حصار الأشرفية والشيخ مقصود... خروقات متواصلة ومعاناة إنسانية متفاقمة
تسببت الهجمات المستمرة من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، بغياب الكهرباء بشكل كامل عن الحيين، بالإضافة إلى انقطاع شبكة الإنترنت.
سيرين محمد
حلب ـ في أعقاب الهجوم الذي نفذه جهاديي هيئة تحرير الشام على حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب السورية يوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر الجاري، فُرض حصاراً مشدداً على الحيين، ما أدى إلى منع دخول المواد والبضائع بشكل كامل. ورغم التوصل لاحقاً إلى تهدئة، سرعان ما تم خرقها.
في بيان صدر عن قوى الأمن الداخلي في حلب أمس الأربعاء 24 كانون الأول/ديسمبر، تم التأكيد على تسجيل خرق جديد للهدنة من جانب جهاديي هيئة تحرير الشام في عدة محاور بمحيط الحيين. ووفق التفاصيل، استهدف الجهاديون آلية مدنية من نوع "تركس" كانت تعمل في أحد مقالع الحجارة بين منطقة السكن الشبابي ومنطقة الكستيلو، مما تسبب بأضرار مادية جسيمة وأدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل.
كما تم تسجيل خروقات أخرى في محيط حي الشيخ مقصود، تحديداً في منطقة دوار الشيحان وحاجز العوارض، وتعد هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات المبرمة والهدنة الموقعة بشأن وقف إطلاق النار، وهو ما يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في الحيين خاصةً والمنطقة عامةً.
البنى التحتية
تضررت البنى التحتية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية نتيجة الهجمات الممنهجة التي قام بها جهاديي هيئة تحرير الشام، من قصف بالدبابات والأسلحة الثقيلة مما أدى إلى غياب الكهرباء المستجرة من الشركة العامة للكهرباء في مدينة حلب بشكلٍ كامل عن الحيين، وانقطاع المياه عن 20 شارع من شوارع الحي مما عاد بالضرر على 400 عائلة.
قدرية محمد، وهي من نساء حي الشيخ مقصود، أوضحت أن خدمة الإنترنت انقطعت في أجزاء واسعة من الحيين، فيما انقطعت الكهرباء بشكل كامل نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ أربعة أيام، مبينة أن أحجاراً ضخمة وُضعت عند معبر مشفى "الفرنسي"، الرابط بين حي الأشرفية والسريان الجديدة، لمنع دخول أو خروج السيارات، إلى جانب فرض حصار مشدد حال دون وصول المواد الغذائية والطبية، الأمر الذي فاقم معاناة الأهالي وزاد من قلقهم.
وقالت "مهما استُخدمت ضدنا الأسلحة، ومهما تكاثر الأعداء في هجومهم، فلن نغادر حيّنا ولن نتخلى عنه، فهو الأرض التي قدّمنا من أجل حمايتها والدفاع عنها أبناءنا شهداء".
غياب مازوت التدفئة يزيد من معاناة الأهالي
من جانبها أوضحت أمينة موسى، وهي إحدى نساء الحي، أن فرض الحصار أدى إلى حالة من الاضطراب الأمني نتيجة الهجمات والخروقات التي ينفذها جهاديي هيئة تحرير الشام، لافتةً إلى أن "هذا الوضع يزرع الخوف والذعر في نفوس المدنيين ويضاعف من معاناتهم المستمرة، بل يفاقمها مع حلول فصل الشتاء، حيث يفتقر الأهالي إلى مادة مازوت التدفئة بسبب منع دخول المحروقات القادمة من إقليم شمال وشرق سوريا".
وأكدت أن السبيل الأمثل لإنهاء الانتهاكات والخروقات يتمثل في عقد حوار سوري ـ سوري، بعيداً عن أي تدخل خارجي، بهدف الوصول إلى تفاهمات واتفاقيات راسخة تُطبق عملياً، مشددة على ضرورة عدم استخدام المدنيين كوسيلة ضغط على السلطة، مع التأكيد على أهمية وحدة سوريا وعيش أبنائها حياة مشتركة قائمة على قبول الآخر، ونبذ التعصب، وضمان حصول جميع السوريين على حقوقهم كاملة.