قانون المرأة في روج آفا يحمي هوية النساء

تشكل القوانين التي تخص المرأة في روج آفا انطلاقة أساسية للنساء من أجل تحرير المجتمع الأبوي ونظام الدولة السلطوية وليكون لها دوراً ريادياً في بناء مجتمع ديمقراطي حر.

نورشان عبدي

كوباني ـ تعمل قوانين المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا على حماية حقوق وهوية النساء وتصب في صالحهن بالدرجة الأولى، على عكس قوانين المرأة في الدول الأخرى التي تخدم مصالح الرجل بكونها صدقت بذهنية ورأي الرجل.

يعتبر نظام الأمة الديمقراطية الذي يعتمد على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان من أهم السبل لبناء حياة ديمقراطية حرة ومجتمع ديمقراطي يحافظ ضمنه على حقيقة المجتمع الطبيعي وعلى الثقافة المجتمعية وبشكل خاص على هوية المرأة، وبتطبيق هذا النظام على مدار أكثر من 10 أعوام منذ انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012 والتي سميت بثورة المرأة، بدأ المجتمع والنساء بتنظيم ذاتهم على أسس ومبادئ الإدارة الذاتية الديمقراطية ومشروع الأمة الديمقراطية، الذي يعتمد نظامه بشكل أساسي على تطبيق قوانين وأسس تحمي المجتمع والمرأة.

يخضع العالم أجمع لقوى حاكمة مهيمنة وسلطوية باسم الذهنية الذكورية الأبوية والرأسمالية، وبذلك يتم السيطرة على المجتمع وبشكل خاص النساء منه وتفرض قوانين يتم وضعها والتصديق عليها بفكر ذكوري لتخدم مصالح الذهنية الذكورية وبذلك يتم انكار المجتمع ووجود هوية للمرأة ضمنه، وعلى مر التاريخ نرى أن طريقة السيطرة هذه مستمرة في الشرق الأوسط والعالم.

عانى الشعب الكردي وبشكل خاص المرأة الكردية على مر التاريخ الكثير من الصعوبات والانكار والمجازر من قبل القوى المهيمنة التي هدفت دائماً للقضاء على وجوده، ولكن في القرن الـ 21 وبفضل فكر القائد أوجلان ومنطلق الإدارة الذاتية وإنجازات ثورة المرأة، استطاع الشعب الكردي بناء كياناً ديمقراطياً له في إقليم شمال وشرق سوريا هدفه حماية المجتمع بكافة معاييره الأخلاقية والسياسية وذلك باتباع مبادئ المساواة والعدالة تحت مظلة الأمة الديمقراطية.

وعن أهمية وماهية قانون المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا قالت رئيسة هيئة المرأة في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات جيهان درويش "قبل الحديث عن قانون المرأة يجب علينا التطرق للمراحل التي مر بها العالم مع قيام كيان الدول السلطوية التي صدقت قوانينها ذهنية الرجل وفكره حتى تلك المعنية بالمرأة، نستطيع القول إنه لهذا السبب هذه القوانين من الناحية العملية لم ولن تكون الرد المناسب للعراقيل التي يعترض المجتمع والمرأة بشكل خاص"، مشيرةً إلى أن المرأة عبر التاريخ مرت بالعديد من مراحل العبودية المختلفة "تحت مسميات عدة ظُلمت المرأة وتم الاعتداء عليها بحجة الدين والعادات والتقاليد والدولة والسلطة كل ذلك بهدف إبعادها عن حقيقتها وهويتها، الأمر الذي تسبب بقطع الصلة بين المرأة والمجتمع وهذا الشيء يؤثر على بنية المجتمعات حتى يومنا في عامة مناطق الشرق الأوسط والعالم".

 

"نضال المرأة الكردستانية ميراث لثورة المرأة في روج آفا"

ولفتت جيهان درويش إلى أن "الرد على الدول السلطوية والحاكمة التي تسيطر على المجتمع والمرأة بذهنية الرجل كان الظهور الأولى للمرأة الكردية بفكر وفلسفة القائد أوجلان مع انطلاق حركة التحرر الكردستانية في الشرق الأوسط واستمر نضالها ومقاومتها لتتمكن المرأة من الدفاع عن ذاتها وحقيقتها وهويتها وتحارب الأنظمة السلطوية والذهنية الذكورية، وبذلك استطاعت حركة المرأة الكردية تخليص النساء من العبودية والظلام والسلطوية التي كانت تفرض عليهن، وإلى يومنا هذا على خط حرية المرأة مستمرين، نعتبر هذه الثورة نقطة البداية لانطلاق ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، هذه الثورة التي حمت النساء اللواتي حققن العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة على رأسها السياسية والاجتماعية والعسكرية، وبذلك أصبح للمرأة قانون ومبادئ تحمي وجودها ضمن المجتمع".

