نيرمين أحمد

السليمانية ـ على الرغم من أن الأساطير لها جانب خيالي، إلا أنها تعكس حقائق الحياة، ومن غنى كردستان بالأساطير والقصص التي يكبر الأطفال الكرد وهم يستمعون إليها، نرى في بعض الأحيان أن هؤلاء الأطفال أنفسهم يصبحون استمراراً لهذه القصص الأسطورية.

 

أسطورة المقاومة

إن صفحات تاريخ مقاومة المرأة الكردية التي لم تقبل بأي عبودية ولم تحني رأسها في أجزاء كردستان الأربعة لها أطفال أصبحوا أساطير عصرنا، بل أسطورة واقع الحياة والعدو.

نحن هنا نتحدث عن امرأة مناضلة من ديرسم تواصل طريق بيسي وظريفة وتضحي بحياتها من أجل الحفاظ على هويتها وكرديتها، هذه هي قصة غولناز كاراتاش، المعروفة أيضاً باسم بيريتان هيفي، والتي يحدد اسمها أسطورة المقاومة، أسطورة لا تزال حية ومستمرة حتى اليوم.

ولدت غولناز كاراتاش عام 1971 في ديرسم، وعلى الرغم من سياسات العدو والقواعد المشتركة في المجتمع، إلا أنها لم تتأثر بالنظام ووقفت بوجهه، وفي عام 1989 خلال احتفالات النوروز شعرت بكرديتها، وفي عام 1990 انضمت إلى صفوف الثوار من أجل الحرية، وتم اعتقالها وسجنها أثناء نضالها بين الشعب، لتقوم في 9 أيار/مايو 1991، بالانتقال إلى جبال زاغروس الشامخة وقادت رفاقها إلى حياة مليئة بالانتصار.

 

انعكاس للمقاومة المسماة بيريتان

في عام 1992، قامت الدولة التركية المحتلة بمساعدة القوات المسلحة للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بعملية في إقليم كردستان، ولكن ما سينعكس مرة أخرى هو لون المقاومة، وهذه المرة كانت بيريتان هي الاستمرار الحقيقي لمقاومة الآلهة الكردية وهزيمة العدو والخيانة.

وقاتلت بيريتان ضد القوات المسلحة كما لو كانت قوة عسكرية كاملة، ورغم أن قوات البيشمركة كانت قريبة جداً منها وحاصرتها ودعتها للاستسلام لكن ما لم يعلمه العدو هو أن بيريتان نشأت في ديرسم وأصبحت جزءاً من هذه الجبال وعندما نفذ الرصاص منها ولتجنب الوقوع في أيدي قوات البيشمركة والاحتلال التركي كسرت سلاحها وبروح انتفاضة نساء ديرسم احتضنت الحرية من أعالي جبال كردستان، وأصبحت رمزاً للمقاومة في التاريخ، عندها ركع عدد كبير من مقاتلي PDK وألقوا أسلحتهم.

 

"بيريتان هي إرث"

أصبحت بيريتان بداية الكفاح النسائي المسلح بروحها التي تعشق التحدي، وبعد استشهادها قال القائد عبد الله أوجلان "بيريتان هي إرث لنا، ورسالة. نشاطها هو نشاط المحبة ونشاط المجد، وعلينا أن نجعل من حياة الشهيدة بيريتان نهجاً خاصاً لنضالاتنا حتى تحقيق السلام المجيد وسنواصل طريق بيريتان".

أصبحت بيريتان هيفي /كولناز كاراتاش/ أساساً قوياً لتأسيس القوات النسائية في كردستان من قبل القائد عبد الله أوجلان في عام 1993 وحتى اليوم تناضل مئات النساء من أجل حقيقة حياة الشهيدة بيريتان في الجبال، وبعد مرور اثنين وثلاثين عاماً، وكما يقول القائد عبد الله أوجلان "نهج بيريتان هو المقاومة واستمرار النضال من أجل الحرية"، فإن حقيقة واستشهاد الشهيدة بيريتان هيفي لا تزال حية.

واليوم نرى كيف أن الدولة التركية المحتلة بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني تهاجم أراضي كردستان وتحاول احتلالها، ولكن كما أظهرت الشهيدة بيريتان أنها لن تقبل الاستسلام والخيانة حتى لو كان الثمن حياتها، يقوم مقاتلو الحرية وقوات YJA-STAR بكتابة القصص البطولية في جبال كردستان المقدسة.

الأبطال أبقوا القضية ضد حرب الاحتلال والإبادة حية بأقلامهم وكاميراتهم وكتبوا فصلاً جديداً في التاريخ بالتضحية بحياتهم، واليوم، ووفق نفس ثقافة وروح المقاومة، تجري معركة تاريخية فريدة من نوعها على نهج مقاومة الشهيدة بيريتان.

إن الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا والدور الكبير للمرأة في هذه الثورة ومقاومة الشعب في شمال كردستان في قلب الفاشية تظهر هذه الروح، وJin Jiyan Azadî هي صرخة النساء في شرق كردستان وإيران والعالم، ولقد كانت استمراراً لأغنية بيريتان من أجل حرية المرأة عندما حررت نفسها من القيود، وكما يقول القائد عبد الله أوجلان "كانت بيريتان رسالة وسبباً للنصر".