أهالي كوباني يدعمون أهالي السويداء عبر حملة "بكر أحلى"

إيماناً بالانتماء السوري ووحدة مصير كافة المكونات والأطياف السورية، وتأكيداً على تضامن الشعب السوري بوجه الظلم والصعوبات والتحديات، انطلقت من مدينة كوباني مبادرة "بكرا أحلى" لدعم أهالي السويداء.

نورشان عبدي

كوباني ـ ارتأى مجموعة من الصحفيين والصحفيات والمثقفين والمثقفات والمحامين والمحاميات، وكذلك نشطاء مستقلين وفنانين في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا إطلاق مبادرة إنسانية على شكل حملة بعنوان "بكرا أحلى" بهدف تقديم المساندة لأهالي مدينة السويداء وبشكل خاص للأطفال والنساء.

في ظل الأحداث والمجريات التي تشهدها سوريا في الآونة الأخيرة تتعرض الطائفة الدرزية في مدينة السويداء جنوب سوريا منذ 13 تموز/يوليو للعديد من الهجمات والانتهاكات من قبل جماعات مسلحة تابعة لجهاديي هيئة تحرير الشام وما يسمى بـ "الأمن العام".

وارتكبت خلال الهجمات العديد من المجازر بحق الأهالي بطرق وحشية ومخالفة للمبادئ الإنسانية، وتأتي استكمالاً للمجازر التي ارتكبت بحق الشعب العلوي في الساحل السوري، وتعتبر هذه العمليات مربكة ومعرقلة لمسار السلام في البلاد، وانعكست على النساء والأطفال الذين يواجهون الحصار ونقص في المواد الأساسية.

 

حملة لدعم أهالي السويداء

ويؤكد أهالي إقليم شمال وشرق سوريا أنهم السند الحقيقي لكل الشعب السوري، وقد بادرت العديد من المؤسسات والشخصيات المستقلة لإعلان رفضها للهجمات، وأطلق مثقفو مدينة كوباني في 21 تموز/يوليو حملة "بكرا أحلى" لدعم ووحدة الشعب السوري، وتشمل أيضاً جمع مبلغ مالي من أجل تأمين مستلزمات الأطفال في مقدمتها مادة الحليب للرضع.

وقالت ليلى عبدي مراسلة فضائية روناهي في مدينة كوباني، وهي من المشاركين في الحملة "تابعنا ما حدث في الجنوب السوري، وبشكل خاص السويداء مما أعاد إلى ذاكرتنا العديد من المجازر التي ارتكبت على جغرافية سوريا من قبل الحكومة المؤقتة في الساحل بحق الطائفة العلوية والمجازر والمشاهد المصورة التي شهدتها السويداء، وهذا يثبت همجية ووحشية عناصر الحكومة المؤقتة، بالإضافة إلى مجموعة من المدعيين بأنهم عشائر سوريا".

وأكدت أن هذه المشاهد "بالفعل يدمى لها القلب ونحن نشعر بما يشعر به أهالي السويداء فقد مررنا بالعديد من الهجمات والانتهاكات والمجازر من قبل مرتزقة داعش والاحتلال التركي، وبحكم عملي في الإعلام كنت شاهدة على قتل العديد من الأمهات والأطفال".

 

"هدفنا ليس سياسي"

وبنيت أنه "من هذا الحس والمبدأ نحن اليوم كسوريين نتشارك الألم مع أهالي السويداء، لذلك ارتئينا نحن ومجموعة من العاملين في المجال الإعلامي والمحاماة وكذلك النشاط المدني والفني في مدينة كوباني إطلاق حملة بعنوان بكرا أحلى لجميع السوريين، ونرى أن غداً سيكون أفضل وأجمل لكافة المكونات السورية، وستساعد الحملة في كسر الحصار عن السويداء وإرسال مبلغ مالي من أجل تأمين الأساسيات وعلى رأسها حليب الأطفال، وسيرفق ذلك مع مساعدات إنسانية مرسلة من قبل الإدارة الذاتية".

