صحفيات تونسيات: رسالتنا هادفة ونبيلة ولن نتخلى عنها

بالرغم من أن الصحافة هدفها تكريس المبادئ الإنسانية، إلا أن العديد من الصحفيات تتعرضن للظلم وخاصة بعد العمل بمرسوم 54 الذي تسبب في سجن شذى الحاج مبارك منذ أكثر من عام.

إخلاص حمروني

تونس ـ أعطى الاحتفال باليوم العالمي فرصة للصحفيات بالجنوب التونسي للحديث عن واقع مهنتهن الصعبة وإصرارهن على مواصلة المشوار بالرغم من كل الصعوبات التي تواجههن في عملهن الميداني، مؤكدات أن سجن زميلتهن لن يوقفهن عن الدفاع عن رسالتهن النبيلة.

شاركت الصحفيات التونسيات في الثالث من أيار/مايو الجاري، المجموعة الدولية في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في ظرف اتسم بكثرة الملاحقات القضائية وصل إلى حد الحكم بالسجن الذي طال الصحافيين/ات جراء محاكمتهم/هن وفق مراسيم خطيرة مثل المرسوم 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال والذي تسبب في سجن شذى الحاج مبارك التي تقبع منذ أكثر من سنة في السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة وتبييض الأموال وهي تهم تنفيها الصحفية.

وهي واحدة من الصحفيات التي سجنت لأنه تم محاكمتها وفق المرسوم 54 عوض مرسومي 115 و116 المخصصان لمحاسبة الصحفيين/ات عند ارتكابهم أي تجاوز أو خطأ مهني.

وفي هذا الصدد قالت الصحفية ألفة خصخوصي "إن سجن الصحفية شذى مبارك لن يمنعنا من قول الحقيقة وحبنا للمهنة لن يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة المشوار"، موضحة أن سجن الصحفيين/ات ما هو إلا دافع قوي للتمسك بحرية الصحافة  وبمبادئ المهنة والدفاع عن الحريات.

وأشارت إلى أن وضعها كصحفية امرأة يعرضها للعديد من العراقيل منها صعوبة الحصول على المعلومة لأن دخول المرسوم 54 حيز التنفيذ ضيق الخناق عليهم، لافتة إلى أنه "رغم أن رسالتنا هادفة ونبيلة إلا أننا نتعرض في مناطق عملنا خاصة المناطق الداخلية للكثير من المضايقات بسبب سيطرة النزعة الذكورية والنظرة الدونية على المرأة العاملة في هذا المجال".

 

 

من جهتها أكدت الصحفية منال بالطايع أن مهمتها كصحفية تعتبر رسالة هدفها الدفاع عن مصالح وحقوق المجتمع خاصة وإنها تعمل على مستوى محلي وفي علاقة مباشرة مع سكان منطقتها "أن خصوصية هذه المرحلة التي تتسم بالتضييقات والمحاكمات تتطلب تكريس كل المبادئ التي درسناها خلال مسيرتنا الأكاديمية وخاصة الحيادية والموضوعية".

وأوضحت أن المضايقات التي يتعرض لها الصحفيين والصحفيات بصفة خاصة من شأنه أن يحد من مهامهن وتجعلهن مثل الغريب عند ممارسة المهنة وتجبرهن على أخذ الاحتياطات الضرورية من أجل عدم الوقوع في الخطأ وفي حال وقوعه يجب محاسبتهن وفق المراسيم المنظمة للمهنة.

وطالبت الجهات المعنية بتفهم طبيعة عملهن المتمثل في التطرق إلى قضايا معينة والدفاع عن حقوق المواطنين الذين تعرضوا للظلم أو اشتكوا من الخدمات الصحية والطرقات والمياه الصالحة للشرب، لذا يجب توفير المعلومات اللازمة من أجل تقديم هذه الرسالة على أحسن وجه، مشيرةً إلى أن "أكبر صعوبة تتعرض لها كصحفية ميدانية هو كيفية الحصول على المعلومة".

 

 

أما الصحفية ماجدة عمارة فقد أكدت إصرارها على مواصلة النضال في كل القضايا التي تقدم إليها والمدافعة عن حقوقها وكشف الفساد وعدم إتباع سياسات فاشلة لترهيب الصحفيين/ات، قائلة "نعم لمحاسبة الصحفيين/ات الذي يخطئون وفق أحكام المرسوم 115 ولا لاعتماد مراسيم مكبلة لحرياتنا ومقيدة لتحركاتنا"، مطالبة بإطلاق سراح الصحفية شذى الحاج مبارك، معتبرةً أن سجن صحفية وفق مرسوم 54 ظلم ويجب تصحيحها.