لبنان... إطلاق تطبيق تفاعلي للتوعية بحقوق وقضايا النساء

ابتكرت منظمة نسوية لبنانية تطبيقاً تفاعلياً لتعريف المجتمع خاصة النساء بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة، بهدف القضاء على التمييز ضد النساء ورفع الوعي بحقوقهن.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ طورت منظمة "لاودر" تطبيق "من حقها" لتعريف المرأة بحقوقها ورفع وعي المجتمع تجاه قضاياها، ويمكن استخدامه للتعليم الذاتي عن حقوق الإنسان والقضايا والمعاهدات الدولية والقوانين المحلية اللبنانية الخاصة بالنساء.

أصبح العالم الرقمي من أساسيات العمل في العديد من المجالات، لذلك ابتكرت منظمة "لاودر" تطبيق "من حقها" بهدف خدمة النساء ورفع وعيهن بحقوقهن بشكل أفضل، وعن هذا التطبيق قالت مؤسسة المنظمة والمختصة بالقانون الدولي خلود الخطيب "لاودر" هي اختصار لـ "المنظمة اللبنانية للدفاع عن المساواة والحقوق"، تعمل المنظمة على القضايا الحقوقية الخاصة باللبنانيين وغير اللبنانيين المتواجدين على أرض لبنان، وموضوع الاندماج الذي نتحدث عنه مهم بغض النظر عن الجنس واللون والعرق، فالمنظمة تستهدف الفلسطينيين والسوريين وغيرهم، وفريق العمل في طور التجهيز وكل الفئات العمرية موجودة، ومبدأنا يقوم على تعزيز حقوق الإنسان وبناء سلام، لأننا نؤمن بأن السلام لا يرتبط فقط بالحرب فليس كل المجتمعات تعاني من الحروب فهناك أيضاً العنف والاضطهاد، فعلى سبيل المثال العديد من القوانين والسياسات في لبنان تزيد من التهميش وبالتالي تزيد من التطرف".

وأضافت "سلام، حقوق، تنمية، ثلاثة مبادئ تستند على بعضها البعض، حيث لا يمكن تحقيق تنمية حقيقية في المجتمعات إن لم تكن مبنية على حقوق الإنسان، ولا يتحقق السلام إذا لم يكن هناك احترام وتعزيز لحقوق الإنسان، وبهذه المبادئ نعبر عن هوية جمعيتنا التي تضع على رأس أولوياتها حقوق الإنسان، فالمؤسسات اليوم لا يمكن أن تحترم وتعزز الأمن إلا إذا كانت تعزز حقوق الانسان، كقوى الأمن والجيش بحيث إلا يكون الأمن في لبنان مجرد أمن عسكري فهناك أيضاً الأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وكذلك الأمن الغذائي والبيئي والصحي وغيرها".

وبينت أنه "الأسبوع الماضي عقدنا حوار بهدف دمج مؤسسة حقوق الإنسان في منظومة عمل مؤسسات إنفاذ القانون ودور المرأة في السلام والأمن، وضم عدد من المجتمعات والمؤسسات منها الجيش اللبناني والأمن العام والداخلي ووزارة العدل ومجلس شورى الدولة المجتمع المدني ومحامين، وأصدرنا استراتيجية جديدة حول حقوق الإنسان في منظومة الأمن، يتم العمل عليها وسننجزها خلال هذا العام كأولوية حول الأمن وحقوق الانسان، وتتضمن العدالة المناخية كسلوك أساسي، ووقعنا اتفاقية تعاون مع قوى الأمن الداخلي"، مضيفة "أعدت المنظمة دليلاً اسمه "حماة الحقوق" وليس المسمى قديماً "عناصر الأمن"، وتم إعداد قوانينه بالتعاون مع مركز حقوق الإنسان ومركز التدريب بحيث تكون قواعد السلوك الموجودة في جعبة عناصر قوى الأمن الداخلي متناسبة مع المعايير الحقوقية وبعيدة عن الاعتقال التعسفي والتعذيب وسيتم اعتماده في وحدة التدريب في قوى الأمن، وقد نال الدليل جائزة من مؤسسة فريدريش ناومان والتصنيف الأول على مستوى العالم لمشروع (360 درجة)".

