الهجمات على عفرين... الكادر الطبي شاهد على الانتهاكات

أوضحت عضوة لجنة الصحة في مستوصف ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين رحمة حبش، أنه خلال عملها في القطاع الصحي خلال مقاومة العصر في مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا، كانت شاهدة على الكثير من المشاهد التي تقشعر لها الأبدان

 

روبارين بكر 
الشهباء ـ ، مشيرةً إلى أن الأهالي كان لهم دور كبير في مساندة الجرحى.
مع شن تركيا ومرتزقتها هجماتها على مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا، في 20 كانون الثاني/يناير 2018 استهدفت طائراته واسلحته الثقيلة كل شيء حي وجامد في المنطقة، أسفر عنها وقوع المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى كثيرون من باتوا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأخرون تشوهت وجوههم.
خلال تلك الهجمات كان للقطاع الطبي دور كبير في مساندة المدنيين والجرحى، فالكادر الطبي التابع للهلال الأحمر الكردي في عفرين كان دائم التواجد في جميع الأماكن التي تتعرض للقصف المستمر وكثيراً ما كانوا يتعرضون لغارات طائرات الاحتلال التركي.
 
"نتعرض للخطر في سبيل إنقاذ الجرحى"
عضوة لجنة الصحة في مستوصف ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين رحمة حبش كانت من المساندين للقطاع الصحي خلال مقاومة العصر، توجهت للكثير من القرى والنواحي التي تعرضت للقصف الهمجي، "استهداف الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين بأكثر من 72 طائرة حربية وهطول المئات من القذائف والآلاف من المرتزقة يبرهن أن هدفه ليس حماية أمن المنطقة كما أدعى إنما إبادة أهالي المنطقة بالكامل".
وتابعت "إن ما شاهدناه من استهداف مباشر للمدنيين والتجمعات السكانية في مركز عفرين وقرى ونواحي المقاطعة واستشهاد المئات، بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى، أثبت أن الدولة التركية سعت لاستهداف المدنيين بشكل مباشر وليس حمايتهم، وكان هدفها نهب وسرقة خيرات عفرين".
وأشارت إلى أن الدولة التركية لم تستثني أي نوع من الأسلحة خلال الهجوم على عفرين خلال الـ 58 يوماً، فقد استخدمت جميع أنواع الأسلحة حتى أنها استخدمت المواد الكيمياوية المحرمة دولياً.
 
مشاهد تقشعر لها الأبدان 
مضت رحمة حبش خلال مقاومة العصر في عملها الإنساني مقدمة الكثير من التضحيات، حتى باتت شاهدة على الكثير من الوقائع أثناء عملها في القطاع الطبي "أكثر المصابين والشهداء الذين كانوا يسعفون جراء القصف التركي لنقاط الهلال الأحمر الكردي كانوا مدنيين مع الآسف ومعظمهم أطفال".
وعن عمل والمجهود الذي قدمه القطاع الصحي في المنطقة أثناء مقاومة العصر تقول "سعى الهلال الأحمر الكردي وجميع الكوادر الطبية لتوسيع نقاطه وتواجد كوادره في جميع قرى ونواحي عفرين لكون الاحتلال التركي كان يقصف المنطقة بشكلٍ عشوائي والمدنيون كانوا أول الضحايا دائماً".
وحول أكثر المشاهد التي تأثرت بها خلال عملها تقول "خلال عملنا في مساندة المدنيين وإسعاف الجرحى ومداواتهم، تأثرت كثيراً بامرأة فقدت حياتها وهي حامل بجنينها إثر القصف، وفي قرية بعية اسعفوا للنقطة الطبية التي كنت أتواجد فيها أحد المدنيين وهو فاقد ساقه إثر القصف، لقد كان يبكي بحرقة ليس لألمه إنما خوفاً من أن يفقد حياته ويترك أطفاله ورائه، لقد توسل لي أن أعالجه ولا أدعه يموت خوفاً من عدم رؤية أطفاله مجدداً".
وتابعت "من المواقف التي أثرت عليَّ أيضاً كيف ساند أهالي عفرين المقاتلين كيف حملوا مقاتلتين من وحدات حماية المرأة إثر اصابتهم أثناء دفاعهم عن المنطقة على أكتافهم ليسيروا بهن في طريق طويل للوصول إلى النقطة الطبية في ظل القصف الهمجي والبرد القارص وانقطاع وسائل التواصل والنقل".
رحمة حبش خلال عملها في مداواة ومعالجة الجرحى كانت شاهدة على استخدام الاحتلال التركي ومرتزقته للسلاح الكيماوي في الكثير من قرى ونواحي عفرين، واستهدافها للنقاط الطبية في المنطقة، لافتةً إلى أنهم كانوا ينقلون نقاطهم الطبية من مكان لآخر في ناحية شيراوا إثر القصف، لافتةً أن الأهالي اصبحوا بدورهم مسعفين، "عندما اضطر أهالي عفرين للخروج منها، تعرضت القوافل على طريق قرية ترندة في مركز المقاطعة للقصف المباشر بالطائرات الحربية، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى لقد نقل الأهالي الجرحى على أكتافهم حتى الوصول إلى النقاط الطبية في الشهباء". 
 
اكتسبت القوة من المقاتلين والمدنيين الجرحى
ولفتت إلى أن العمل في القطاع الصحي عمل إنساني بالدرجة الأولى، لذا في الكثير من الأحيان خاطرت بحياتها خلال الهجوم، لإنقاذ حياة المدنيين والمقاتلين الجرحى، موضحةً أنها كانت تكتسب القوة من هؤلاء الجرحى اللذين كانوا يتحلون بمعنويات عالية رغم جروحهم وآلامهم. 
وناشدت رحمة حبش في ختام حديثها المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي بالخروج عن صمتها ووضع حد لانتهاكات وتجاوزات الاحتلال التركي بحق أهالي عفرين، ومحاسبتها على ما ارتكبته بحق أهالي شمال وشرق سوريا من سفك للدماء وتهجير وتدمير وسلب للحقوق.
والجدير ذكره أن الاحتلال التركي خلال الهجوم على مقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا، استهدف القطاع الطبي أيضاً ففي اليوم السادس والخمسون استهدف مشفى آفرين بمركز مقاطعة عفرين، الذي كان يأوي المئات من الجرحى في حالات حرجة.