الثامن من آذار... يوم للتذكير بإنجازات النساء في كافة المجالات

أوضحت العضو في منسقية مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا عائشة محمود أن ما يميز احتفالات الثامن من آذار/مارس في مناطق شمال وشرق سوريا هو التنوع بين المكونات

ليلى محمد
قامشلو ـ ، مشيرةً إلى أن تحقيق المساواة وتشكيل مجتمع أخلاقي حر وديمقراطي لا يمكن تحقيقه إلا بتحقيق حرية المرأة.  
تحتفل غالبية الدول في الثامن من آذار/مارس سنوياً بيوم المرأة العالمي، وذلك بهدف إحداث تغيير إيجابي وتحقيق التكافؤ والمساواة بين الجنسين، واحترام المرأة وتقدير إنجازاتها في كافة المجالات.
وتعطي كل دولة طابعها الرسمي للاحتفال بهذا اليوم من خلال الخطابات والمؤتمرات التي تتناول حقوق المرأة ومطالبها ومشكلاتها وإنجازاتها، أما نساء شمال وشرق سوريا فتحتفلن بهذا اليوم على طريقتهن الخاصة، إذ تقوم النساء والمؤسسات الخاصة بالمرأة بتنظيم عدة نشاطات وفعاليات قبل أيام من الثامن من آذار/مارس. 
وفيما يتعلق بهذا اليوم قالت العضو في منسقية مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا عائشة محمود أن "يوم الثامن من آذار هو يوم عالمي يحتفل به العالم بأكمله وهو يوم تحقيق العدل والمساواة بين الرجل والمرأة، وهناك الكثير من النساء اللواتي ناضلن من أجل هذا اليوم أمثال كلارا زيتكين وهي أول امرأة دعت للاحتفال بيوم المرأة العالمي، وناضلت بكل إصرار وعزيمة لتحقيق المساواة بين الجنسين سواء كان من ناحية العمل أو المجالات الأخرى، وإلى جانب كلارا زيتكين كان هناك العديد من الحركات والتنظيمات النسائية سعت وناضلت على مستوى العالم والشرق الأوسط، وعلى مستوى شمال وشرق سوريا أيضاً، والنضال لا يزال مستمراً حتى الآن".
وأشارت عائشة محمود إلى أن الثورة التي اندلعت في التاسع عشر من تموز/يوليو 2012 عرفت وسميت بثورة المرأة وذلك بفضل مقاومة النساء في شمال وشرق سوريا، ومشاركتهن في كافة المجالات "إننا كنساء شمال وشرق سوريا خلال ثورتنا قمنا بتحقيق إنجازات كبيرة منها أن تكون المرأة رئيسة مشتركة في جميع المؤسسات وذلك بهدف تفعيل دورها المميز ضمن المجتمع، ومن أهدافنا الأساسية تحقيق المساواة بين الجنسين في كافة الحقوق والمجالات، لهذ نعتبر أن يوم الثامن من آذار يوم عالمي نحتفل به ونزيد من خلاله إصرارنا ومقاومتنا ونضالنا".  
وتابعت "في يوم الثامن من آذار تقوم النساء والحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا بتنظيم فعاليات واحتفالات عدة للاحتفال بهذا اليوم، لإثبات أهميته للنساء بشكل عام، ولتحقيق العدل والمساواة في جميع المجالات بين جميع أفراد المجتمع والمرأة خاصةً، فالمرأة قبل اندلاع الثورة كانت مستبعدة من كافة المجالات وخاصةً الإدارية والسياسية منها، لهذا نحتفل بهذا اليوم بهدف دخول المرأة في جميع المجالات ومشاركتها في الإدارة والسياسة ليكون لها الرأي وحرية التعبير، واستلام الإدارة لبناء مجتمع يتخذ من المساواة بين الجنسين أساساً له".