وعن تطبيق "من حقها" قالت "عندما نتحدث عن حقوق الإنسان يرد إلى الأذهان عالمية هذه الحقوق منها حقوق المرأة، ومن هنا جاءت فكرة التطبيق، لذلك بات من الضروري إطلاع كافة النساء على حقوقهن الأساسية حتى تتمكن من الدفاع عنها خاصة أن نسب العنف تتجه للارتفاع في العالم يوماً بعد يوم، وعندما تعرف كل امرأة حقوقها ستدرك أن العنف ليس قدراً حتمياً عليها ويجب أن تضع لها حداً، والتطبيق يساعد المرأة على تسجيل حالة العنف التي تعرضت لها فيتم التواصل معها لمساعدتها عن طريق المؤسسات الحكومية المتعاونة مع المنظمة كقوى الأمن، وقد نال التطبيق جائزة لجهة الابتكار والرؤية المستقبلية عام 2021 في احتفالية جائزة القيم iValues في عمان، وحمل التطبيق أكثر من ألف شخص، وبإمكان التطبيق أن يصل إلى الجميع وكل البلدان، واللافت أن الفتيات والشباب الذين خضعوا للتدريبات حول هذا التطبيق أنجزوها في مناطقهم حتى يتعرف الجميع على حقوق النساء ليس في لبنان فقط، وعلى الرغم من اختلاف حقوق النساء من بلد لآخر إلا أن التحديات التي تواجه النساء اليوم هي ذاتها، في لبنان والعراق والأردن، وهذا ما جعل للتطبيق صدى كبير في المجتمعات".

 

 

من جانبها قالت رئيسة "لاودر" الأكاديمية في مجال الموارد البشرية هبة عيتاني "ما نركز عليه في عمل المنظمة ليس الحقوق بحد ذاتها فأي شخص يمكنه أن يرفع مستوى ثقافته بمجال حقوق الإنسان، لكن غياب الوعي الكافي تجاه أهمية هذه الحقوق وتعزيزها سيجعل منها مجرد ثقافة عامة، لذلك نركز على هذه النقاط وتعريف كل شخص بحقوقه وواجباته في المجتمع، بالإضافة لإيلاء تعزيز حقوق المرأة ورفع مستوى المعرفة لديها بهذه الحقوق، ويتم تقديم الكثير من الدعم لها في مختلف المجالات منها الاقتصادي فلدينا العديد من الأفكار والمشاريع لتمكين المرأة حتى تكون قادرة ومستقلة بذاتها".  

 

 

وقالت مصممة التطبيق الحاصلة على ماجستير في القانون أماني حسن أيوب "قبل التحدث عن دوري في تصميم تطبيق "من حقها"، أود التطرق إلى بعض المحطات التي من خلالها وصلت إلى مكان كهذا، فكل شخص لديه بداية ونقطة محورية غيرت مسار حياته، ولا يحصل هذا الأمر بدون شخص يمسك يدك ويؤمن بك وبخطواتك الصغيرة وأنها ستكبر وتتطور، وبالنسبة لي هذا الشخص هي الدكتورة خلود الخطيب، وأما النقطة المحورية كانت خلال حضوري لأول ورشة تدريبية في البقاع حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، تمكنت من خلالها كسر حاجز الخوف كما أكسبتني ثقة بقدراتها ونفسي".

وعن التطبيق قالت "كانت أول تجربة عملية فعلية لي في هذا المجال بعد أن تزودت بالثقة والقدرات الكافية لخوض هذه التجربة، على الرغم من وجود الكثير من التحديات خاصة فيما يتعلق بالمحافظة على روحية النص القانوني ومواكبته مع الوسائل البصرية بحيث توائم الشخصيات مع النص وتناسب كل قسم من هذا التطبيق"

 

 

وقالت منسقة وسائل التواصل الاجتماعي بمنظمة "لاودر" إيمان خالد الأحمد "لدينا العديد من الاستراتيجيات للعمل عليها في السنوات القادمة، أما بالنسبة لهذا العام نعمل على منهجية وخطة للتقرب أكثر من الفئات التي تستهدفها المنظمة ولنعرّف النساء بحقوقهن والترويج للتطبيق بصورة أكبر وتحقيق أهدافنا المرجوة".