فتاة تتحدى العادات والتقاليد البالية وتكسر التنميط المجتمعي

دعت كفاء الخزيم النساء بأن تتخذن من إرادتهن سلاح لتحققن تطلعاتهن وترتقين بواقع تتساوى فيه المرأة مع الرجل.

يسرى الأحمد

الرقة ـ كسرت كفاء الخزيم الذهنية التي تحد من طموحات المرأة بحكم العادات والتقاليد البالية الدخيلة للمجتمع بإرادتها، فباتت مصدر إلهام للكثير من النساء بافتتاح مشاريع خاصة بهن لتحققن اكتفائهن الذاتي.

شابة من مواليد مدينة الرقة في شمال وشرق سوريا وتبلغ من العمر 35 عاماً، تخرجت من كلية التربية والتعليم، لتصبح مديرة روضة بعد تدريس دام ثلاثة عشر عاماً لتعتمد على ذاتها بعد وفاة والدها.

وعن مشروع روضة ألوان، تقول كفاء الخزيم "افتتحت مشروعي منذ ثلاثة أعوام بعد تحدي كبير لذهنية المجتمع الذكورية في محاولة منه لقلب طموحات المرأة، جاءت فكرة المشروع من خلال عملي كمعلمة في الروضات فولد لدي فكرة إدارة روضة كمشروع خاص لي".

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهتها، أوضحت أنها تعرضت للكثير من الصعوبات والمعوقات التي كانت تضع سقفاً لطموحات المرأة لا يتجاوز التعليم والتمريض فكانت جميع الآراء تحثها بأنها غير مؤهلة لتحمل مسؤولية إدارة روضة لوحدها مستخفين بإرادة المرأة في إدارة المشاريع، لكن تصميمها على إنجاح المشروع وكسر القوالب التي ترسم حدود لتطلعات النساء، مكّنها من النجاح في مشروعها.

وما ميز روضتها عن غيرها في المنطقة، أشارت إلى أن "روضتي كانت الأولى التي تستقبل الأطفال الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما جعلها مقصداً للكثير من الأهالي لإرسال أطفالهم إلى الروضة".

وباتت كفاء الخزيم مصدر إلهام للكثير من النساء بافتتاح مشاريع خاصة بهن لتحققن اكتفائهن الذاتي، من خلال تحقيق طموحاتهن التي دفنها المجتمع بحكم العادات والتقاليد البالية "عملت في روضتي الكثير من المعلمات، وبعد رؤيتهن لتجربتي وطريقة إدارة الروضة وأسلوب التعامل مع المشاكل وحلها، عملن على افتتاح روضات خاصة بهن وتحت إدارتهن لتثبتن للمجتمع بأن المرأة قادرة على تحمل المسؤولية وإدارة المشاريع طالما كانت صاحبة إرادة قوية".

وبعد أن أحرزت كفاء الخزيم النجاح في مشروع إدارة الروضة أرادت أن تشق طريقها إلى مشروع آخر متحدية مرة أخرى نمطية المجتمع، ألا وهي مشروع مقاولة تجارية، فأوضحت أنه "لست المقاولة الأولى في مدينة الرقة ولكن كنت الأكثر فعالية فيها، هذا ما قاله مركز ترخيص المقاولين، ولأن عمل المقاولة بات حكراً على الرجال في المجتمع، تعرضت للانتقاد كثيراً وتحديت مرة أخرى ذهنية المجتمع التي تحصر أعمال المرأة في مجالات معينة لأثبت لهم مجدداً بأن المرأة تستطيع أن تفعل ما تطمح إليه".

وأما عن تجربتها في عملها كمقاولة، تقول "التجارة بلا خسائر لا تعد تجارة ولا أعد الخسائر المادية هي خسائر لأن الخسارة الحقيقة هي الخسارة المعنوية، وما الأخطاء سوى تجارب لننطلق دائماً بشكل أقوى رغم التحديات التي تواجهنا في ميدان العمل ولا نستسلم ونستمر إلى أن نصل إلى هدفنا".

وفي ختام حديثها، وجهت كفاء الخزيم رسالة إلى جميع النساء بأن تتخذن من إرادتهن سلاح لتحققن تطلعاتهن وترتقين بواقع تتساوى فيه المرأة مع الرجل.