بناء أساس المجتمع الديمقراطي يرتكز على نظام الكومينات

لفت الرؤساء المشتركون للمجالس وأعضاء الكومينات، إلى دور وأهمية الكومينات ضمن مشروع الأمة الديمقراطية، مؤكدين أن المرحلة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعديل وتفعيل الكومينات.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ يتم تنظيم نظام الإدارة الذاتية على أساس الكومينات والمجالس والهيئات والمجالس البلدية، والتي على عكس الأنظمة الاستبدادية، تستمد قوتها الإدارية من المجتمع، حيث يمثل الكومين بشكل مباشر إرادة المجتمع وتصبح الأساس لبناء مجتمع ديمقراطي واشتراكي.

يتم تنظيم الكومين على أساس 8 إلى 9 لجان، ويشمل نظام الرئاسة المشتركة، ولجان المرأة، والخدمات، المصالحة، الشباب، الثقافة، الاقتصاد، الدفاع والصحة. توجد الكومينات في كافة أنحاء إقليم شمال وشرق سوريا، وحسب معايير المجتمع الديمقراطي يجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يشارك في تنظيم الكومين، ويوجد في مدينة الحسكة 270 كوميناً وفي مدينة تل تمر 156 كوميناً.

 

حاولت الأنظمة الحاكمة القضاء على الثقافة الجماعية ضمن المجتمع

تعتمد طريقة تأسيس الكومين على الواقع الاجتماعي. في الماضي، عندما كانت تنشأ مشكلة أو فرح أو حزن في قرية ما، كان الأشخاص الكبار في السن والذين لديهم القدرة على الإدارة يتعاملون على الفور مع المشكلة. وأيضاً، عندما تحتاج الأسرة إلى المساعدة، مثل بناء المنازل أو الزراعة وما إلى ذلك، كان القرويون يساعدون بعضهم البعض بشكل جماعي ويخففون أعباء بعضهم البعض. فيما بعد، حاولت الأنظمة الحاكمة إزالة الثقافة الجماعية من المجتمع، وعزل المجتمع عن بعضه، ليقوم كل شخص بملاحقة مصالحه الخاصة، ولكن في نموذج القائد عبد الله أوجلان، تم اعتماد الكومين كأساس حيث يجب أن يقوم كل فرد في المجتمع بالعمل من أجل الجماعة وأن تعمل الجماعة من أجل كل فرد بروح جماعية. يتم تعريف الكومين على أنه عودة إلى جوهر الحياة الحقيقية للمجتمع الطبيعي.

بعد ثورة روج آفا، تم تأسيس نظام الكومين في عام 2014 بهدف إعادة المجتمع إلى طبيعته هناك مقولة مثيرة للاهتمام للقائد أوجلان وهي "إذا خرجت من السجن، فسوف أصبح عضواً في كومينتي". وفي هذا الصدد، قام الرؤساء المشتركون للمجالس وأعضاء الكومينات بتقييم أهمية الكومينات وتفعيلها.

 

"الكومين هي عودة إلى جوهر المجتمع"

صرحت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة تل تمر كوليخان صوفي، بأن الكومينات هي أساس وقاعدة نظام الأمة الديمقراطية "في ثورة روج آفا، أُنشئ نظام الكومينات لإرساء نظام الأمة الديمقراطية وتنظيم المجتمع بشكل سليم. في البداية، تم تأسيسها بشكل جيد وتم انتخاب لجانها. في ذلك الوقت، كان العمل والجهود تجري بشكل نشط، لكننا نعلم كيف أنه توجد هجمات على نظامنا. يحاول العدو تدمير هذا النظام بكل جهوده وتقسيم المجتمع. فخلال احتلال عفرين وبعدها احتلال سري كانيه، أُجبر الناس على الهجرة والنزوح، وكان للهجرة أيضاً تأثير على نظامنا، إلا أنه تم توطين المهجرين وأُنشئت كوميناتهم. في الوقت نفسه، تسببت الهجمات الأخيرة على مراكز الخدمات أيضاً في ضعف تنظيم الكومينات وتوفير الفرص".

