ذوات الاحتياجات الخاصة... التحديات والفرص

ذوي/ات الاحتياجات الخاصة يعانون من واقع صعب والنساء منهم الأكثر هشاشة وتتعرضن لانتهاكات كأحد أشكال الاستغلال الواقع عليهن والذي يحتاج لتسليط الضوء عليه والتعامل معه ومناقشة الفرص والتحديات التي تواجههم/ن من أجل واقع أفضل.

أسماء فتحي

القاهرة ـ معاناة النساء كبيرة وهناك تقاطعية ترفع من معدل الأزمات التي تعاني منها المرأة إن كانت من ذوات الاحتياجات الخاصة، وهو الأمر الذي يجعلها مستغلة من الجميع وتحديداً فيما يتعلق بحقوقها الصحية والإنجابية وما قد تعانيه من انتهاكات جنسية فقط لأنها في بعض أنواع الإعاقة قد لا تكون مدركة لحقيقة ما يحدث معها من انتهاك.

عدد ليس بالقليل من الأسر قد لا تفقه شيئاً عن المشاعر الحقيقية لذوات الاحتياجات الخاصة ولا تدرك إن كان لهن احتياجات جنسية أو لا، وكذلك هناك صعوبة في التعرف على حجم ما قد تتعرضن له من انتهاكات جنسية لعدم قدرة الكثيرات منهن على البوح بما يحدث لهن من اعتداءات لجهلهن بذلك من جهة ولعدم استطاعة البعض الحديث أو التعبير عما تعانين من مشاكل على الصعيد الآخر.

وأزمة ذوات الاحتياجات الخاصة أمر توليه الحكومة المصرية اهتمامها كجزء من ملف وضع مؤخراً في أولوية العمل وهدفه إدماج ذوي/ات الاحتياجات الخاصة في المجتمع والحيلولة دون إقصائهم بأي شكل، إلا أن الكثير من الخدمات ما زالوا بحاجة لها وعلى رأسها تدريب مقدمي الخدمة على التعامل معهم في المنشآت الطبية وكذلك تعريف ذوات الاحتياجات الخاصة بالحدود الجسدية لتمكينهن من رفض أي انتهاك قد تتعرضن له.

 

"نتابع سوا" للكشف عن وجود إعاقة

يعد الكشف عن الإعاقة في وقت مبكر من أهم النقاط التي تساعد الأسر على إعادة تأهيل أبنائها، وتطوير مهاراتهم/ن والتوجه للمختصين وهو الأمر الضروري والمغير فعلياً لمسار الحالة في بعض أنواع الإعاقات.

ترى شادن معتز، مديرة المشاريع في مؤسسة شمسية للأنظمة الصحية، أن الكشف المبكر عن الإعاقة ضروري ومهم في المراحل الأولى كاشفة أن وزارتي الصحة والتضامن قدمتا خدمات لذوي/ات الاحتياجات الخاصة لدعمهم وإدماجهم بشكل لائق في المجتمع المحلي في محاولة لمنع انتقاص حقوقهم.

وأكدت أنهم في المؤسسة نفذوا مشروع مع وزارة التضامن؛ لإنشاء أداة تقيس إدراك ووعي الأطفال في السنوات المبكرة حمل اسم (نتابع سوا)؛ لمعرفة إن كان الأطفال لديهم مشكلة في مرحلة متقدمة من العمر أم لا، حتى يتم تداركها من الأهل والمختصين ويحصلوا على الخدمات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

واعتبرت أن الواقع بحاجة لعمل جماعي نظراً لوجود جهود متناثرة في مختلف الملفات ومنها ذوي/ات الاحتياجات الخاصة، وتضافر الجهود من شأنه أن يحقق قدر كبير من المستهدف، ويأمن واقع أفضل للنساء المستغلات في هذا الملف.

