'بروح حرب الشعب الثورية سنحمي مدينتنا وندحر الاحتلال'
تلبيةً لدعوة الإدارة الذاتية في إعلان النفير العام، تنظم نساء كوباني أنفسهنّ في المشاركة بالدفاع عن منطقتهنّ ومواجهة الهجمات من خلال الخروج بدوريات حماية في أنحاء المدينة.
نورشان عبدي
كوباني ـ تخوض نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا منذ بداية هجمات الاحتلال التركي على المنطقة، نضالاً عظيماً لمواجهة الهجمات والدفاع عن أرضهنّ وذلك وفق مبادئ حرب الشعب الثورية.
نظمت نساء مدينة كوباني أنفسهنّ عن طريق المجالس والكومينات في الخروج بدوريات حماية تبدأ من الساعة الثامنة مساءاً حتى ساعات الصباح ليعملنّ على حماية الأحياء والمرافق وتنظيم الحواجز في ظل الهجمات التي تستهدف المدينة.
وقالت عائشة أفندي من نساء مدينة كوباني "نمر الآن بمرحلة تاريخية في ظل الصراعات والسياسات المخططة والمدروسة على مناطقنا، لذا يقع على عاتقنا نحن شعوب المنطقة أن نثبت وجودنا على هذه الأرض، وأن نقف بصمود أمام الهجمات التي تستهدف إرادتنا قبل أراضينا".
وتابعت "الدفاع عن الأرض ليست تجربتنا الأولى كوننا هزمنا بكوباني أكبر إرهاب على وجه الأرض، لهذا نحن جاهزون في الدفاع عن أرضنا والهجمات الأخيرة لن تثنينا عن مقاومتنا"، مبينة أن نساء كوباني جميعهنّ خضعنّ للتدريبات على استخدام السلاح في الوقوف إلى جانب القوات العسكرية، وسينتصرن بروح حرب الشعب الثوري وبنضال الآلاف من الأشخاص الذين يتصدون الهجمات".
وأكدت أنهم "مستعدون للتخلي عن أرواحنا في سبيل حماية مدينتنا وقضيتنا، ولكن لن نتخلى عن مقاومتنا فالنصر سيكون حليفنا ما دمنا أصحاب الحق"، موضحةً أن "مشاركة كل فرد من المجتمع في الحماية ضمن هذه المرحلة مهمة جداً، خاصة نحن النساء عملنا على تنظيم أنفسنا للخروج بدوريات حماية بشكل يومي في الأحياء والطرق بمدينة كوباني".
عائشة أفندي من النساء الشاهدات على مقاومة كوباني والتي خاضت نضالاً كبيراً إلى جانب القوات العسكرية أثناء هجوم داعش، حيث قالت "كنتُ شاهدة على جرائم داعش عندما شن هجوماً على مدينتنا كوباني عام 2014 وبقيتُ إلى جانب القوات العسكرية حتى آخر يوم، حينها خسرنا ما يقارب 80 % من الأراضي واعتبر الاحتلال التركي بأن مدينتنا سقطت"، مؤكدة بأنه بعزيمة قواتهم ومقاومة الشعب هُزم داعش وانتصرت إرادة الشعب وباتت كوباني أيقونة المقاومة.
وشددت على أنه "لن نتراجع عن قرارنا في البقاء على هذه الأرض والدفاع عنها ولا نسمح لهم باحتلال مناطقنا، وفي النهاية إرادة الشعب ستنتصر في كوباني وسيعيش أطفالنا بفخر واعتزاز وهم يتعلمون لغتهم الأم ويسردون نشيدهم الوطني دون خوف، إضافة إلى ذلك ستبقى الراية الكردية مرفوعة في سماء كوباني".
وفي ختام حديثها ناشدت عائشة أفندي جميع النساء في المشاركة بمرحلة الوجود واللاوجود وبأن يدافعن عن كرامتهن وأرضهن لدحر الهجمات على المنطقة.
من جانب آخر نددت باكيرة سنجار بهجمات الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا "ندين التهديدات والهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على مناطقنا ونرفضها، ونحن جاهزات في التصدي لها"، موضحة بأنه "بروح حرب الشعب الثورية سندافع عن حقوقنا ومناطقنا".
وعن تنظيمهم أمام الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على مدينة كوباني، أوضحت باكيرة سنجار أنه "منذ بداية الهجمات قمنا بتنظيم أنفسنا وشاركنا في حماية كوباني وعلى هذا الأساس نخرج كل يوم في المساء بدوريات على الحواجز ودوريات حماية بين الأحياء بالرغم من التحليق المكثف للطائرات المسيرة، فطائرات الاحتلال وأسلحتهم لن يزرعوا الخوف في قلوبنا".
وبينت أنه "نظمنا أنفسنا على شكل مجموعات، الأولى تبدأ من الساعة الثامنة مساءاً حتى 12 بمنتصف الليل، والثانية تبقى حتى الصباح وذلك من أجل حماية المدينة، وبمقاومتنا ونضالنا سنقضي على أهداف المحتل مثلما قضينا على داعش".
وأكدت باكيرة سنجار "لا يستطيع أحداً كسر إرادة شعب تسلح بفكر الديمقراطية والحرية، لذا سنقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية وندافع يداً بيد عن أراضينا".