أطفال مركز آلان للأيتام... نريد العيش بسلام

يقول أطفال مركز قوس قزح "آلان" الذين أفقدتهم الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات عائلاتهم أن أمنيتهم هي العيش بسلام بعيداً عن الحرب والإرهاب

دلال رمضان 
كوباني ـ ، ليستطيعوا إكمال تعليمهم ومساعدة اليتامى عندما يكبرون. 
حُدد اليوم العالمي للطفل لأول مرة في عام 1954، ويتم الاحتفال به في 20 تشرين الثاني/نوفمبر منذ تلك اللحظة، ويهدف إلى تعزيز التعاون الدولي والوعي بين الأطفال حول العالم وتحسين رفاهيتهم.  
وكان الهدف الأساسي من هذا اليوم هو تحقيق دعم الأطفال من جميع الأعراق والمعتقدات والأديان، وإثارة الحكومات في جميع أنحاء العالم لإعطاء مزيد من الاعتبار لرفاهية سكانها الشباب، وأن يقترب كل طفل من التعليم ويكون لديه خيار الذهاب إلى المدرسة، كما يُنظر إلى تعزيز السلام والاحترام والاهتمام بالبيئة بين أطفال العالم على أنه ذو أهمية قصوى.
ولكن منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011 يعتبر الأطفال الشريحة الأكثر تضرراً خلال سنوات الحرب التي تشهدها سوريا عامةً من حيث تسرب معظمهم من المدارس لأسباب اقتصادية وأمنية، وجراء التهجير ويعيشون كضحايا حرب محرومين من جميع حقوقهم الأساسية في الحياة بالإضافة لفقدان أحد ذويهم.
وعلى ذلك افتتحت رابطة المرأة الحرة في روج آفا بشمال وشرق سوريا أول دار للأيتام باسم "قوس قزح "آلان" بإقليم الفرات في مدينة كوباني عام 2018، وتعود تسمية الدار إلى الطفل آلان والذي فقد حياته في عام 2015 غرقاً على شاطئ مدينة بودروم التركية أثناء محاولة عائلته الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية للجوء إلى إحدى الدول الأوربية. 
 
 
مركز قوس قزح "الان" الذي افتتح منذ ثلاثة أعوام كان يهدف لـ رعاية الأطفال اليتامى ومنع تعرضهم للاستغلال كما تقول الإدارية شيندا يوسف "نعمل على رعاية وإيواء الأطفال اليتامى الذين فقدوا ذويهم خلال الحرب وأصبحوا مجردين من كل شيء، ولا يستطيعون العيش بمفردهم وبقوا في الشوارع وبات الخطر يلاحقهم ومعرضين للاستغلال على الدوام". 
ويضم المركز 12 طفل/ة من عمر حديثي الولادة إلى عمر 16 عاماً "عندما يبلغ الطفل 16 عاماً يصبح حراً في اختيار حياته ونمط العيش من حيث البقاء في المركز أو العمل خارجه من أجل الاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية ويبقى المركز دارهم متى أرادو العود إليه". مبينةً أن "هناك أمهات يقمن بتربية الأطفال الرضع بدءاً من إطعامهم وإدارة أمورهم ويبقين إلى جانبهم، فهنا رضيع لم يبلغ الأربعين يوماً". 
وعن الأماكن التي جاء منها الأطفال بينت أن "الأطفال من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، ويتم إحضارهم إلى المركز عن طريق هيئة المرأة ومؤتمر ستار اللذين يبحثان عن سجلات الأطفال من أجل التعرف عليهم والبحث عن أقاربهم والأماكن التي جاءوا منها ومن ثم يتم ارسالهم إلينا". 
 
تحضيرات المركز لليوم العالمي الطفل  
عن تحضيرات المركز لليوم العالمي للطفل تقول شيندا يوسف "نحاول بكل ما نستطيع إسعاد الأطفال بهذا اليوم وتعريفهم بحقوقهم وماهي القوانين التي وضعت لأجلهم، وتشجيعهم على التعليم"، مضيفةً بأن معلمات الميتم يقمن بتحضير العديد من الفعاليات في هذا اليوم ومنها تقديم الهدايا لهم واصطحابهم في نزهة إلى الحدائق وإقامة احتفالية خاصة لهم بالمركز. 
وفي ختام حديثها تمنت شيندا يوسف لجميع أطفال العالم العيش بحرية وسلام بعيداً عن الحروب والصراعات "أدعوا المنظمات الحقوقية للتقيد والالتزام بقوانينها التي أصدرتها بشأن هذا اليوم لتصبح واقعاً وليس فقط حبر على ورق وعليها أن تعمل على مساعدة الأطفال الذين يعيشون في مناطق الصراع". 
 
 
المعلمة شيرين بيري قالت إنها سعيدة جداً بتواجدها مع الأطفال وتقديم الرعاية لهم وتعليمهم "اعتبر الأطفال كأنهم فرد من أفراد عائلتي، ونحن هنا نحاول ألا نشعرهم بأي نقص".
وبينت أن كل طفل يحتاج لمعاملة خاصة لأن كل منهم مر بظروف صعبة جداً تركت أثراً سلبياً عليهم "يحتاجون لمعاملة خاصة وأسلوب مرن".
كما عبر أطفال المركز عن مدى حبهم للمعلمات وسعادتهم بالتواجد في المركز الذي يعتبرونه منزلهم. 
الطفل أحمد خلف (12) عاماً وهو من بلدة القحطانية التابعة لمقاطعة كوباني، فقد والديه في بداية الحرب، عندما كانا متجهين نحو العاصمة دمشق بقصد تلقي العلاج. ويتواجد في المركز منذ عام 2018 يقول "أنا سعيد بقدوم اليوم العالمي للطفل لأننا نحتفل به هنا في المركز كل عام مع أصدقائي والمعلمات".
وتمنى أن تنتهي الحرب وأن يعيش بسلام "أمنيتي أن أصبح مهندس بترول عندما أكبر وأن نعيش بسلام وحرية".
فيما قالت الطفلة سناء حسن (14) عاماً وهي من مدينة كوباني وتعيش في المركز منذ قرابة العام أنها لا تعرف أي شيء عن والديها، وتحب مركزها كثيراً؛ لأنه يقدم لهم جميع أنواع الرعاية الصحية والتعلمية ولا يحتاجون أي شيء آخر "أحب الرسم وأرغب أن أصبح معلمة رسم عندما أكبر".
وتمنت أن يعيشوا كباقي الأطفال في العالم من دون خوف ويكملوا تعليمهم ويصبحوا أقوياء من أجل الاعتماد على أنفسهم ويساعدوا بقية الأطفال. 
فيما قالت الطفلة لميس فراس (7) أعوام والتي فقدت والديها في مدينة الرقة أثناء سيطرة مرتزقة داعش عليها "لقد فقدت والدي في الحرب وأصبحت يتيمة، ولكن عندما أتيت إلى هنا بدأت أشعر بالأمان واتلقى تعليمي"، وتمنت أن تنتهي الحرب، ولا تؤذي أصدقائها الذين تعودت عليهم وأصبحوا عائلتها.