 

صحة المرأة الجنسية والإنجابية تحتاج لجهد وبحث معمق

وعلى مستوى صحة المرأة وخدمات تنظيم الأسرة فإن هناك الكثير من الملفات التي مازالت بحاجة لاهتمام ومراعاة ذوات الاحتياجات الخاصة بحسب ما ترى شادن معتز.

وأوضحت أن مدخل الوحدات الصحية ووحدة طب الأسرة بحاجة لإنشاء سطح منحدر(رامب) حتى يتم تمكين من يتحركون بكرسي من دخولها كبداية لتقديم الخدمة المتكاملة، وصولاً لتدريب مقدمي الخدمات الصحية على التعامل مع أصحاب الإعاقات بمختلف أنواعها.

وفيما يتعلق بعملهم على هذا الملف لفتت شادن معتز، إلى أنهم تعاونوا مع وزارة التضامن في أداة قياس استجابة الأطفال في السن المبكر وعلى مستوى صحة المرأة، مضيفةً أن الأمر يحتاج لدراسة الملف بشكل معمق لإيجاد حلول فعالة به وخلاقة تلبي الاحتياج، وهو أمر يحتاج اهتمام للتفكير الخلاق الذي ينتج عنه حلول واقعية لذوي/ات الاحتياجات الخاصة.

وأكدت أن هذا الملف بحاجة لبحث في الأرقام والإحصائيات من جهة، والحالات ذاتها على أرض الواقع من جهة أخرى لإنتاج حلول من شأنها أن تفيد فعلياً في الواقع المستدام مع مقدمي الخدمات ومتلقي الخدمة كذلك.

 

 

تدريبات لذوي/ات الاحتياجات الخاصة وذويهم

فيما أكدت ماجدة سليمان، مديرة برنامج الحقوق الصحية والإنجابية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، أن ذوي/ات الاحتياجات الخاصة أكثر فئة مهدور حقوقها في المعرفة والحماية بالإضافة للاعتداءات الجنسية المتتالية والاستغلال الذي تتعرض له النساء.

ولفتت إلى أنهم وجهوا جانب من التوعية للطلبة في المدارس بشكل يتناسب مع استيعابهم وأنهم لمسوا تشوقهم للمعرفة خاصة أن الكثير من الأسر تعاني من إشكالية عدم القدرة على التعامل خاصة في المراحل الانتقالية في حياة الأطفال وهو أمر يحتاج لتدخل فعال من المؤسسات الحقوقية لتوفير الاحتياجات المعرفية المناسبة لهؤلاء الأهالي.

وأوضحت أن ملف التأمين الصحي يجب أن يراعي احتياجات ذوي/ات الاحتياجات الخاصة في المراحل العمرية المختلفة لمساعدة الأسر على التعامل معهم، وتلبية الاحتياجات الخاصة لأبنائهم لكون الكثيرون منهم لا يستطيعوا فعل ذلك بسبب ظروفهم الاقتصادية وارتفاع أسعار المعيشة.

وأضافت أنهم يقومون بتنظيم أيام تدريبية على الحماية والحدود الجسدية والتلامس في يوم ترفيهي وأنهم خلال عملهم ظهر أمامهم احتياج معرفي للأهل ومنه تم تنفيذ أكثر من يوم للأمهات للتعرف على سبل التعامل مع ذوي/ات الاحتياجات الخاصة وكانت لديهم العديد من التساؤلات حول النظافة والعناية بالأطفال وما إن كانت لديهم/ن احتياجات جنسية كالأسوياء أم لا، وغيرها من الأسئلة التي قد تبدوا بسيطة، إلا أنها هامة للغاية لهذه الأسر.

واعتبرت أن أهم النقاط التي مازالت تحتاج لعمل تتمثل في ملف الصحة الجنسية والإنجابية لأنه مساحة تكاد تكون مظلمة لدى الأسر ولابد من تضافر الجهود لمنظمات المجتمع المدني للاهتمام بهؤلاء الأطفال لكونهم بحاجة ماسة للعمل على احتياجاتهم/ن الإنسانية.