انقطاع التيار الكهربائي فاقم معاناة النازحات في إدلب
فاقم انقطاع التيار الكهربائي معاناة النازحات في المخيمات بإدلب خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تخطت حاجز الأربعين درجة
سهير الإدلبي
إدلب ـ .
يزيد عدد النازحين في الشمال السوري عن 2 مليون نازح، ويبلغ عدد سكان المخيمات التي يصل عددها لأكثر من ألف مخيم نحو مليون و43 ألف نازح، ومن هذه المخيمات ما هو عشوائي أقيم على أرضٍ زراعية لا تحصل على الدعم أو المساعدات الإنسانية.
وتتطلع نازحات إدلب المقيمات في المدن والبلدات شمال إدلب للحصول على حق وجود الكهرباء في أماكن إقامتهنَّ بعد أن أرهقتهم تكاليف المولدات الكهربائية التي تعتمد في تشغيلها على البنزين والمازوت اللذين ازدادت أسعارهما بشكل كبير بعد انهيار قيمة العملة السورية أمام الدولار الأمريكي.
قالت سحاب الربيع (٣٥) عاماً وهي نازحة من بلدة حاس ومقيمة في مخيمات حربنوش أنها تفتقر مع أخريات منذ نزوحهنَّ لمعظم أنواع الخدمات الغائبة عن مخيمهنَّ لا سيما الكهرباء التي تعتبر حكراً على الميسورين في المخيم ممن يمتلكون ثمن ألواح الطاقة الشمسية التي انتشرت في فترة الحرب السورية كحل بديل وخيار وحيد في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وأضافت "لا نملك حتى ثمن ألواح الطاقة الشمسية، نعيش هنا حياة البداوة بكل تفاصيلها، فلا غسالات يدوية ولا برادات نضع فيها أطعمتنا التي سرعان ما تفسد في ظل ارتفاع درجات الحرارة". وتتساءل "إلى متى سنعيش على هامش الحياة وكأننا لسنا ببشر، الخيام لا تقينا الحر الشديد ولا نستطيع تأمين الكهرباء لتمنحنا بعض الهواء بتشغيل مروحة صغيرة ولا حتى بعض المياه الباردة".
وتطالب أن تكون المخيمات ضمن أولويات المشاريع التي يتم تنفيذها وخاصة الخدمية منها نظراً للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها ساكنيها "لربما ساهم وصول الكهرباء لخيامنا بالتخفيف من آلامنا ومعاناتنا اليومية ولو بجزء بسيط".
من جهتها تحاول صبحية القدور(٤٠) عاماً التأقلم مع حياة المخيمات بينما تعلم في قرارة نفسها أنهم لا يعيشون حياة طبيعية وسط عزلة خيامهم في تلك الجبال "الصماء"، فتقول "أحاول رش الخيمة ببعض المياه كل فترة لتعطينا بعض الرطوبة وسط هذا الحر، وبالنسبة للطعام فنعمل على عدم الاكثار من الطبخ كي لا يفسد ونضطر لرميه".
صبحية القدور نازحة من محافظة حمص منذ أكثر من سبع سنوات ومقيمة في مخيمات أطمة في إدلب، تعتبر أن سبع سنوات من المعاناة كفيلة بأن تجعلها تتأقلم مع هذا الوضع البائس مع عائلتها المؤلفة من زوجها وثلاث أبناء.
سميرة البيور (٥٥) عاماً وهي نازحة من مدينة معرة النعمان إلى مدينة سلقين تقول إنها مشتركة بالأمبيرات من إحدى المولدات القريبة من المنزل الذي استأجرته مع عائلتها في سلقين والتي تعيش كغيرها تحت وطأة غازات تلك المولدات السامة وأصواتها المزعجة، لتتمكن في النهاية من تشغيل غسالة صغيرة وحسب، حتى أنها تفكر بإلغاء اشتراكها قريباً نظراً لزيادة سعر الأمبير بشكل شبه يومي وهو ما بات يفوق قدرتها المادية على التحمل.
أما ربا الطويل (٢٩) عاماً وهي من مدينة سراقب ومقيمة في مخيمات سرمدا الحدودية فتنظر بشوق وحنين للأيام الماضية "أتوق للعودة لحياتنا السابقة قبل الحرب حين كنا ننعم بكهرباء متواصلة ولا نتوانى عن تشغيل أي أداة كهربائية متواجدة في المنزل والاستفادة منها، ولكننا اليوم عدنا لعصور ما قبل التاريخ فلا ماء ولا كهرباء ولا حتى غذاء".
وبينما تجهد بغسيل ملابس أبنائها في وعاء أمام باب خيمتها تتابع "نعيش واقعاً مريراً، فنحن هنا محرومون من أبسط حقوقنا في الحياة الكريمة". وتمضي لتشرح آلام شعب أضنته الحياة وظلمه المجتمع الدولي بعدم انصافه حتى اللحظة "في الأماكن الأخرى من العالم يعيش الإنسان تطوراً تكنولوجياً وينعم بتشغيل المكيفات الحديثة في هذا الجو الحار، بينما نعيش هنا حياة تخلو من كل مقومات الحياة، وتقتصر أحلامنا على امتلاك مروحة صغيرة تخفف عنا مصاعب هذا الحر الشديد".
تأسف المهندسة الكهربائية لميس العلي (٣٨) عاماً لعدم قدرة ساكني المخيمات من الاستفادة من الكهرباء "نتمنى أن تعود الكهرباء بشكل عام لكافة نواحي المنطقة، فالكهرباء حياة بعينها وحيث تتواجد يزيد الإنتاج ويزداد رقي الناس وتتحسن أحوالهم الاقتصادية وتقل معدلات الفقر"