لليد العاملة النسائية دور كبير في بناء المجتمع وتطويره

للمرأة العاملة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا دور فعّال وريادي في بناء المجتمع من خلال تقديمها لجهد كبير في سبيل إنجاح العمل.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت العاملات في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا بأن لليد العاملة النسائية دور كبير في بناء المجتمع وتطويره من كافة الجوانب، وأن عملهن في العديد من المجالات يساهم في بناء مجتمع ديمقراطي حر تسوده المساواة والعدالة.

تساهم النساء في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال خوضهن ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو التي انطلقت شرارتها من مدينة كوباني عام 2012 في بناء المجتمع وتوجيهه نحو الديمقراطية والعدالة وذلك بسواعد العاملات.

يصادف الأول من أيار/مايو عيد العمال العالمي، وبهذا اليوم يحتفل العمال في جميع أنحاء العالم تكريماَ لليد العاملة التي تكافح من أجل المجتمع، وقد أقر هذا اليوم عام 1886 من قبل نقابات كندية وأمريكية في مدينة شيكاغو الأمريكية بعد إضراب شامل للعمال لإجبار الرأسماليين على الاعتراف بحقوق العمال، وتطبيق قانون العمل لمدة ثمانية ساعات في اليوم.

وفي إقليم شمال وشرق سوريا يحتفل أيضاً العمال والعاملات بيومهم بفعاليات ونشاطات متنوعة كالمسيرات والاحتفالات وذلك لتقدير دور اليد العاملة في بناء المجتمع وتطويره.

 

الجهد هو العامل الأساسي في بناء مجتمع ديمقراطي

عدلة محمد تعمل في فرن الحياة بمدينة كوباني، وقالت عن اليوم العالمي للعمال أنه يعني للنساء الكثير "في المجتمعات الشرقية تعمل النساء داخل وخارج المنزل، فنحن نبذل جهد كبير من أجل بناء مجتمعنا وتطبيق المساواة والعدالة فيه، ومن أجل تربية أطفالنا أفضل تربية"، موضحةً أن النساء تواجهن الكثير من التحديات بعملهن خارج المنزل "العمل وبكافة مجالاته صعب لذلك نحن النساء نتحمل مسؤولية أطفالنا ونعمل أيضاً خارج المنزل ونواجه الكثير من المصاعب والتحديات للنجاح والوصول لهدفنا، لذلك المرأة هي اليد العاملة التي تبذل جهد أكثر في بناء مجتمعها".

وحول عملها قالت إنه "ليس سهلاً ونواجه العديد من الصعوبات إلا أننا نستمر بالعمل من أجل أطفالنا ومجتمعنا، وبمناسبة يوم العمال العالمي أود أن أقول لكافة النساء عليكن أن تناضلن لكسر القيود والخروج للعمل خارج المنزل من أجل تطوير أنفسكن وذواتكن وبناء مجتمع أفضل".

 

"النساء هم العاملات الاساسيات في بناء الثورة"

من جانبها قالت عوش علي من قرية أيدق الواقعة جنوبي مدينة كوباني، وتعمل في فرن الحياة أيضاً "عندما يذكر عيد العمال يخطر بشكل مباشر لنا بأن كل مواطن يعمل بمقابل راتب شهري هو عامل، ولكن بالنسبة لنا نحن أهالي إقليم شمال وشرق سوريا نخوض ثورة، والعامل بالنسبة لنا كل من يساهم في بناء مجتمعه وتطويره سواء بمقابل مادي أو مجاني، فالنساء أيضاً هن عاملات تساهمن في بناء المجتمع حتى لو كن ربات منزل".

وأضافت "كل مزارعة تساهم في زيادة المساحات الخضراء والمحافظة على البيئة. ففي القرى نعمل بالزراعة وبالرغم من عمري ما زلت أعمل في الأراضي والبساتين وأزرع الورود والأشجار، فأهدافنا مختلفة وكلها تصب في صالح مجتمعنا فزراعة الأزهار تزيد من جمال منازلنا ومدينتا، وتُحسن البيئة، والمحاصيل تحقق الاكتفاء الذاتي لأهالي المنطقة".

وأكدت أن "النساء هن أكثر من يبذل الجهد من أجل مستقبل أفضل، وفي يومنا العالمي نود أن يتم تكريم النساء حتى اللواتي تعملن في منازلهن ".

 

"للمرأة الدور الأبرز في تطوير المجتمع"

عضوة مؤتمر ستار في مدينة كوباني مريم أحمد أكدت أنه "بالنسبة لنا في الإدارة الذاتية الديمقراطية كل شخص يعمل من أجل مجتمعه نحترمه ونقدره، وثورة التاسع عشر من تموز أعطت فرصة للنساء من أجل بناء مجتمعهن".

وشددت على أنه "بفضل ثورة التاسع عشر من تموز أحرزنا الكثير من الانتصارات وثورتنا هي ثورة النساء وأكثر من تعب وبذل الجهد من أجل المجتمع هن النساء، لذلك للمرأة الدور الأبرز في تطوير وتقدم المجتمع، ولهذا اليوم بالنسبة لنا له أهمية خاصة لأننا نحتفل بجهدنا وكدحنا".