'العمل مع مرضى التوحد قصة نضال مستمر'
لتوفير الرعاية الصحية الكاملة للأطفال المصابين بالتوحد في الجزائر، تقوم جمعية الترجي إسبيرنس أقبو، مع الكثير من المنظمات المدنية بالتكفل بهذه الفئة.
نجوى راهم
الجزائر ـ نتيجة الضغط العددي المتزايد لمرضى التوحد في الجزائر، وبسبب نقض الإمكانيات المادية للتكفل واحتواء هذه الفئة، ومرافقتهم وتوجيههم إلى الطريق السليم، تعمل الكثير من منظمات المجتمع المدني على توفير طواقم طبية وعلاجية ونفسية واجتماعية، وتقديم خدمات أفضل لمساعدة هؤلاء الأطفال.
تتكفل جمعية الترجي "إسبيرنس أقبو" بمرضى التوحد منذ عام 2016، حيث تم استخدام مركز خاص بالجمعية لمساعدة الأطفال المصابين، وتوفير الرعاية الاجتماعية الكاملة لهذه الفئة حسب ما قالته رئيسة الجمعية مديحة بن علي "نوفر المرافقة النفسية للأطفال وأوليائهم بمساعدة أطباء نفسيين ومختصين في علم النفس، بالإضافة إلى مساعدة الأطفال بتخطي العجز من التواصل الاجتماعي".
وأضافت "تقوم الجمعية بمرافقة النساء ضحايا العنف والطلاق اللواتي لديهن أطفال مصابون، من خلال التكفل المادي والمعنوي بالمركز الذي قمنا بتطويره لاستقبال واحتواء عدد أكبر من الأطفال"، مشيرةً إلى أن "المركز يحاول تقديم خدمات صحية واجتماعية لتوعية أولياء المصابين بهذا المرض ودعم هذه الفئة من الأطفال، فأنا أيضاً لدي ابن مصاب بالتوحد وبفضل ابني قدمت الكثير لهذه الجمعية حتى تطورت شيئاً فشيئاً لتصبح اليوم مركزاً كبيراً لاستقبال أكبر عدد ممكن من المصابين".
وأوضحت مديحة بن علي أن "مسألة العمل وتقديم خدمات جيدة لهذه الفئة نابع من نضال شخصي ويومي أقوم به وأنا مؤمنة بكفاءات وقدرات هذه الفئة التي تحتاج لعناية ورعاية، خاصة بتوفير الإمكانيات اللازمة للمرافقة والتوجيه الصحيح سواء بالنسبة للأطفال أو لأوليائهم"، مضيفةً أن "اختيار العمل والتطوع لخدمة هذه الفئة يتطلب الكثيرمن الجهد والوقت والقوة والإمكانيات والطاقة، وليس سهلاً أن تقدم كل هذا المجهودات أن لم يكن هناك حافز".
وأشارت إلى أن "المركز يستقبل حوالي 100 طفل مصاب بالتوحد ويتكفل بحوالي 50 بالمئة من الأطفال تكفل تام من تعليم وتدريب وتأهيل نفسي واجتماعي"، موضحةً أن الطاقم الإداري والطبي تم اختياره بعناية من أجل مرافقة هذه الفئة الحساسة والتي تتمتع نسبة كبيرة منها بقدرات خاصة يمكن أن تتطور وتحسن للأفضل.
وحول معرفة المعنى الحقيقي لمرض التوحد قالت "التوحد هو اضطراب في النمو العصبي، يمكن أن يظهر في وقت مبكر جداً من العمر، وتختلف خصائصه من شخص لآخر وتستمر طوال الحياة".
وقد قدرت منظمة الصحة العالمية نسبة انتشار مرض التوحد بـ 1% لدى سكان العالم، أما في الجزائر التي بلغ عدد سكانها 45.2 مليون نسمة في 1 تموز/يوليو 2021، حسب ما أعلنت عنه مديرية السكان التابعة لوزارة الصحة ومليون ولادة سنوياً، هناك أكثر من 450.000 شخص مصاب بالتوحد.