نازحات إدلب يتعرضن للضرب والشتم من قبل مرتزقة تركيا
تواجه النساء في مخيمات إدلب ظروف بالغة التعقيد وسط الفقر والنزوح، ليضاف إليها انتهاكات وممارسات مرتزقة تركيا.
هديل العمر
إدلب ـ ممارسات عدوانية عديدة اعتمدتها المرتزقة التركية في إدلب ضد النازحات في مخيمات الشمال السوري أبرزها التدخل في شؤونهن ومهاجمتهن والتعدي عليهن ضرباً وشتماً عند أقرب فرصة ولأتفه الأسباب.
تعرضت صفية الكروم (31) عاماً للشتم والإهانات من قبل مرتزقة ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام" حين واجهت بالرفض قرارهم بالترحيل من المخيم الذي تعيش فيها مع أسرتها وذويها.
وعن تفاصيل الحادثة تقول صفية الكروم أن المرتزقة، جاءوا إلى المخيم وطالبوهم بالرحيل خلال مدة أقصاها عشرة أيام بناءً على طلب صاحب الأرض التي يقيم فيها النازحون.
وحين اعترضت صفية الكروم على القرار لعدم تأمين ملاذ بديل لهم يلجؤون إليه مع عوائلهم تعرضت للشتم والضرب مع مجموعة من النساء من قبل المرتزقة، وحين تدخل عدد من رجال المخيم لمنع تلك التجاوزات عمدوا لاعتقالهم ريثما يتم إخلاء المخيم بشكل كامل.
"نحن النساء نواجه ظروفاً بالغة التعقيد وسط الفقر والنزوح، ليضاف إليها تجاوزات مرتزقة هيئة تحرير الشام التي تفرض علينا قراراتها وسلطتها دون قدرة على مواجهتها بالاعتراض أو الرفض" تقول صفية الكروم.
وفي الـ 19 أيار/مايو الماضي 2022 تهجّم مرتزق من "هيئة تحرير الشام" على النازحة مرام الخطاب (33) عاماً وهي من مدينة سراقب ومقيمة في مدينة بنّش شرقي إدلب، عبر ضربها وشتمها، حيث قام بسحلها من شعرها وتعنيفها، على خلفية شجار بين أطفالها وأطفاله، دخلت إثر ذلك العناية المشددة في إحدى مستشفيات إدلب.
وقالت جارة مرام التي فضلت عدم ذكر اسمها وكانت شاهدة على الحادثة أنّ مرتزق من "هيئة تحرير الشام" تهجّم على مرام الخطاب من خلال نزع حجابها وضربها جراء خلاف بين أطفاله وأطفالها الذين تعرضوا لتنمر مستمر.
وأكدت أن مرام الخطاب أصيبت برضوض وجروح متفرقة جراء الاعتداء، نقلت على إثرها إلى العناية المركزة وتم مراقبتها في مستشفى الشفاء بإدلب، ورغم تقديمها شكوى على المرتزق الذي قام بتعنيفها لم تسفر الشكوى عن أي نتائج إيجابية في مقاضاته ورد اعتبارها.
وفي حادثة أخرى اعتقلت "هيئة تحرير الشام" أربع شقيقات، من بلدة تقاد بريف حلب الغربي بعد توقيفهن على معبر الغزاوية بإدلب في الـ ١٥ من نيسان/ أبريل الماضي، بتهمة تهريب الدخان، وتم الاعتداء عليهن بالضرب بعد جدال جرى بين الطرفين قبل اعتقالهن ونقلهن إلى أحد السجون في المنطقة.
وفي العاشر من شباط/فبراير الماضي أطلقت "هيئة تحرير الشام" النار على فاطمة الحميد (28) عاماً بدعوى تهريب ٢٠ ليتراً من المازوت على حاجز دير بلوط قرب مخيم أطمة، ما أدى إلى وفاتها.
وفاطمة الحميد أرملة لديها أربعة أطفال، وهي من أهالي قرية سفوهن ومقيمة في مخيمات أطمة، تحاول كسب قوت يومها من خلال تهريب الوقود من دير بلوط إلى أطمة مخاطرة بنفسها لتأمين احتياجات أبنائها.
وقالت وفاء الأحمد (30) عاماً، وهي صديقة فاطمة الحميد إنّ الهيئة قامت "بتجاهل القضية دون محاسبة الفاعلين، ليذهب دم فاطمة وحقها في مهب الريح".
وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها بداية العام الحالي 2022، أن عدد انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها مرتزقة ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام"، وصلت إلى قرابة 505 مدني بينهم، 17 طفل و77 امرأة وقرابة 2327 معتقل بشكل تعسفي.