'النساء تثبتن بقوة إرادتهن أن التمييز بين الجنسين لن يكون قيداً'

أكدت روناهي محمدي أن النساء أثبتن بقوة تفكيرهن وإرادتهن أن التمييز بين الجنسين لا يمكن أن يكون قيداً.

جوان كرمي

سقز ـ في العقود القليلة الماضية، مع دخول الفتيات الجامعات ومشاركتهن في المجتمع وساحات النضال في الشرق الأوسط، تم الحد من التمييز وعدم المساواة والتفكير الجندري إلى حد كبير، حيث أثبتت النساء بقوة تفكيرهن وإرادتهن أن التمييز بين الجنسين لا يمكن أن يكون قيداً.

للتعرف على القيود التي تطبق على النساء والفتيات في إيران من قبل المجتمع والحكومة على حد سواء، أجرت وكالتنا حوار مع روناهي محمدي وهو اسم مستعار لامرأة متعلمة من مدينة سقز تنحدر من عائلة سياسية. أدى النشاط السياسي لوالديها إلى حرمان العائلة من العديد من المزايا والتسهيلات للمواطنين العاديين.

 

ما هي أشكال التمييز والقيود التي يتم تطبيقها على النساء والفتيات بسبب العادات والتقاليد البالية؟

لاحظت التمييز بين الجنسين منذ طفولتي من قبل المجتمع لكني لم أكن أعلم أنه تمييز ولا أعلم لماذا يسألون عن الرجال والشبان ولا يسألون عن حال المرأة والفتاة، فعندما يكون أحد الأقارب لديه ست بنات يصلون من أجل إنجاب ولد، عندما كنا ذاهبين ذات مرة إلى مراسم جنازة كان الجميع يسألوني "هل والدك وشقيقك بصحة جيدة؟"، أو يسألون والدتي "هل ابنك وزوجك بصحة جيدة؟"، كنت دائماً أتساءل لماذا يركزون كثيراً على صحة الرجال وبقائهم على قيد الحياة؟.

كان والداي متعلمين وكانا مثقفين مقارنة بالجيران والأقارب ولم يعطوني أبداً الشعور بأنني لست صبياً أو أنه من المهم بالنسبة لهم أنه يجب أن ينجبوا ولداً من بعدي. بالإضافة إلى ذلك، هناك نساء في كردستان أسمائهن "كافية، بسة، انتها إلخ"، حتى يأتي بعدهن ولد وتكون هي الفتاة الأخيرة، وكانت والدتي واحدة من هؤلاء النساء.

وفي الصف الرابع، ذهبنا إلى حفل زفاف لعروسين في إحدى القرى المحيطة بمدينة ديواندره، وعرفت أن هذه عادات وتقاليد المنطقة التي تُعرف بـ "امرأة مقابل امرأة"، أي تتبادل عائلتان النساء دون أن يكون لهن الحق في الرفض أو الموافقة، وإذا تعرضت أحدهما للضرب، فيجب على الآخر أن ينتقم ويضرب زوجته.

كان شعري قصير في الغالب حتى المدرسة الإعدادية، ولم يكن لدي أي قيود في ركوب الدراجات وممارسة كرة القدم، لكن كان على صديقاتي ارتداء الأوشحة والتنانير من الصف الثاني أو الثالث. لم يكن لديهن الحق في ركوب الدراجة. كان عليهن دائماً الاعتناء بأنفسهن حتى لا يضرهن أحد أي الحفاظ على غشاء البكارة.

 

إلى أي مدى ترين أن الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة هو نتيجة التبعية الاقتصادية؟

يلعب الاستقلال المالي دوراً كبيراً في اختيار المرأة لمسار الحياة. إن 90% من النساء تتعرضن لعنف نفسي وجسدي في معاشرتهن سواء قبل الزواج أو بعده أو في حالة الطلاق، بسبب نقص الدعم والظروف المالية، أو عدم الثقة في العيش بشكل مستقل.

حتى النساء العاملات لا تجرؤن على الطلاق أو العيش بمفردهن. الضغوط العرفية، اللوم الأسري، الافتقار إلى الأمن المالي والحياتي أجبرت العديد من النساء على تحمل الحياة الزوجية وجميع أشكال العنف وعدم المساواة.

في الزواج، تتجلى ذروة تسليع المرأة في شراء الذهب والملابس والمهر، وعلى النقيض من عدم المساواة في الحقوق في الطلاق وحضانة الأطفال واختيار مكان للعيش والتعليم المستمر والعمل، والسفر ومغادرة البلاد، وما إلى ذلك، هي تمييز صعب، مما يجعل المرأة أكثر إحباطاً.

 

تعتبر انتفاضة Jin jiyan azadî نقطة تحول تاريخية في حياة المرأة، هل يعكس صدى صوت الانتفاضة مطالب النساء؟

بفضل قوتهن في التفكير والإرادة، تمكنت النساء من إثبات أن التمييز بين الجنسين لا يمكن أن يكون قيداً وأنه لا يوجد فرق من حيث المبدأ، وكل هذ التمييز ناتج عن عقلية المجتمع وتنشئته.

وفي السنوات الأخيرة، على الرغم من وعي الإعلام والمجتمع بالقضايا ومقارنتها مع الدول الأكثر تقدماً، أرادت النساء الحرية والمساواة، فإن مقاومتهن في جميع مجالات الحياة جعلتهن أقوى، ولم يعد الخجل والتواضع والاضطهاد من الخصائص الإيجابية للمرأة، بل أصبحت أكثر جرأة وعزماً على النضال من أجل حقوقها، ناهيك عن مجتمع غارق حتى أعناقه في وحل الأفكار الأبوية.

فالنساء في شرق كردستان أكثر جرأة وحرية من مناطق أخرى وقد استطعن ​​إثبات أنفسهن في العالم والمجتمع بسبب وجودهن في ساحات النضال. وكان للمرأة حضور غني بالألوان في الانتفاضة الأخيرة وخلقت عقلية ثورية في نفسها والآن ستثبت عملياً هذه الحقيقة للمجتمع.

ومن الضروري تواجد النساء بشكل أكبر في ميادين الثورة حتى تتحقق الحرية والمساواة. كان هناك رجال لم يسمحوا لأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم بالتواجد في الشارع، ولكن الآن الوضع مختلف في البلاد حيث يدعم الرجال نسائهم بترديد شعار "Jin jiyan azadî"، وعلينا أن نطالب بحقوقنا بشكل يومي حتى تتمتع المرأة بكافة حقوقها في جميع المجالات الحياتية.