"العراقية هنا"... لدعم النساء الناجحات في العراق

بعد عام ٢٠٠٣ أصبح هناك توجه للعمل المنظماتي سواء كان التوعوي أو الإنساني الإغاثي، بينما ينفرد فريق "العراقية هنا" بالتثقيف النسوي من جهة ودعم المرأة الناجحة من جهة أخرى، بالإضافة إلى نشاطات أخرى

غفران الراضي 
بغداد ـ .
لم تكتفي رئيسة فريق "العراقية هنا" المهندسة شيماء بهزاد البالغة من العمر 39 عاماً، وهي أم لطفلين، بحياتها ومسؤولياتها الاعتيادية، بل قررت أن تكون مسؤولة عن إظهار الصور المشرقة للمرأة العراقية.
وحول فكرة إنشاء فريق "العراقية هنا" المسجل ضمن المنظمات الحكومية رسيماً، تقول شيماء بهزاد لوكالتنا "تكونت لدي فكرة إنشاء فريق العراقية هنا، لاهتمامي بشؤون المرأة وخاصة نساء العراق المبدعات في مختلف المجالات".
وعن سبب هذا التوجه والفكرة تقول "كان هدفي تعريف المجتمع بنجاحات المرأة بأبهى صورها، وأيضاً خلق روح من الطموح لدى الفتيات، فالمرأة المثقفة والناجحة مصدر إلهام وقوة ومثال أعلى لقريناتها".
وعن أهمية توعية الفتيات لخلق حافز النجاح، تجد شيماء بهزاد أنه "هناك تقصير إلى حد ما من قبل العوائل والمدارس في تثقيف الفتيات في مواضيع تخص حقوقهن وواجباتهن تجاه المجتمع وتطوير امكانياتهن ليكن منتجات".
فبحسب شيماء بهزاد الوعي بالحقوق يجعل المرأة تقدر نفسها ومكانتها إن كانت ابنة أو أخت أو زوجة أو أم، ويخرجها من تحت سيطرة الرجل واستغلاله لها ضمن أعراف بعيدة عن الحق الإنساني، وكذلك تعريفها بواجباتها لحمايتها من الرجال الذين يحملون النساء فوق طاقتهم بحجة الواجب، وتضيف "لقد رسم فريقنا خطة لتوعية الفتيات بحقوقهن وواجباتهن عن طريق ورش توعوية".
وعن فريق العراقية هنا الذي يضم عشر ناشطات والمئات من النساء المبدعات، تقول شيماء بهزاد التي بدأت بالعمل الميداني بعد تأسيسها للتجمع في عام 2019، "ننظم العديد من النشاطات لخدمة المجتمع، الهدف منها خدمة الشرائح ذوي الحاجة من جهة ودمج النساء المبدعات بالمجتمع من جهة أخرى، لتكون المرأة الواعية المثقفة هي المتصدرة للحدث".
وتوضح شيماء بهزاد أن الفريق الميداني يلتزم بأخذ الموافقات الحكومية الأصولية لكل حملة أو زيارة يقومون بها، ويؤمنون الاحتياجات الضرورية للمكان المنشود زيارته ويقدمون المساعدة له سواء أكان مشفى أو دار أيتام، فمثلاً قبل زيارتهم لدار الأيتام يقومون بتسجيل عدد الأطفال المتواجدين في الدار وأعمارهم واحتياجاتهم، لتقديم ما يحتاجه الأطفال خلال الزيارة دون أي عقبات.
وعن حملة "ادعم العوائل المتعففة" التي أطلقها فريق العراقية هنا، تجد شيماء بهزاد أن حملات إغاثة العوائل الفقيرة والنساء تحديداً تحتاج لوجود المرأة كون المرأة تعد مصدر ثقة للمرأة، بالإضافة إلى خوف وتحفظ بعض العوائل الفقيرة من تواجد العنصر الذكوري بحسب العادات والتقاليد، "لقد قام فريقنا بأكثر من 50 حملة إغاثة للعوائل المتعففة ودور الأيتام ومخيمات النازحين، وكذلك لمساعدة الأطفال المشردين، تنوعت ما بين تقديم المواد الغذائية والملابس والهدايا للأطفال".
