'حقوق المرأة وحمايتها حبر على ورق'

أكدت عضو مكتب المرأة في الحزب الوطن السوري فاطمة الفرج على أن النساء والأطفال يدفعون ثمن الحروب والنزاعات المسلحة التي تشهدها دول الشرق الأوسط، مع عدم تطبيق القوانين التي تحمي حقوقهم وتعالج احتياجاتهم.

دلال رمضان

الحسكة ـ في ظل ما يشهده ويعيشه الشرق الأوسط ومع ظهور بوادر الحرب العالمية الثالثة، يتزايد العنف ضد المرأة التي تعيش تحت وطأة العنف والاضطهاد، كما أن العديد من دول الشرق الأوسط تعتبر المرأة أقل شأناً من الرجل وتمارس التميز بينهما.

تأثرت المرأة بالمقام الأول بالحروب التي تعيشها العديد من دول الشرق الأوسط حيث زادت من مستويات الفقر لديها مقارنة بالرجل إلى جانب تعرضها للعنف القائم على النوع الاجتماعي، فضلاً عن الآثار التي تخلفها الحروب من اعتقالات وقتل واستهداف للناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة والإنسان واللجوء والنزوح والتهجير القسري.

وحول ما تتعرض له المرأة  في ظل الحروب والنزاعات في الشرق الأوسط، وعدم وجود قوانين تحمي حقوقها، تحدثت لوكالتنا عضو مكتب المرأة في الحزب الوطن السوري فاطمة الفرج "أن فوضى الحرب التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وعلى مدى سنوات متواصلة منها سوريا ومؤخراً غزة ولبنان، كانت المرأة الضحية الأبرز في هذه الحروب والنزاعات المسلحة، حيث تعرضت المرأة للتهميش والقتل والعنف بكافة أشكاله والتهجير والاختفاء القسري والاعتقال والاغتصاب والنزوح وأيضاً لزواج القاصرات والفقر والحرمان من التعليم، كما حملت على عاتقها مسؤولية رعاية أسرتها وإعانتها".

وأوضحت أنه رغم كل ما تعانيه المرأة من مآسي سببها النزاعات والحروب، إلا أنه لا توجد قوانين حقيقية وصارمة تحمي حقوقها وتمنع تعرضها للعنف والتهميش "إلى الآن لا توجد قوانين خاصة تحمي المرأة أوقات الحرب والنزاع رغم أن الأمم المتحدة أصدرت القرار 1325 الذي يضمن حقوق النساء والأطفال في الحروب إلا أن هذا القرار لم يكن سوى حبر على ورق ولم يدخل حيز التنفيذ، ولا توجد حصانة وقوانين تحمي حقوق النساء وأطفالهن، حيث تتعرضن لأبشع أنواع الظلم والتعذيب والتنكيل".

وأشارت إلى أنه بازدياد حالات العنف الممارس على النساء في الدول التي تشهد الحروب سوف يزداد وضع النساء سوءً وبدورها ستؤدي إلى كوارث بشرية "عدم وجود قوانين تحمي حقوق النساء والأطفال سوف يصبح العنف أكثر حدة".

وأشارت فاطمة الفرج إلى أن عدم وجود قوانين تحمي المرأة أدى إلى حرمانها من التعليم والزواج في سن مبكر "نتيجة الظروف السيئة التي تعيشها العوائل في المناطق التي تشهد الحروب كما في سوريا انتشرت ظاهرة زواج القاصرات على الرغم من أنه لم يكتمل نموهن الجسدي والعقلي، إلى جانب تخلف الكثير منهن عن دراستهن للعمل بأجور زهيدة واستغلالهن من قبل أرباب العمل، كما تعرضت الكثير من النساء للقتل والاعتقال والاعتداء الجنسي".

ولفتت إلى أنه عندما سيطر داعش على مناطق من إقليم شمال وشرق سوريا فرضت قوانين وعادات مجحفة بحق المرأة "عانت المرأة في سوريا وإقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص إبان سيطرة داعش حيث فُرضت قوانين مجحفة بحقها ومهمشة لدورها، كما استخدمت كسلعة فكانت تُباع وتُشترى في أسواق النخاسة لتعمل جارية، لقد زرعوا الخوف والرعب في نفوس الأهالي والنساء".

وأضافت "مع تحرير مناطقنا من سيطرة داعش عادات المرأة إلى حياتها لتمارس كافة حقوقها في مناطق الإدارة الذاتية، ولكن مع احتلال تركيا لمناطق من إقليم شمال وشرق سوريا مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي، زادت معاناة النساء في هذه المناطق مع تعرضهن للقتل العمد والتهديد والاعتقال والاغتصاب وممارسة كافة أشكال العنف ضدهن ، بالإضافة إلى تعرض القياديات والمدافعات عن حقوق النساء للاستهداف المتكرر من قبل الاحتلال التركي دون وجود أي رادع لهذه الممارسات، وهذا دليل صارخ لعدم الاكتراث بما تتعرض له نساء المناطق التي تعاني الحروب والنزاعات".

لفتت فاطمة الفرج لادعاءات المنظمات الحقوقية والإنسانية حول عدم حمايتها للنساء من العنف والقتل هو عدم وجود آليات مناسبة للوصول إلى مناطق الصراع والنزاعات "منذ بدء الأزمة السورية وإلى اليوم لم نجد أي منظمة حقوقية وإنسانية تحمي المعنفات اللواتي تتعرضن للقتل والتعذيب سواء كان على يد داعش أو الاحتلال التركي ومرتزقته، رغم وجود العشرات من الاتفاقيات والقوانين التي تطالب بحماية حقوق المرأة خاصة في الحروب والصراعات".

كما دعت فاطمة الفرج النساء إلى النضال والمقاومة والوقوف في وجه كافة الممارسات التي تحد من حريتهن وتعمل على إجهاد وتهميش دورهن في الحياة "يجب على المرأة أن تقوي شخصيتها وتدافع عن نفسها وعن النساء اللواتي تتعرضن للعنف والاستغلال، وذلك لمنع ارتكاب مجازر بحقها ولضمان حقوقها، وعليهن الوقوف ضد كافة اشكال العنف وتصعيد النضال ضد ذهنية الدولة والهيمنة الذكورية السلطوية".

وأشارت إلى أنه رغم ما تعرضت له نساء إقليم شمال وشرق سوريا من حروب وهجمات متكررة إلا أن المرأة نظمت نفسها في كافة نواحي الحياة وأصبح لها جيش خاصة بها هي قوات حماية المرأة بالإضافة إلى العديد من التنظيمات والحركات النسوية تعمل من أجل حقوقها وجميع المضطهدات في سوريا والعالم أجمع "لا يجب أن نستسلم للحرب ويجب أن نعمل على تنظيم أنفسنا وذاتنا ونعمل بكل قوة وإرادة لأثبات وجودنا".