وأثنت ليلى عبدي على التضامن الذي أبداه أهالي كوباني وتفاعلهم مع الحملة "بالرغم مما يعيشه أهالي سوريا عامة وبشكل خاص كوباني من ظروف معيشية صعبة وغلاء إلا أنهم يقدمون ما يستطيعون من أجل أطفال يحتاجون الحليب، وذلك بهدف إنقاذ حياة أطفال السويداء، لأننا أخذنا على عاتقنا مسؤولية دعم أطفال السويداء المنتظرين للحليب بفارغ الصبر، وحملتنا انتشرت لمناطق سورية مختلفة، وهنالك تعاون مع أشخاص يريدون توسيع الحملة ووضع صناديق من أجل دعم أهالي السويداء، وبقدر ما نستطيع سنعمل على توسيع الحملة لتضمن كافة المناطق في إقليم شمال وشرق سوريا".

وأوضحت أنه في مدينة كوباني ثلاث صناديق لجمع التبرعات، واحد في ساحة الحرية بشكل ثابت والثاني والثالث بمحلات تجارية مختلفة وهذين الصندوقين متنقلين كل يومين يتم تغيير مكانهما، وعبر مواقع التواصل الافتراضي يتم الإعلان عن المكان "كل مساء نخرج بالصندوقين إلى ساحات وطرقات معروفة كساحة المرأة الحرة وساحة السلام والحرية، وأيضاً الفنانين يشاركون بطريقتهم بهذه الحملة من خلال تقديم عروض موسيقية وعزف وهذا الشيء يعتبر دعم منهم لأهالي السويداء وجانب أخر من الحملة".

 

"ألم الدرزيات هو ألم الكرديات"

وتأمل الإعلامية ليلى عبدي الوصول للهدف المبتغى من الحملة "نرجو تأمين جمع مبلغ كبير لتأمين كمية كافية من الحليب للأطفال لإنقاذهم من الموت والجوع الذي يترصدهم نتيجة الحصار المفروض على المدينة".

وأكدت على ضرورة دعم المرأة للمرأة أينما كانت "نشعر بأهالي السويداء الذين تعرضوا للانتهاكات ومحاولات إذلالهم وإهانتهم، ونتضامن مع الذين سرقت ونهبت ممتلكاتهم، ولكن الشعور يبقى مختلف عندما نرى مشهد لامرأة أو طفل يتعرض للعنف والانتهاكات والتعذيب".

وترى أنه بالرغم من اختلاف الجغرافيا والمدينة والمكان والثقافات والطوائف والمكونات "تبقى المرأة تشعر بالمرأة ومن هذا المنطلق خصصنا هذه الحملة للأمهات والأطفال، فهناك مرضعات جف حليبهن من الخوف ومن خلال مبادرتنا سنكون سند الأمهات من المكون الدرزي".

وبينت الإعلامية ليلى عبدي أن "حملتنا ليس لها أي أهداف سياسية، بل الهدف الرئيسي هو دعم ومساندة أطفال ونساء السويداء ولو كان ذلك بشيء بسيط ومن الناحية المعنوية نؤكد من خلال حملتنا أننا سوريين جميعاً وشعباً واحداً، ونتوجه برسالة من هذا المنبر إلى نساء السويداء بأن ألم النساء الدرزيات هو ألم النساء الكرديات أيضاً، لأن الكرديات أيضاً تعرضن للخطف والسبي والقتل على يد مرتزقة داعش واليوم هنالك معلومات عن تواجد فلول داعش في جبهات السويداء ماي أي مامامبب يعني بأن هناك ألم ومأساة مشتركة، وأيضاً هناك مقاومة مشتركة تمثلت بحمل نساء السويداء للسلاح لحماية مدينتهن".

واختتمت ليلى عبدي حديثها بالتأكيد على أنه "سنستمر بمساندتهم من الناحية الوجدانية والمعنوية والعاطفية بقدر المستطاع، من خلال حملة بكرا أحلى الإنسانية فنحن أهالي كوباني نعلن دعمنا ومساندتنا للطائفة الدرزية في السويداء".