ومن جانب آخر تعتبر شيماء بهزاد أن الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا رميا بثقلهما على مرضى السرطان في العراق، تقول "زادت معاناة مرضى السرطان في العراق، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة وانتشار وباء كورونا، كون المرضى يمرون في حالة من تذبذب صحي وقلة الاهتمام بهم من جهة، وتوفير احتياجاتهم من جهة أخرى، وهو ما جعل حياة مرضى السرطان في خطر".
وعن دورهم في دعم هؤلاء المرضى، تقول "نحن كفريق العراقية هنا، قمنا بدورنا كفريق إغاثة، أي قمنا بأكثر من 15 حملة خاصة لمرضى السرطان، تعتمد حملاتنا المعنية بمرضى السرطان وخاصة الأطفال منهم، بالدرجة الأولى، على توفير المستلزمات الطبية وبعض الأدوية، وتقديم هدايا بسيطة للأطفال لإثارة بهجتهم، ونركز على توفير الأطعمة المناسبة لوضعهم الصحي".
وتؤكد شيماء بهزاد على أهمية زيارة ومتابعة حالة ذوي الاحتياجات الخاصة من النساء ليشعرن بالقوة، إضافة إلى دور المسنين، "كان لنا ما يقارب ٣٠ زيارة لمراكز ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ودور المسنين، وهي من أهم وأروع الزيارات والحملات الإنسانية، لأنها تخلق طاقة إيجابية على العطاء وحالة من التوازن النفسي".
وحول النشاطات التي قام بها فريق "العراقية هنا" تقول شيماء بهزاد "نظم الفريق العديد من النشاطات لتوحيد صف مكونات المجتمع من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات وغيرها، وأيضاً نشاطات خاصة لدعم الموروث الحضاري، ونشاركهم في الأعياد والمناسبات الخاصة".
وتشير إلى أن "العراقية هنا" استطاعت مع عضواتها إنجاز العديد من النشاطات الثقافية والمهرجانات وورش العمل في مختلف المواضيع التي تهم البلاد، منها نشاط حمل عنوان "نصححها"، الذي ركز على انتشار الإشاعات الكاذبة وكيفية كشفها ومحاربتها، ضمن ورشة "الرصد الإعلامي وكشف الأخبار المزيفة" في كلية الفارابي بحضور عدد من فريق "العراقية هنا"، كما وأقيم مهرجان في السابع من تموز/يوليو الماضي لتكريم عدد من النساء المبدعات من جامعة التكنولوجيا في بغداد.
كما وتهتم شيماء بهزاد بنشر فعاليات وإنجازات عضوات الفريق المبدعات عبر مدونة تحمل اسم الفريق على مواقع التواصل الاجتماعي، "مواقع التواصل في السنوات الأخيرة لعبت دوراً مهما لنصرة قضية المرأة سواءً في مسألة رفع المظلومية والارتقاء بقضيتها ونجاحاتها، ولكن هنالك قصور في النشاط الاعلامي، فأنا أؤمن بحاجتنا للإعلام العكسي ليقف بوجهه كل ما يشوه صورة المرأة العراقية، فللمرأة العراقية دور مهم في بناء البلاد، ولعل هذه من أهم ما يشغل بال العراقية هنا".
وتسلط مدونة "العراقية هنا" التي أنشأتها شيماء بهزاد عام 2018، الضوء على أبرز نساء المجتمع وأنشطتهن، ونشر سير ذاتية لنساء عراقيات من كافة المجالات كـ طبيبات ومهندسات وكاتبات وصحفيات وناشطات.
وتؤكد شيماء بهزاد أن المرأة العراقية هي رمز السلام، "المرأة العراقية هي رمز السلام والأمان في كل الحقب التي مر بها العراق، ومن هذا المنطلق نظمنا العديد من النشاطات بمشاركة عضوات الفريق من مختلف الانتماءات، كزيارات لدور العبادة المختلفة والمشاركة في المناسبات، وكذلك تنظيم نشاطات إنسانية في مناطق متعددة لمختلف المكونات وغيرها، جميع هذه الأمور تساهم في غرس المودة والاحترام بين مختلف الأديان والطوائف والقوميات والانتماءات ضمن المجتمع العراقي".