تونسيات تطلقن برنامج إذاعي للتوعية بحقوق المرأة

معاناة المرأة الفلاحة وقضايا الطلاق والانتحار وغيرها من المواضع التي تهم المرأة تطرح في البرنامج الإذاعي "نحن النساء" أول برنامج نسوي في مدينة نابل التونسية.

إخلاص الحمروني

تونس ـ يعد برنامج "نحن النساء" أو "Nous les femmes" الذي يقدمه فريق "نسوي"، منبر لرفع صوت المرأة التونسية عموماً والنابلية خصوصاً ويناقش قضاياها ويطالب بحقوقها، ويعاملها على أنها عنصراً أساسياً فيه وليس عنصر إضافي لتزيين ديكور البلاتوهات الإعلامية.

أطلقت مجموعة من الصحفيات البرنامج الإذاعي "نحن النساء" لإلقاء الضوء على قضايا المرأة ونجاحاتها، حيث قالت رئيسة التحرير والصحفية حذامي بوشيبة "انطلقت تجربتي الإذاعية منذ 3 سنوات بإذاعة "CAP FM" التي تعد الإذاعة الجهوية الأولى في نابل "الوطن القبلي" والتي تأسست في 24 آذار عام 2012 وهو تاريخ أول بث لها".

وعن فكرة برنامج مخصص للنساء قالت "بدأت فكرة برنامج "نحن النساء" أو "Nous les femmes" مع التفكير في إضافة برنامج صباحي ثاني، وقد ارتأينا في البداية أن نعد ونقدم برنامجاً متنوعاً مماثل للبرامج الموجودة في المشهد الإذاعي والإعلامي التونسي، لكن فضلنا أن نقدم برنامج مغاير يكون فيه جديد وبعيد عن التكرار لذلك قررنا تقديم برنامج مخصص للنساء، في البداية انتابنا شعور الخوف من الفشل ماذا سنقدم طيلة ساعتي البث المباشر؟ وماهي المواضع التي سنقدمها للنساء؟ وكيف سننظم الفقرات والوقت؟ بدأت بإعداد تقارير وجمعت إحصائيات كاملة على البرامج المخصصة للنساء في تونس وتفاجأت بعدم وجود أي برنامج وطني مخصص لهن بشكل كامل، لذلك كنت متأكدة أنها ستكون فكرة ناجحة أن أقدم برنامج نسوي".

وعن تفاصيل هذا البرنامج أوضحت أنه "انطلق بثه منذ سنتين ساعتين يومياً بفقرات مثل "حراير تونس" و"عيش حرة"، تهتم بالشأن الجهوي في محافظة نابل وبالتحديد منطقة الحمامات ومن ثمة شهد البرنامج توسعاً لافتاً"، مشيرةً إلى أنه "في البداية مثل هذا النوع من البرامج يشكل صدمة للمستمع الذي تساءل بدوره لماذا يتم تخصيص برنامج كامل يهتم فقط بالنساء، لذلك اضطر فريق البرنامج إلى توضيح أن المادة التي تقدم لا تهتم فقط بالنساء بقدر ما تسلط الضوء على قضايا تمسهن على غرار المواضيع التي لها علاقة بالصغار والكبار والرجال لكن الضيوف ستكن نساء منهن ناشطات وباحثات في علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة".

وأضافت "شكلت المرأة الفلاحة المصدر الحقيقي للبرنامج باعتبار قضاياها تمس شريحة واسعة من النساء في نابل وغيرها من المدن الداخلية، بالإضافة لمواضيع أخرى مثل الانتحار في صفوف النساء وارتفاع معدلات الطلاق التي أصبحت ظاهرة مفزعة، كل هذه المواضيع كانت محفزة لتطوير فكرة البرنامج، وفضلنا العمل الميداني حيث زرنا مدن وأرياف في الولاية واستندت مواضيعنا على شهادات حية من 4 أو 5 نساء تمسهن بصفة مباشرة مثل غلاء الأسعار والتعليم والطلاق".