ولفتت إلى دور الكومينات في حماية الأحياء "في ظلّ موجة الهجمات والاضطرابات الأخيرة التي شهدها مجتمعنا، نهضت الكومينات بواجبها في الحماية. حيث اعتبر الجميع أن الحماية واجب عليهم، وقاموا بحماية أحيائهم. هذه خطوة ناجحة، ويجب أن تنشط كل لجنة في الكومين بهذه الطريقة، فعندما تنشط الكومينات وتصبح فعالة، يُنظّم المجتمع أيضاً، ويجري حالياً التحضير لإعادة تأسيس أو تعديل الكومينات وتفعيلها من جديد، ولأن جميع المشاكل التي تنشأ كان من الممكن حلها لو كان الكومين نشط، لذا فإن إعادة تأهيل الكومينات هي مهمة أساسية في هذه المرحلة، ويجب أن يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه هذه المهمة وهذا العمل. سنعمل على تعديل وتفعيل كوميناتنا لمقاومة كل الهجمات على مجتمعنا لأن الأساس القوي والصحيح سيحقق نتائج جيدة وناجحة. بعد صياغة العقد الاجتماعي، كان التركيز الأساسي على الكومين، وقد تقرر في العقد الاجتماعي تعديل الكومينات وزيادة اللجان مثل لجنة العيش المشترك، لجنة عوائل الشهداء، لجنة جرحى الحرب والأسرى، لجنة الدين والمجتمع".

 

"يحتاج أعضاء المؤسسة إلى اعتبار أنفسهم جزء من كومونتهم"

بدورها أكدت زكية محمد، الرئيسة المشتركة لكومين "الشهيد مصطفى" في مدينة الحسكة على أهمية الكومين، مبينةً أنه يجب على كل عضو في المؤسسات أن يعتبر نفسه عضواً وجزءً من كومينه "مجتمعنا لا ينظر إلى الكومين إلا كمؤسسة خدمية هذا خطأ فادح فالكومين أساس نظامنا. إن لم نبنِه ونعمل فيه كما ينبغي فلن نتمكن من تعزيز نظامنا. إن مشاركة أبناء الشعب عن طريق الكومينات في مقاومة سد تشرين خير دليل على كيفية عمل الكومينات بروح الشعب الثوري. يمكننا القول إن بعض اللجان فاعلة، بينما البعض الآخر غير فاعلة. تكمن المشكلة في عدم فهم حقيقة الكومين، ومن الضروري أن يعتبر كل عضو في المؤسسة نفسه عضواً في كومينه، وأن يؤدي دوره ويدرك حقيقة الكومين".

 

"لجنة التدريب ضرورية ومهمة في الكومينات"

من جانبها قالت ليلى حسن، عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار "حيثما تنعدم الحياة الجماعية، تنعدم الأخلاق والتنشئة الاجتماعية، وتنشأ مشاكل كثيرة. إذا لم نُفعّل الكومينات فلن نتمكن من منع المشاكل الاجتماعية. مشاكل المرأة، والتنظيم، وتفكيك المجتمع من خلال الشباب حيث نرى كيف أنهم يحاولون تدمير مجتمعنا بالمخدرات، وما إلى ذلك. ستُحلّ هذه المشاكل بتفعيل الكومينات، فعندما تُفعّل سيصبح عمل المؤسسات أسهل وستُدار بكفاءة وشكل سليم".

وتابعت "اليوم، كلجنة التدريب، نركز على تغيير الذهنية والوعي. إذا لم تُفعل الكومينات فلن نتمكن من تحقيق نتائج جيدة في تغيير الوعي. وأيضاً، فإن مشكلة عدم فهم الكومينات هي مشكلة وعي، وكل المشاكل الموجودة تنشأ من وعي غير صحيح. ونحن كلجنة التدريب فإننا مسؤولون أيضاً عن تفعيل لجنة التدريب داخل الكومينات، وكل مجالاتنا ومؤسساتنا مسؤولة عن ذلك".