 

"المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا نقشت قوانينها بإرادتها الحرة"

أكدت جيهان درويش أن النساء في إقليم شمال وشرق سوريا كان لهن مشاركة فاعلة في وضع بنود العقد الاجتماعي وإقرار القوانين الخاصة بهن والتي تصب في صالحهن وتحمي حقوقهن، من أهم تلك القوانين تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها ويعتبر مبدأ أساسي في التمثيل المتساوي بين الجنسين ويساهم في التنظيم وتكريس النظام الكونفدرالي الديمقراطي للمرأة ككيان خاص بها، وضمان حرية المرأة في المجتمع والمساواة بين الجنسين والحقوق والواجبات، وأيضاً تمثل المرأة ذاتها بالتساوي مع الرجل في كافة مجالات الحياة، وبالتالي تتمتع المرأة بإرادتها الحرة في الأسرة المبنية على أساس الحياة الندية.

وعن أهمية قوانين المرأة التي تحمي النساء وتدافع عن هويتهن أوضحت أنه "مع انطلاق ثورة المرأة مثلت النساء ذاتهن في ظل مشروع الأمة الديمقراطية بنسبة 50 % وبذلك استطعن أن تكن الرياديات والقدوة لتمثيل مجتمعهن، واستمرت المرأة بهذا النضال حتى استطاعت بإرادتها وقدرتها السياسية والعسكرية أن تطرح قانون خاص بها وتصديقه بإرادتها ضمن المؤسسات والمحاكم، لذلك تعتبر النساء هذه القانون ميراث يحمي وجودهن ضمن المجتمع"، مؤكدةً أن التصديق على العقد الاجتماعي الجديد في إقليم شمال وشرق سوريا أعطى المرأة المكانة التي تستحقها "قبل عامين تم العمل على إصدار عقد اجتماعي جديد في روج آفا، وأيضاً النساء مثلن ذاتهن بنسبة 50 % وبمشاركة المرأة برأيها كتبت بنود وأسس العقد، خاصة تلك المعنية بأمرها وشأنها تم التصديق عليها بإراداتها الحرة وحتى قانون المرأة صدق بريادتها من أجل حماية وجود النساء والدفاع عن حقهن، ومع إقرار العقد الاجتماعي في 12 كانون الأول عام 2023 تم الإقرار بأن يكون للنساء مكانة خاصة ضمنه وذلك بتشكيل مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ضمن العقد الاجتماعي لتدافع عن قضايا النساء إلى جانب المجلس العام".

 

"توحيد النساء في سوريا سيحافظ على منجزاتهن"

عن الهدف من توحيد صفوف النساء قالت جيهان درويش "مجلس المرأة ضمن العقد الاجتماعي مظلة تحمي كافة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا ومن كافة المكونات والأحزاب السياسية وأيضاً المرأة في المناطق المحتلة، وسيعمل على تدريب وتوعية النساء للدفاع عن حقوقهن وقضاياهن، على هذا الأساس هذا المجلس سيكون صوت كافة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا عامةً وصوت الحرية للنساء في الشرق الأوسط والعالم".

وحول الفرق بين قانون المرأة على مستوى العالم والشرق الأوسط وإقليم شمال وشرق سوريا أوضحت "كما ذكرنا أعلاه أن مشروع الأمة الديمقراطي يشكل الحل الأمثل لكافة العراقيل في الشرق الأوسط والعالم، أيضاً ثورة المرأة ومنجزاتها في إقليم شمال وشرق سوريا ستكون الحل للعراقيل التي تعترض النساء حول العالم، فالنساء هنا حققن هذه المنجزات بمقاومتهن ونضالهن ووضعن قوانينهن وأطلقن مشاريعهن بفضل نضالهن، لذلك نلاحظ أن نساء الإقليم تختلفن عن نظيراتهن في باقي أنحاء العالم".

وعن الفوارق التي حققتها القوانين في المنطقة وعلى رأسها العقد الاجتماعي قالت "من المعرف بأن بالشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم عقود اجتماعية والقوانين التي تختص بالمرأة مقررة من قبل ذهنية الرجل السلطوي أما في مناطق شمال وشرق سوريا ومن خلال تجربة مشروع الأمة الديمقراطي وثورة المرأة النساء هنا قررنا و نقاشنا و صدقن قوانينهن بأيديهن دون خوف أو تأثير من أي جهة أو ذهنية، من أجل هذا الفرق بين مناطق شمال وشرق سوريا هو بأن قانون المرأة يحمي وجودها و يحافظ على حقها ولكن في عالم قانون المرأة يحمي مصالح الذهنية الذكورية السلطوية لأنها وضعت بفكر ورأي الرجل".

وفي ختام حديثها قالت جيهان درويش "كنساء شمال وشرق سوريا لا يتطلب منا الأمر أن نقارن أنفسنا بباقي نساء العالم، ولكن يجب علينا أن نعمل أكثر لكي نثبت للعالم أن مشروعنا وثورتنا هما الحل الوحيد للأزمات التي يعيشها، ونتوجه برسالة لكل امرأة في سوريا بأن قانون المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا هو قانون يحمي ذات المرأة وهويتها لذلك يجب علينا أن نكون يداً واحداً وصفاً واحد من أجل حماية المكتسبات التي حققناها ونحافظ على قوانيننا التي تحمي وجودنا".