وعن الصعوبات التي واجهت البرنامج قالت حذامي بوشيبة "في بداية المشوار واجه فريق البرنامج بعض العوائق مثل نقص عدد الصحفيين، فالفريق كان يتكون من صحفيتين فقط يقع على عاتقهما تقديم البرنامج يومياً، كما تقومان لساعات عددية بالتخطط لحلقة الغد لتقديم مادة إعلامية هادفة وذات محتوى جيد وتنفرد بتقديم المعلومة الآنية والصحيحة".

ونظراً لضيق الوقت قالت "قررنا في مرحلة أخرى تمديد البرنامج بساعة إضافية فالساعتين لم تعودا تكفيان لتمرير كل المواضيع والمداخلات، وقد وجدنا إقبالاً كبيراً من المستمعين ولقي البرنامج صدى جيد في نابل أولاً وعلى مستوى البلاد ثانياً، في البداية كنا سنقدم البرنامج باسم "للنساء فقط" ثم قلنا "انتن النساء" (Vous les femmes) وفي النهاية تم تسميته نحن النساء" لأننا جزء من النسوة فجميع الأعضاء هن نساء والمستمعات من النساء".

وأكدت إنهن كن السباقات لإطلاق برنامج "نسوي" لتظهر فيما بعد العديد من البرامج الإعلامية المشابهة "لاقت كل هذا البرامج تشجيع من فريق برنامجنا فمن الجيد أن تتعدد المنابر الإعلامية التي تعمل على إيصال صوت المرأة سواء كانت في المدن أو الأرياف وتناقش قضاياها وتهتم بنجاحاتها".

وبالعودة إلى برنامج "نحن النساء" أوضحت أنه "هناك برنامج يومي من 12 إلى الساعة 2 بعد الظهر يلقي الضوء على الجانب الجسدي والنفسي للمرأة خصوصاً ومختلف الشرائح العمرية عموماً حيث يتم استضافة أخصائي نفسي أو طب عام، وفي فقرة "حراير تونس" يتم التطرق لمواضيع اجتماعية بمشاركة باحثات في علم الاجتماع ومستشارات في الخدمة الاجتماعية لتحليل الظواهر الاجتماعية مثل علم الجريمة والانحراف والإدمان وبالإضافة للطلاق، وتم تخصيص فقرة "الفوندو" التي تهتم بالعادات والتقاليد إضافة لفقرة قصص النجاح وكان عنوانه في النسخة الأولى "ما أحلاني" والآن "للا البية" وهو مختار من أغنية تونسية (ومعني كلمة للا هي سيدتي أو مولاتي) وتم اختيار هذا الاسم إيماناً من فريق البرنامج بأن كل إمرة هي "بية" في مجالها سواء كانت فلاحة أو إعلامية أو ربة بيت أو صاحبة مشروع صغير، وهناك فقرة "كلمات" تهتم بالأدب أو الثقافة ويختتم البرنامج  بـ "الكلمة الحلوة" مع إحدى المدربات التربية البشرية" .

 

 

من جانبها قالت الصحفية ومعدة برنامج "نحن النساء" نورهان بكار "أعمل في هذا البرنامج منذ سنتين، لم يكن هناك سوى صحفيتين نقوم بالإعداد ثم أصبحت أقوم بذلك لوحدي في البداية واجهت صعوبة لكن مع تشجيع الجميع نجحت في إعداد مادة إعلامية ذات محتوي هادف، وفي الأشهر الثلاثة الأولى رفضت النساء الظهور الإعلامي والتحدث عن قضاياهن لكن مع مرور الوقت تغيرت هذه النظرة فقد بات البرنامج يقف إلى جانبهن ويناقش مواضيعهن ومشاكلهن ويبحث لهن عن حلول".

وعن كيفية اختيار المادة الإعلامية قالت "كل فقرة مخصصة لمناقشة موضوع معين سواء في الاقتصاد أو الفلاحة أو السياسة والاجتماع أو الثقافة، وبعد اختيار الموضوع يقوم الصحفيون/ات بجمع شهادات حية من النساء، في حقيقة الأمر كانت جمعية نساء ديمقراطيات ووزارة المرأة من أهم المساندين لنا"، مضيفةً "بصفتي المعدة أقوم باختبار الضيفات منهن من تحضر لاستديو الإذاعة ومنهن هاتفياً يتواصلن معنا قد يكن مغتربات".