'الجائحة زادت حالات العنف الأسري في ظل غياب القوانين للحماية'
"ازدادت حالات العنف الأسري بسبب الإغلاق نتيجة جائحة كورونا، في ظل عدم وجود حماية قانونية من العنف، فنحن بحاجة إلى تكاثف الجهود لحماية النساء خلال الأزمات الصحية" تقول الناشطة المجتمعية تمارا حداد
تحرير بني صخر
رام الله ـ .
"هناك نساء يمتلكن المشاريع الفردية الصغيرة مثل التطريز والأعمال اليدوية الأمر الذي أثر على حياتهم الاقتصادية بسبب كورونا، وحتى الموظفات العاملات أخذن إجازة من غير مرتب للبقاء مع أطفالهن بسبب إغلاق الحضانات نتيجة كورونا والإغلاق المستمر" هكذا تحدثت الناشطة المجتمعية تمارا حداد لوكالتنا في حوار معها عن جائحة كورونا التي ازدادت بسببها حالات العنف ضد النساء، في ظل غياب قوانين تحميهن.
كونك ناشطة مجتمعية... كيف ترين مساهمة النساء في جائحة كورونا سواءً ميدانياً أو إدارياً؟
في ظل فيروس كوفيد ـ 19 ظهرت المواطنة بشكل واضح حيث ترسخت ثقافة المواطنة بأبعادها وبالتحديد البُعد الاجتماعي، بحيث أن المرأة لها دور مجتمعي تطوعي مدني، وتجلت صور العمل المجتمعي من خلال الفرق التطوعية النسائية ولجان الطوارئ واللجان الصحية لتفادي انتشار كورونا، حيث كان للنساء المتواجدات في البلديات أو لجان الإسناد مسؤولية مجتمعية ضمن إطار التكامل الإنساني والإرادة الذاتية التطوعية خلال جائحة كورونا، وحتى على مستوى العاملات والموظفات وربات المنازل كان لهن دوراً حقيقياً خلال الجائحة، بالتحديد ربات البيوت اللواتي كن يعملن ليل نهار خلال فترة الحجر الصحي مع عوائلهن، لكن تجربة النساء بحاجة لتفعيل أكثر حتى يكون لها دور فعال حقيقي خلال إدارة الأزمات والكوارث الصحية مثل جائحة كورونا.
إلى أي مدى تضررت النساء بجائحة كورونا، وخاصة من الناحية الاقتصادية؟
تبدو حالة عدم اليقين المحيطة بأزمة فيروس كورونا أكثر شدة، وتداعياتها الاقتصادية أكثر خطورة، نظراً إلى اتصالها مباشرة بصحة وسلامة أعداد كبيرة من البشر، لكن أمر الحظر الصحي بسبب كورونا أثر بشكل واضح على النواحي الاقتصادية وبالتحديد للعائلات الذين لا يملكون وظيفة عمومية وراتباً محدداً، الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار أحوالهم المعيشية وبالتحديد للعمال وأصحاب المحال التجارية الذين يعتمدون بالأساس على فتح محالهم وكسب الرزق منها، لكن عملية الاغلاق أدت الى قطع هذا الرزق والذي أدى بدوره إلى نقص في الأموال لهم وأيضاً أثر بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية والاقتصاد الفلسطيني بشكل خاص.
وهذا الأمر أثر على النساء العاملات بشكل يومي بحيث تضررن بشكل واضح وأصبح حالهن سيء، فلم يعد يوجد معيل يستطيع أن يحقق لهن الحد الأدنى من مستوى المعيشي.
هل هناك حماية لحقوق النساء ومساندة في ظل الجائحة؟
لا اعتقد أن هناك حماية لحقوقهن، وبالتحديد العاملات في القطاع الخاص التي تقبع داخل منزلها بسبب الحجر فبعض المدراء عمدوا إلى إقالتهن من عملهن، والبعض الآخر تركهن بدون مرتب بحجة عدم الدوام، رغم أن عدم ذهابهن للعمل هو بسبب الجائحة والظروف القسرية.
وبسبب الجائحة ازدادت حالات العنف الأسري داخل الأسر، في ظل عدم وجود حماية قانونية من العنف الذي كان في ازدياد، لذلك نحن بحاجة إلى تكاثف الجهود لحماية النساء خلال الأزمات الصحية والعمل بشكل جدي لحمايتها والدفاع عن حقوقها الشرعية والإنسانية.
وبحسب دراسة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2020، فأن أزمة كورونا أثرت على النساء والفتيات في فلسطين، وزادت نسبة العنف الأسري بشكل كبير خلال فترة الإغلاق التي فرضتها الحكومة الفلسطينية.
والجدير ذكره أن الرابطة العالمية للإبداع والعلوم الإنسانية كرمت الناشطة تمارا حداد، كإحدى أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2020، في المجال الإنساني والاجتماعي والثقافي والإبداعي.
من هي الناشطة المجتمعية تمارا حداد:
كاتبة وناشطة مجتمعية وعضو بلدية البيرة ومنسقة لجنة إسناد وإرشاد النسوية في بلدية البيرة التابعة لوزارة المرأة والحكم المحلي تمارا حداد (40) عاماً، جذورها من مدينة الخليل "عين سارة"، تحمل درجة البكالوريوس اقتصاد وسياسة من الجامعة الأردنية، وتحمل دبلوم دراسات فلسطينية عليا من جامعة ماليزيا، ودبلوم دراسات اللاجئين من أكاديمية اللاجئين الفلسطينيين، ودبلوم قانون دولي، ودبلوم صحافة، وماجستير إدارة وسياسات عامة من جامعة القدس المفتوحة.
ألفت كتاب "الحرية لن تصبح رماداً" والذي يتحدث عن قضايا الأسرى وذويهم، أصدر في عام 2016 من مركز أبو جهاد للحركة الأسيرة التابع لجامعة القدس أبو ديس.
وهي عضو هيئة إدارية لجمعيات عديدة ومؤسسات شبابية رياضية واجتماعية وبيئية وتعليمية، وعضو في الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام، وعضو في نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب والأدباء، وعضو باحث في الاتحاد العام للإعلاميين العرب المنبثق عن ميثاق الإعلام العربي المشترك التابع لجامعة الدول العربية.