ناشطة حقوقية: المرأة الكردية تعرضت لقمع مزدوج في إيران
تقول الناشطة (سمية. ص) إن المرأة الكردية واجهت العديد من الحروب بسبب الطبيعة الاستراتيجية لشرق كردستان "النضال هو أسلوب حياة المرأة الكردية، وكانت الثورة الأخيرة بمثابة رد على الاضطهاد الذي تعرضت له طوال سنوات".
جونا أردلان
سنه ـ لطالما واجهت النساء في إيران وشرق كردستان خاصةً المرأة الكردية، اضطهاد وقمع مزدوج من قبل الحكومة والمجتمع الذي دائماً ينظر لها بدونية، وتعرضت للتمييز على أساس الجنس والهوية، لكنها انتفضت بوجه الذهنية الذكورية وحاولت استرجاع حقوقها من أجل حياة حرة.
عن مطالب المرأة الكردية في انتفاضة "Jin jiyan azadî"، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة سمية. ص لوكالتنا "كامرأة كردية، عشت النضال. لقد كنت أرى دائماً أن ميدان حياتي هو معركة، بالنسبة لي هو أسلوب حياة، وجزء من أسلوب الحياة هذا يعود إلى الجغرافيا التي عشت فيها؛ تتمتع شرق كردستان بموقع استراتيجي وشهدت العديد من الحروب المفروضة، مما جعل شعبها يألف الحرب، فقد حدثت حروب مفروضة وقمعت القوى الحاكمة مصالحها، ولهذا السبب تعرضت المرأة الكردية أيضاً لآثارها المدمرة وذاقت طعم اللجوء القسري والتهجير والنفي أكثر من غيرها".
وذكرت أن "المرأة الكردية تقع تحت وطأة القمع المزدوج سواءً أرادت ذلك أم لا، ولهذا تقاتل نساؤنا على عدة جبهات لأنها تتحمل أيضاً عبء التمييز القومي والديني وغيرها، على الرغم من أن القمع ضد المرأة هو أمر عالمي، ولكن بالنسبة لنا، فإن النضال يمر بطرق عديدة للوصول إلى الطريق الرئيسي، فمهمتنا هي أكثر من مجرد نساء أخريات ربما تعرضن فقط للاضطهاد الجنسي".
وأضافت "تجربة النضال خلال الانتفاضة الأخيرة مختلفة بالنسبة لي ولغيري من النساء في إيران، وجهة نظرنا لم تكن نفس وجهة نظر نساء طهران أو غيرها من المدن غير الكردية، ولم تكن هذه في حد ذاتها مشكلتنا، ففي إيران نحن أقلية عرقية غير مقبولة ونعيش حياة صعبة. لقد حرمنا من حقوقنا، وتم تجاهل لغتنا وهويتنا لسنوات، وقد عانى رجالنا ونسائنا من ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة، كامرأة، إذا لم أتمكن من إنقاذ نفسي من التمييز، فكيف يمكنني الوقوف في وجه الفوضى والسلطة الأبوية؟".
وأشارت إلى أن "تحصيل حقوق المرأة هو جزء من البرنامج السياسي لجميع الأحزاب الكردية. القائد عبد الله أوجلان جعل من حرية المرأة أحد البرامج الرئيسية لحزبه وأكد على أن المجتمع الذي لا تتحرر فيه المرأة لن يكون حراً، ومن هنا جاء شعار Jin jiyan azadî".
وأشارت إلى أن نضال نساء روج آفا من أجل الحرية يمنحهن القوة ويذكرهن بأنهن لسنّ بمفردهن "نضال نساء روج آفا خاصةً ضد داعش أصبح قدوة لنا".
وتقول إن "النساء الأخريات اقتدين بنضال المرأة الكردية، لأن النساء الكرديات سبقن غيرهن من النساء الإيرانيات بفضل أسلوب حياتهن وشكل النضال المستمر منذ عدة قرون، الأمر الذي جعلهن تظهرن بشجاعة أكبر في الانتفاضة، وفتحن الطريق أمام نساء إيرانيات أخريات، حتى أمهات الشهداء تتصرفن بشكل مختلف لأنهن على دراية بمبادئ الاستشهاد، الذي جربوه في تركيا وسوريا والعراق وإيران. علينا أن نستمر بالنضال ولا نكون تحت وطأة القمع الذي يفرضه علينا الرجال".
وأضافت "الحرية بالنسبة لنا لم تبدأ مع الثورة الأخيرة، لقد عرفناها منذ سنوات طويلة، لكنها خلال هذه الثورة بدأت تتدفق فينا وكأننا عدنا إلى أصولنا. رغم أن الثورة اندلعت بقيادة النساء الكرديات، إلا أنها شملت إيران كلها وربما العالم كله، هذه الحركة ربطت المرأة بالحياة والحرية، كل إنسان مهما كان دينه وسياسته وطقوسه يرحب بهذا الشعار المليء بالسلام والحرية. لم يكن هذا شعاراً للبنية الفوقية فحسب، بل كان ضرورة واستجابة للوضع الذي كان سائداً في إيران".