وسائل الإعلام تعزز حقوق المرأة وتناصر قضاياها

شددت الإعلامية سعاد أبو ختلة على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تغيير صورة المرأة في الإعلام، مطالبة بإقرار قوانين عادلة تحمي النساء والفتيات من العنف بأشكاله.

نغم كراجة

غزة ـ للإعلام دور أساسي وبارز في مناصرة قضايا المرأة ويعكس الواقع الحقيقي لمعاناتها ويسلط الضوء على الظواهر الشائكة التي تتعرض لها كالزواج المبكر والعنف بأشكاله في سبيل إعلاء صوتها ونصرتها، ويسهم في زيادة الوعي المجتمعي حول حقوقها بما يضمن وصولهن إلى قطاع العدالة الجندرية.

ترى الإعلامية في الشأن النسوي سعاد أبو ختلة أن الإعلام بكافة أنواعه يسعى إلى تحسين واقع النساء خاصة المكلومات والمهمشات ويشكل لهن حالة ثورية نحو التغيير المجتمعي وتحويل قضاياهن للرأي العام كما يبرز دور النساء في صناعة القرار داخل المجتمعات.

وأكدت على أن وسائل الإعلام المختلفة ساهمت في تغيير الصورة النمطية والتقليدية للنساء في ظل محاولات بعض الجهات الإعلامية إظهار الجانب المأساوي لهن والتغاضي عن إنجازاتهن في الميادين العامة "يسعى الإعلام إلى تسليط الضوء على قصص نجاح النساء بحيث تصبحن مؤثرات وملهمات لمثيلاتهن من أجل محاربة القالب التقليدي التي تتقوقع فيه المرأة وينعكس عليها إعلامياً".

وأشارت سعاد أبو ختلة إلى أنه "لابد من خلق مساحات واسعة لقضايا النساء في الحقل الإعلامي في ظل ارتفاع معدلات العنف الأسري وحالات الطلاق والقتل بدوافع الشرف"، مبينة أن هناك إقبال كبير للاطلاع على قضايا المرأة عبر الوسط الإعلامي.

ومن جانب آخر، أوضحت أن هناك ما يسمى بظاهرة استغلال النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهداف مادية بالدرجة الأولى "لاحظنا وجود انتهاك لخصوصية المرأة وفي نفس الوقت استخدامها للترويج الإعلاني وإظهار صورتها بطريقة سلبية بغية تحقيق أهداف معينة لا تصب في صالحها".

وفي الآونة الأخيرة تحولت الكثير من القضايا النسوية إلى الرأي العام وعرّجت على قضية الشابتين وسام وفاطمة العاصي اللتين غادرتا المنزل نتيجة تعرضهما للعنف الشديد والحرمان من والدهما، ونشر الإعلام تفاصيل معاناتهما ونظراً للتابوهات المجتمعية تم التعامل مع الموضوع بشكل قاس "قضية سام وفاطمة العاصي شائكة ومربكة بسبب ازدواجية المعايير وسيطرة التقاليد باعتبارها خلاف أسري".

ولفتت إلى أن الإعلام لم يتمكن من إنصاف النساء في بعض القضايا بسبب الثقافة الأبوية الراسخة والتي بدأت تنتشر عبر المواقع والتلفظ بعبارات تسيء للمرأة وتشجع على تعنيفها.

وحول التحديات والصعوبات التي يواجهها الإعلام واضطراره للتغاضي عن بعض القضايا تقول سعاد أبو ختلة إن "القضايا النسوية وخاصة التحرش الجنسي لا يستطيع الإعلام الاقتراب منها بسبب المنظور الأبوي الذي يحارب صورة المرأة الإيجابية والفاعلة"، مشيرةً إلى أن المجتمع يلقي المسؤولية والعقاب على المرأة بتهم غير صحيحة تمس الشرف في حال خرجت عن المنظومة التقليدية أو دافعت عن نفسها.

وتبين أن السبب الأساسي لاضطهاد النساء واستغلالهن هو عدم وجود قوانين تعالج ظاهرة العنف الموجه ضدهن "حتى الآن لا يوجد دستور فلسطيني واضح المعالم يحمي المرأة من العنف الأسري والإلكتروني أيضاً".

واستعرضت قضية مقتل الشابة إسراء غريب التي قتلت عام 2019 على يد شقيقها بذريعة "الشرف"، وتمكن الإعلام من تحويل قصتها للرأي العام وأثارت الأحداث جدلاً كبيراً بين صفوف المجتمعات العربية ولاقت القضية صدى واسع وصولاً للسلطات، ومطالبة الأهالي بمعاقبة الجاني بالرغم من ظهور فئة أيدت مقتلها وحرّضت على تعنيف المرأة ومعاقبتها بحجة خروجها عن التشريعات والعادات.

وشددت على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تغيير صورة المرأة في الإعلام والتطرق إلى القصص الناجحة والمؤثرة للنساء مما تعطي دافع إيجابي لهن "هناك ضرورة ماسة بتشبيك المؤسسات الإعلامية والنسوية وتوحيدها من أجل خلق إعلام أكثر إنصافاً ومساواة للنساء"، مؤكدة على أهمية وجود خطة عمل واضحة للتعامل مع الأزمات والطوارئ.

وفي ختام حديثها طالبت سعاد أبو ختلة بإقرار قوانين عادلة تحمي النساء والفتيات من ظاهرة العنف بأشكاله وخاصة الإلكتروني الذي بات يشكل خطراً حقيقياً عليهن في ظل التطور التكنولوجي الموسع وانتشار حالات الابتزاز والاستغلال في صفوفهن.