وتقول عائشة محمود أن هناك حركات وتنظيمات نسائية في شمال وشرق سوريا تنظم فعاليات خاصة بهذا اليوم وذلك لزيادة النشاط والدعم للفعاليات الأساسية، وإيصال صوت نساء المنطقة إلى العالم أجمع لتعم المساواة والعدل والسلام في العالم "بالرغم من جميع الثورات التي اندلعت والمقاومة والنضال التي ابدتها النساء خلالها، لا زلنا نرى ضعف وانحياز من ناحية فرض الرجال أنفسهم على النساء في بعض المؤسسات ومحاولة إبعادهن عن عدد من المجالات، لذا فإن اتحاد الحركات والتنظيمات النسائية وتعاونهن يداً بيد في الفعاليات والمناسبات يجعل وصول صوت نساء المنطقة اللواتي يستطعن أن يكن حرات يخلقن المساواة والعدل، أسهل بكثير، فتحقيق المساواة وتشكيل مجتمع أخلاقي حر وديمقراطي لا يمكن في العالم إلا بتحقيق حرية المرأة". 
وفيما يخص الاحتفال بيوم الثامن من آذار/مارس قبل اندلاع ثورة المرأة وبعد اندلاعها في مناطق شمال وشرق سوريا تقول عائشة محمود أن هناك اختلاف كبير في احتفالات الثامن من آذار/مارس "قبل اندلاع الثورة كان النظام السوري يمنع احتفالات الحركات النسائية باليوم العالمي للمرأة، فعندما نتحدث عن نظام قمعي فمن المؤكد أنه لن يسمح للمرأة أن تصل إلى النجاح وأن تأخذ دورها في المجتمع، أو أن تحتفل بإنجازاتها وإيصال صوتها للعالم، ولهذا السبب كانت الحركات النسائية تعمل على تنظيم الاحتفاليات بيوم الثامن من آذار بشكل سري". 
وأكملت عائشة محمود حديثها موضحةً أنه "عندما نتحدث عن مرحلة الوصول إلى الثورة التي سميت بثورة المرأة فمن المؤكد أنه سيكون هناك اختلاف عن مرحلة ما قبل الثورة، فالآن وبعد اندلاع الثورة وأخذ المرأة مكانتها في جميع المؤسسات والمجالات أصبحت تقام احتفالات يوم 8 آذار بشكل جماهيري كما وأصبحت الكثير من النساء ترغبن بتنظيم الاحتفالات والفعاليات والأنشطة لتتمكن من إيصال صوتهن إلى العالم".
من مميزات احتفالات الثامن من آذار/مارس في مناطق شمال وشرق سوريا، أيضاً تنوع المكونات إذا تقول عائشة محمود أن لانضمام النساء من جميع المكونات لهذه الاحتفالات أهمية كبيرة "من خلال انضمام جميع النساء إلى احتفالات الثامن من آذار تتأكد أهمية ثورة شمال وشرق سوريا، إذ أصبحنا نشكل تكاملاً وتكاتفاً بين جميع المكونات، ونشهد على ما أحدثته ثورتنا من تضامن وتغيير في الحركات النسائية التي لم يكن لها أي دور في ظل حكم النظام، وتأثير عدم الاعتراف بالعديد من المكونات آنذاك، فبعد اندلاع ثورتنا تغيرت النمطية وأصبح المجال مفتوحاً أمام جميع المكونات".
وأضافت "أرادت المكونات أن تنظم نفسها وأن تلعب دورها ضمن المجتمع والثورة لإثبات وجودها وأخذ مكانتها، كما أرادت النساء أيضاً أن تصلن إلى حريتهن فهن أيضاً جزء ومكون أساسي من هذا المجتمع. هدفنا الأساسي في ثورة شمال وشرق سوريا هو تكاتف وتلاحم المكونات مع بعضها البعض، وبالتالي فكلما كان الانضمام للحركات النسائية والمكونات الأخرى أكبر، فسنتمكن من إيصال صوتنا للعالم بشكل أكبر، ومن خلال اتحادنا وتكاتفنا أيضاً نستطيع أن نوصل صوتنا كنساء، للذهنيات السلطوية والأنظمة المستبدة التي تسعى إلى كتم صوت المرأة وتحد من أعمالها وحريتها".
واختتمت عائشة محمود حديثها مهنئة جميع نساء العالم ونساء شمال وشرق سوريا خاصةً اللواتي قدمن الكثير من التضحيات، بمناسبة يوم الثامن من آذار/مارس اليوم العالمي للمرأة "نطالب جميع النساء في كافة أنحاء العالم أن تزدن من وتيرة نضالهن لنتمكن من الوصول إلى الهدف الذي نطمح إليه، وإيقاف الحروب، وليعم السلام على العالم، ونحقق المساواة والعدل بين جميع أفراد المجتمع".