"، موضحةً "أنا معيلة لعائلتي فجميع إخوتي معاقين ذهنياً فيما أختي تعاني من إعاقة جسدية وذهنية ولا تستطيع الحركة إلا على الكرسي المتحرك".
تطهو فهيمة المحمود طعامها على الحطب لعدم توفر أسطوانات الغاز وإن توفرت فأسعارها مرتفعة، "نعيش في هذا المخيم منذ ما يقارب الـ ٦ سنوات".
تقول إنها تبقى هي واخوانها يوم أو يومين دون طعام فلا يجدون ما يسدون به جوعهم "نتوجه في بعض الأحيان إلى سوق الخضراوات، لكن لا أحد يعطينا شيئاً".
عن حياتها قبل النزوح تبين "كنا نعيش حياة مستقرة في منازلنا ولدينا مورد رزق وهو أراضينا بينما اليوم نحتمي بخيمة مصنوعة من الأقمشة الممزقة، تسد عنا ولو جزءاً بسيطاً من حرارة الشمس الحارقة وأمطار الشتاء".
وبدورها قالت النازحة خشفة المحمود من منطقة الرصافة التي تقع جنوب غرب الرقة "منذ بداية الحرب نسكن في هذا المخيم"، مبينةً "لدي 6 أطفال، أصغر أبنائي يبلغ من العمر عاماً واحداً وهو جائع ولا يمكنني شراء الحليب له لعدم توفر المال لدينا".
وأضافت "نعيش جميعنا في هذه الخيمة التي هي عبارة عن قطع من الأقمشة البالية نأكل ونشرب ونغتسل فيها وزوجي يعاني من ألم في يده بسبب كسر قديم لم يتم تجبيره بالشكل الصحيح فيذهب إلى ما يسمى "بالبيزار" وهو سوق أسبوعي في الرقة لكي يعمل ويجلب لنا ما نسد به جوع هؤلاء الأطفال".
وبينت أن "جميع من في المخيم يعانون من الجوع ووضعنا سيء للغاية، كما أنني لا أستطيع العمل للمساعدة فجميع أطفالي صغار".
لا تتوقف معاناتها عند عدم القدرة على تأمين لقمة العيش إنما ينتابها القلق كلما ذهب أطفالها للعب "نعيش بالقرب من مستنقع ماء وأبقى دائمة الخوف على أطفالي من الغرق، فلا توجد لدينا كهرباء للإنارة". كما أنهم يجلبون المياه إلى الخيم نقلاً على الأكتاف.
أصيب أطفال خشفة السعيد بالعديد من الأمراض وآخرها الأمراض الجلدية "انتشرت الحبوب في فروة الرأس لدى أطفالي وتسببت بخسارتهم لشعرهم الذي بدأ يتساقط بشكل كبير، بسبب عدم النظافة في المخيم والشمس الحارقة"، مشيرةً إلى أنه تم نقلهم إلى المستوصف لكنهم لم يستفيدوا لعدم توفر الأدوية "لا يمكننا أخذهم إلى طبيب فعلاجهم يحتاج للكثير من المال الذي لا نملكه".
أما النازحة من منطقة تدمر خلفة المطر فقالت إنهم جاؤوا إلى المخيم منذ 3 سنوات تقريباً "وضعنا متردي في هذا المخيم نفتقد لكل شيء الماء والخبز والكهرباء والدواء وأصيب العديد منا بالأمراض ولا نستطيع طلب المساعدة الطبية".
وأشارت إلى أنها هي وبناتها تبحثن عن قطع البلاستيك لتأمين لقمة العيش "لا نستطيع تناول العديد من أنواع الطعام، وفي بعض الأيام نبقى دون طعام، ومع اشتداد درجة الحرارة لا نتذوق قطرة ماء باردة".